مهرجان قرطاج... السياسي

مهرجان قرطاج... السياسي

09 ديسمبر 2014
من دورة سابقة لمهرجان قرطاج (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
أُسدل الستار، ليلة الأحد، على مهرجان قرطاج السينمائي بتتويج فيلم "عمر" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد بالتانيت الذهبي ضمن مسابقة الأفلام الطويلة. مهرجان لم يحظ بالتغطية الإعلامية المعهودة على الرغم من تميزه بذات الشغف الجماهيري المعروف عن الجماهير التونسية وحبها للسينما وللمهرجان. غير أنه بالتوازي مع المهرجان يتابع التونسيون ليليا على قنواتهم التلفزيونية سلسلة من الأفلام السياسية الطويلة التي لم تبح الى حد الآن بفيلمها الأجمل والأكثر تعبيراً عن ملامح المجتمع التونسي.

ولا تقل الأفلام السياسية التي يستأثر بها السياسيون والإعلاميون بأدوار البطولة عن أفلام مهرجان قرطاج، فهي تارة واقعية صادمة تنتمي الى مدرسة يوسف شاهين أو واقعية جديدة على غرار أفلام الراحل عاطف الطيب، أو تاريخية لمصطفى العقاد وأحياناً وثائقية اجتماعية بأسلوب مايكل مور، أفلام مُشبعة بالأسئلة والمراوغات والتشويق وأحيانا بالدموع، تتقلّب فيها الأحداث بسرعة ويرتفع نسقها حينا وينخفض حينا آخر، تاركة مجال التأويل للجمهور التونسي العريق الذي يحب السينما ويعرفها جيداً.

وجاءت مشاهد الفيلم الأخير حبلى بتواتر المشاهد. موعد جديد للانتخابات. زواج مهدي بن غربية بحضور راشد الغنوشي العائد من ألمانيا، والذاهب إلى الحمامات حيث مجلس شورى حركة النهضة متوتر بالموقف الرئاسي... الباجي قائد السبسي في توزر باحثاً في صحرائها الرائعة عن قصة حب جديدة. عدنان منصر يبكي في برنامج تلفزيوني خوفاً من عودة الاستبداد. مشاهد ينبغي على المتفرج التونسي أن يبحث عن أدوات جديدة لم يعتد عليها لفهم رموزها وكشف أبعادها في انتظار أن تبوح بنهايتها السعيدة المنتظرة التي يتمناها كثيرون لتونس ويستبعدها آخرون. مشهد لا يغيب عنه إلا الكاوبوي صاحب اللكنة الغريبة الذي يتربص في الأزقة باحثاً عن عيون ألمها أو بئر نفط في الصحراء، نحمد الله أنها ليست بالكثرة التي تجلب اللعنات، خصوصاً مع المشهد الدرامي الكئيب الذي يسيطر على ليبيا، والذي يضفي على المشهد كلِّه جوّاً من الرعب والانتظار، والحزن على شقيق أتعبته الحياة.

المساهمون