موريتانيا تصدّر الكهرباء وتعيش في ظلام

موريتانيا تصدّر الكهرباء وتعيش في ظلام

03 أكتوبر 2014
نواكشوط تعيش في الظلام (Getty)
+ الخط -

تشهد العاصمة الموريتانية نواكشوط منذ عدة أيام انقطاعات متواصلة للتيار الكهربائي، مما أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة. وتأتي هذه الانقطاعات بالتزامن مع توقيع وزير الطاقة والبترول الموريتاني اتفاقاً في داكار مع نظيرته السنغالية، تبيع. بموجبه موريتانيا جزءا من حصتها من كهرباء "سد ماننتالي".
وتبرر السلطات الموريتانية قرارها ببيع حصتها من كهرباء "ماننتالي" بإمكانية الاستغناء عنها، بما تنتجه محطة جديدة قيد البناء بتمويل من البنك الإسلامي، و من المقرر تحويلها إلى العمل بالغاز بدل المازوت.
وقالت الشركة الموريتانية للكهرباء (صوملك) إن السبب فى الانقطاعات يعود إلى تعرض إحدى محطات الكهرباء الرئيسية فى منطقة "عرفات" إلى حريق أدى إلى تعطلها بشكل كامل، لكنها وعدت بالتغلب على الخلل فى أقرب وقت ممكن. ونفت الشركة أي علاقة بين الانقطاعات المتكررة للكهرباء وبين تصدير الكهرباء إلى السينغال.
وتضررت الأسواق والمحال التجارية من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، مما أدى إلى تلف بعض المواد الغذائية وتوقف الكثير من المحال التجارية والصيدليات الخاصة التي لا يمتلك أصحابها مولدات كهربائية.
وقال محمد ولد جدو، وهو صاحب محل خياطة فى سوق العاصمة نواكشوط ، لـ"العربي الجديد"، إنه تكبد خسائر كبيرة وأن محله مغلق معظم الوقت بسبب انعدام الكهرباء.
وأضاف ولد جدو أن شركة الكهرباء لم تحدد أوقات انقطاع الكهرباء كما هو معهود إلا مرة واحدة، وتركت الناس تعيش من دون كهرباء فى ظل درجات حرارة مرتفعة، وقبل أيام قليلة من عيد الأضحي.
ولا يعرف على وجه الدقة حجم الخسائر الاقتصادية جراء الانقطاعات المستمرة للكهرباء فى العاصمة الموريتانية نواكشوط، غير أن الكثير من الشركات والمؤسسات الخاصة تكبدت خسائر كبيرة، كما أدت الانقطاعات إلى ارتفاع قياسي فى أسعار المولدات الكهرباء التي شهدت رواجاً كبيراً بسبب الأزمة.
وردا على الانقطاعات المستمرة للكهرباء أطلق نشطاء ومدونون موريتانيون حملة ضد شركة الكهرباء عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وندد النشطاء بسياسات الحكومة فى مجال الكهرباء وسخروا من خططها لتصدير الكهرباء فى الوقت الذي تعيش أجواء واسعة من العاصمة فى ظلام دامس. وأطلق النشطاء هاشتاج موحداً بعنوان: صوملك أنت الظلام.
وقالت منسقة حملة "صوملك أنت الظلام"، عربية بنت سيد إبراهيم: إن الحملة الشبابية جاءت نتيجة لتردي وسوء خدمات الشركة الوطنية للكهرباء (صوملك) وغلاء أسعارها.
وأضافت بنت سيد إبراهيم، أنهم سيقومون بتحركات واحتجاجات ضد الشركة، وصولا إلى الامتناع عن تسديد الفواتير فى حالة ما إذا لم تتحسن الخدمات.
ونددت الجمعية الموريتانية لحماية المستهلك، بانقطاع الكهرباء وحملت شركة صوملك كل المسؤولية عن الأضرار المادية والمعنوية الناجمة عن العجز في توفير هذه الخدمة الحيوية.
وهددت الجمعية في بيان لها بمقاضاة الشركة لعدم إعلانها المسبق عن موعد هذه الانقطاعات، وبالتالي استخفافها بمصالح المستهلكين ومعاناتهم.

المساهمون