مواقف ستيفن هوكينغ الداعمة لقضايا سورية وفلسطين والعراق

مواقف ستيفن هوكينغ الداعمة لقضايا سورية وفلسطين والعراق

14 مارس 2018
عالم الفيزياء ستيفن هوكينغ (جوستين تاليس/فرانس برس)
+ الخط -
اشتهر عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينغ بإنجازاته العلمية، ومنها اكتشافه إشعاعات صادرة من الثقوب السوداء قبل أربعين عاماً سميت باسمه، وبإنجازاته الفكرية من خلال كتابه "تاريخ موجز للزمن" الذي نشر ثلاثين عاماً مضت، موضحاً للقارئ غير المختص أسرار علم الكونيات. إلا أنّ لهوكينغ شهرة خاصة أيضاً في العالم العربي لمواقفه تجاه القضيتين الفلسطينية والسورية.

فقد نشر هوكينغ في شهر فبراير/شباط من عام 2014 مقالاً في صحيفتي "ذا غارديان" و"واشنطن بوست"، مخاطباً فيهما الجمهور الغربي، وداعياً لوقف العنف في سورية وحماية أطفالها.

وأدان حينها هوكينغ استخدام التقنيات الحديثة مثل القنابل والأسلحة الكيماوية وغيرها للوصول إلى أهداف سياسية "ذكية"، واصفاً ما يجري في سورية بأنه "شناعة" يراقبها العالم عن بعد، متسائلاً "أين ذكاؤنا العاطفي، وإحساسنا بالعدالة الجماعية؟".

وتساءل هوكينغ عن مدى "الذكاء في متابعة ما يجري في سورية خصوصاً في ظل مقتل مئات الآلاف واستهداف الأطفال؟"، قائلاً "إنه أقرب للغباء، وأسوأ، أن تمنع المساعدات الإنسانية عن العيادات الطبية، حيث يتم بتر أطراف الأطفال لغياب البنى الأساسية، ويموت حديثو الولادة لعدم وجود الطاقة لتشغيل الحاضنات".

ودعا هوكينغ العالم للعمل جميعاً لحماية أطفال سورية، منطلقاً من كونه أباً وجداً، وذلك بوضع حد لنزاع كان حينها يعيش عامه الثالث، ولم تتدخل فيه آلة الدمار الشامل الروسية بعد.

كما ذكّر بأن المآسي الكبرى تمثل ضربات في مسير التقدم الحضاري الإنساني، قائلاً "قد لا تكون الحرب في سورية نهاية الإنسانية، ولكن أي حالة ظلم تمثل شرخاً في واجهة ما يجمعنا سوية. إن مبدأ العدالة العالمي قد لا يكون فيزيائياً ولكن ذلك لا يقلل من أهميته في وجودنا. فمن دونه، وخلال وقت قصير، سينتهي وجود البشر".

ولم يقتصر موقف هوكينغ الإنساني على دعم الشعب السوري وإدانة قاتليه، بل امتد إلى دعم القضية الفلسطينية، حيث قاطع عام 2013 "المؤتمر الرئاسي" الذي دعاه إليه شمعون بيريز، والذي كان حينها رئيساً لدولة الاحتلال.

وقال هوكينغ في رسالة اعتذاره عن حضور المؤتمر الأكاديمي الذي جرى تنظيمه في القدس "إن سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية ستقود إلى كارثة على الأغلب".

وأضاف هوكينغ، والذي عمل أيضاً مدرساً في جامعة كامبريدج البريطانية المرموقة "لقد قبلت الدعوة للمؤتمر الرئاسي ناوياً (في البداية)، على اعتبار أن هذا الأمر لن يسمح لي فقط بإبداء رأيي حول مستقبل عملية السلام ولكن أيضاً لأنه سيسمح لي بإلقاء محاضرات في الضفة الغربية".

وتابع: "ولكني تلقيت العديد من الرسائل من الأكاديميين الفلسطينيين. جميعهم متفقون بأنني يجب أن أحترم قرار المقاطعة الأكاديمية. وبناء على ذلك، فإنني أنسحب من المؤتمر. ولكن وإن كان لي الحضور، فإنني كنت سأقول رأيي بأن سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية ستقود إلى كارثة على الأغلب".

وأدى ذلك حينها إلى رد فعل غاضب في الأوساط الإسرائيلية التي اتهمت هوكينغ بالخنوع للمتطرفين، ولعبت دور الضحية كعادتها، وفقاً لما قاله السفير الإسرائيلي في لندن دانييل تاوب "إنه من العار أن ينسحب البروفسور هوكينغ من المؤتمر، وبدلاً من الخضوع لضغوط المتطرفين السياسيين، كانت ستساهم المشاركة المباشرة في هذه المناسبات في تطوير مسار السلام".

ولم يقتصر دعم هوكينغ لفلسطين على المقاطعة الأكاديمية لجامعات الاحتلال، بل كان قد دعا ملايين متابعيه على "فيسبوك" للتبرع لصالح أول مدرسة فلسطينية للفيزياء المتقدمة، والتي تقدم دروساً في الفيزياء لطلاب الماجستير في الضفة المحتلة.

كما هنأ المدرّسة الفلسطينية حنان الحروب، والتي نالت قبل عامين جائزة التدريس العالمية، في رسالة مصورة على صفحته على "فيسبوك"، واصفاً إياها بأنها "إلهام للناس أينما كانوا".
ولا تقتصر مواقفه على القضيتين الفلسطينية والسورية، بل كان له موقف مناهض للغزو الأميركي للعراق، وقد ردّد في تصريحات صحافية، أنّ الحرب في العراق قامت على كذبتين؛ الأولى على أسلحة الدمار الشامل، وارتباط نظام صدام حسين السابق بمنفذي اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2011، وقال إن غزو العراق جريمة حرب.