نداء شرارة: فخورة بنقل تراث ولهجة بلدي إلى الناس

نداء شرارة (مكتبها الإعلامي)
05 سبتمبر 2020
+ الخط -

بعدما أحيت في الخامس عشر من آب/أغسطس الماضي أولى حفلاتها الأونلاين في مكتبة عبد الحميد شومان في عمان، تعمل النجمة الأردنية نداء شرارة حالياً على ألبوم غنائي جديد يأتي في أعقاب إصدارها مجموعة من الأعمال الغنائية المنفردة التي قدّمتها بلهجات وأنماط موسيقية مختلفة مُحققةً من خلالها نجاحاً لافتاً. صاحبة "أحلى صوت" تحدّثت عن جديدها الفني ومقاربتها الخاصّة لتعدّد اللهجات في أغنياتها، وذلك في حوار خاص أجرته معها "العربي الجديد" من بيروت.

نداء شرارة أجّلتِ حفلك الأخير في مكتبة عبد الحميد شومان، والذي كان مقرراً في السادس من آب/ آغسطس إلى الخامس عشر منه  في ضوء الأحداث الأخيرة في بيروت. فما هي رسالتك لها بعد فاجعة المرفأ؟ 
أدعو الله أن يهوّن على اللبنانيين ما حصل. فلا أجمل من بيروت، ولبنان يعني لي كثيراً وغال على قلبي جداً، وأحبّ ناس هذا البلد المعطائين والذين يحبون الحياة. ولبنان سيكون أفضل وأقوى، فهذه ليست المرة الأولى التي يمرّ لبنان في ظروف ويتخطّاها الشعب بكلّ قوة وعزم. أدعو الله أن يقوّي اللبنانيين، وأن يرحم الضحايا. كذلك أدعو الله أن يصبّر قلب كلّ أمّ فقدت إنساناً غالياً. وأعرف تماماً شعور الأم، وإنّ المصاب كبير. كذلك كان وقع هذه الفاجعة كبيراً على الأردنيين، وأعلن الأردن جراءها الحداد لثلاثة أيام، وأجّلت حفلتي في مكتبة شومان لعشرة أيام، بطبيعة الحال. بيروت في القلب وستعود مثلما عهدناها بهمة شبابها وأولادها وجيل المستقبل.

قدّمتِ أوّل حفل أونلاين لك في مكتبة عبد الحميد شومان، في عمان تحت عنوان "موسيقى في المكتبة". لماذا اخترت هذا المكان بالتحديد؟ وما دلالاته لديكِ؟ 
المسؤولون عن هذه المؤسسة هم من وجّهوا دعوة خاصةً إليّ لكي أغنّي في المكتبة. وأشكرهم على هذه الدعوة الرائعة التي تسعدني وتعني لي كثيراً، إذ إنّني من روّاد هذه المكتبة، فضلاً عن أنّ هذه المكتبة ثقافية ويزورها كثير من القراء، وإنّ غنائي فيها أمر مختلف وجديد ويُفرحني جداً. 

تتعاونين في السنوات الأخيرة مع المنتج الموسيقي جان ماري رياشي، وقد أثمر ذلك عن عدد من الأغنيات بلهجات ونكهات موسيقية مختلفة. ما الذي يعزّز الانسجام الفني بينك وبينه؟ وما هي المشاريع الجديدة التي ستبصر النور قريباً؟ 
جان ماري رياشي إنسان مختلف بكلّ ما فيه من صفات، وهو ليس ملحناً وموزعاً موسيقياً فقط بل فنان يملك رؤية ونظرة مختلفة للأشياء. وأنا سعيدة جداً بتعاوني معه دائماً، منذ بداية هذا التعاون. وإنّ كلّ الأعمال التي تعاونت فيها معه لاقت نجاحاً وأصداءً جيدة وإيجابية لدى الناس، وأشكره لأنّه يعزّز ثقة الشخص الذي يعمل معه، وأعتبر أنّ العمل الذي يجمعنا يظهر مدى التوافق بيننا. ونعمل حالياً على ألبوم غنائي كامل، وآمل في أن تتحسّن كلّ الأوضاع لكي نصدره.

