ناني موريتّي وانقلاب بينوشي: "ميوعة" اليسار

ناني موريتّي وانقلاب بينوشي: "ميوعة" اليسار

11 مارس 2019
ناني موريتي: أفراد يصنعون الفرق لا الدول (فيسبوك)
+ الخط -
في 27 فبراير/شباط 2019، بدأت العروض التجارية الفرنسية للوثائقي الجديد "سانتياغو، إيطاليا" (2018) للإيطالي ناني موريتي (عروضه الإيطالية بدأت في 6 ديسمبر/كانون الأول 2018). يستعيد الوثائقي هذا، المستند إلى أرشيف من التحقيقات المُصوَّرة والوثائق والشهادات، المرحلة التالية للانقلاب العسكري الذي قام به أوغوستو بينوشي، في 11 سبتمبر/أيلول 1973، ضد الرئيس المنتخب ديمقراطيًا، سلفادور ألليندي. ما أثار اهتمام موريتي كامنٌ في الدور الذي لعبته السفارة الإيطالية في سانتياغو، خلال الأشهر اللاحقة على الانقلاب، المتمثّل في استقبالها مئات المُعارضين الهاربين من بطش الديكتاتور الجديد، الذين يهاجرون لاحقًا إلى إيطاليا. 

عن سبب اختياره هذا الموضوع، بعد 45 عامًا على الحادثة، قال ناني موريتي (المجلة الأسبوعية الفرنسية "إكسبرس"، 27 فبراير/شباط 2019) إنّه اكتشف، أثناء إلقائه محاضرة في سانتياغو قبل عامين، "قصّة إيطالية جميلة، يُمكننا أن نفتخر بها"، مُعتبرًا أن سعيه إليها ناتجٌ عن "الحالة السياسية والاجتماعية المتبدّلة في بلدي، مع وصول ماتّيو سالفيني إلى السلطة" (نائب رئيس مجلس الوزراء)، ومُشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من المجتمع الإيطالي "اتّخذ مسارًا مناقضًا لقِيَم التضامن".

وردًّا على سؤال حول كيفية تفسيره أن دبلوماسيين إيطاليين أظهروا تضامنًا أكبر من نظرائهم الأجانب إزاء التشيليين، أجاب موريتي: "الأفراد هم الذين صنعوا الفرق، لا البلد. في تلك المرحلة، دبلوماسيان إيطاليان شابان اتّخذا قرارًا صائبًا. تشيلي ألليندي كانت مُراقَبة من هنا بكثيرٍ من الاهتمام. الحزب الشيوعي الإيطالي تراجع بشكل مؤلّم عن استقلاليته عن الاتحاد السوفييتي". أضاف أن وصول ألليندي إلى السلطة (3 نوفمبر/تشرين الثاني 1970) "كان تجربة للاشتراكية الديمقراطية"، والاشتراكية كانت "جديدة، لا علاقة لها باشتراكية كوبا فيديل كاسترو، أو صين ماو تسي تونغ".



وردًّا على سؤال آخر حول سبب عدم تجدّد هذه التجربة، "التي تبدو كأنها فُقدت نهائيًا"، قال إنّه رغم كون هذا "حقيقيًا"، إلا أنه "علينا الاحتفاظ دائمًا بالأمل"، أما "الواقع فأمر آخر"، مؤكّدًا أنه مخرج سينمائي وليس صحافيًا أو باحثًا اجتماعيًا أو رجلاً سياسيًا: "المُراقِب الذي فيّ لديه قناعة بأن الأزمة الاقتصادية وأزمة الطبقة الوسطى وميوعة اليسار، وهذه كلّها ـ مدموجة بالهلع الذي يُسبِّبه "إنترنت" ووسائل التواصل الاجتماعي ـ لعبت دورًا مُقرِّرًا في "ظهور" ماتّيو سالفيني ودونالد ترامب وغيرهما".

المساهمون