أطلقتِ مؤخراً أغنية "شروط" التي حققت نجاحاً لافتاً. ما هي أهمية الأغنية الخليجية في مشوارك وهل ترينها بوّابة لانتشار أكبر في السوق الغنائي؟ 
أغنية "شروط" خليط بين اللهجة البيضاء الأردنية وهي لهجة بلدي وبين اللهجة الخليجية. وفرحت جداً لأنّ هذه الأغنية لاقت رواجاً كبيراً وأنّ الناس أحبوا هذه الأغنية مثلما هي، الأمر الذي يُشعرني بالسعادة والفخر بأنّني أنقل لهجة وتراث بلدي إلى الناس، وهذه اللهجة قريبة من كلّ العالم العربي. وأرى أنّه يجب على الفنان أن يغنّي اللهجات كلّها، سواءً كان يرغب في هذا الأمر أم لا، وذلك حباً بجمهوره إذ يكون لديه جمهور متنوّع من بلدانٍ عدة يرغب في أن يغنّي له.

سجّلت مؤخراً عتباً شديد اللهجة على إعلام بلدك لعدم وجود أغنياتك في إذاعاته وأخبارك في مواقعه وصحفه كما هو الحال في الخارج. هل تغييبك في الإعلام الأردني مقصود ولماذا التعتيم على نداء شرارة؟ 
هذا التعتيم ليس مقصوداً ولا تعتمده كلّ الإذاعات في الأردن، بل بعضها. وسبق أن شكرت إذاعات محددة ومنها التلفزيون الأردني، لكن هناك إذاعات خاصة ربّما لا تتجاهل أعمالي، لكنها لا تُلاحق أخباري وأغنياتي. أمّا الصحافة، فاعتدنا على أنّها لا تضيء دائماً على الأخبار الجيدة عن أيّ فنان أو شخص وليس فقط نداء شرارة، وأنّها تكتب عن الأحداث والأخبار المثيرة للجدل. وهذه اللغة أستهجنها وأرى أنّها غريبة، لكنها لا تعني لي كثيراً، فهناك كُثر يكتبون عني بطريقة إيجابية وجميلة، أمّا من يكتبون عنّي أخباراً سيئة وسلبية، فهم يستخدمونها عنواناً لجذب الناس، إذ إنّ مشكلة الناس أنّهم لا يقرأون بل يكتفون بالحُكم على العنوان. لكن بعد كلامي، تلقيت ردودا من كلّ الإذاعات وبدأت بث أغنياتي، ويهمني كفنانة أردنية أن ألقى انتشاراً في بلدي وليس فقط في الخارج.

لك جمهور كبير في مصر أيضاً، وشاركت في مايو/ أيار الماضي في مهرجان الموسيقى في دار الأوبرا إلى جانب النجم محمد منير. ماذا عنت لك هذه المشاركة إلى جانب "الكينغ"؟ 
أعتبر أنّ شهادتي مجروحة بالغناء باللهجة المصرية أو بالغناء في مصر، إذ إنني أعشق الغناء باللهجة المصرية وتربيت عليها منذ صغري، مثلما تربّيت على اللهجة اللبنانية، وأعشق السيدة فيروز والسيدة أم كلثوم. ولا يُمكن لأيّ فنان إلّا أن يغنّي باللهجتين اللبنانية والمصرية. وأهنّئ نفسي كما أهنّئ الأستاذ جان ماري رياشي وجميع القيّمين على أغنية "حبيتك بالتلاتة" التي حقّقت مليون مشاهدة على موقع "يوتيوب"، إذ إنّ النجاح في مصر من الأمور المهمة في مسيرتي الفنية وحتى في حياتي، فحُب المصريين يعني لي كثيراً.

المساهمون