مهرجان البندقية السينمائي: حضور عربي طفيف

مهرجان البندقية السينمائي: حضور عربي طفيف

27 اغسطس 2014
من "بازوليني على طريقة آبل فيرارا"
+ الخط -

افتتحت الليلة فعاليات مهرجان البندقية السينمائي في دورته الـ 71، التي تستمر حتى السادس من أيلول/ سبتمبر المقبل. 

يُطلق المهرجان فعاليات المسابقة الرئيسية، المخصّصة للأفلام الروائية الطويلة التي تعرض حصرياً ولأول مرة، بالفيلم الأميركي "رجل العصفور" (119 دقيقة) للمخرج المكسيكي أليخاندرو إنرياتو. تدور أحداث الفيلم حول ممثّل أميركي (مايكل كيتون) جسّد قديماً دور بطل خارق في أفلامه، ويحاول أن يفتتح عرضاً مسرحياً هزلياً في برودواي، مواجهاً صعوبات حياتية كثيرة، في تناقض تام لما أدّاه من جبروت على الشاشة، وسط مفارقات تسلّط الضوء على معاناة العاملين في الفنّ. يشاركه في العمل كذلك الممثل إدوارد نورتون.

ويتنافس في هذه المسابقة أيضاً عشرون فيلماً من أنحاء العالم، منها فيلم "حكايات" (88 دقيقة) للإيرانية رخشان بني اعتماد، تعرض فيه المخرجة شخصيات من أفلامها السابقة في سياق المستجدات الحياتية والاجتماعية في إيران؛ وفيلم "بازوليني على طريقة آبل فيرارا" للمخرج الإيطالي آبل فيرارا (87 دقيقة)، يستعرض اليوم الأخير من حياة الشاعر والمخرج بازوليني الذي وُجد مقتولاً في إحدى ليالي عام 1975، في تكريم لهذه الشخصية التي شكّلت رمزاً للفن الذي حاول مواجهة السلطة.

ويتنافس في المسابقة نفسها الفيلم الفرنسي "فدية المجد" (114 دقيقة) للمخرج الفرنسي إكزافييه بوفوا الذي تمثّل فيه المخرجة اللبنانية نادين لبكي وسط طاقم من الممثلين العالميين أمثال البلجيكي بونوا بوارفولدي، والجزائري رشدي زيم، والأميركي بيتر كيوت، والإيطالية كيارا مستروياني.

عربيّاً، يشارك فيلمان لمخرجين أردنيّين في مسابقة "آفاق جديدة" التي تقام "لطرح آخر الموجات الجمالية والتعبيرية في السينما الدولية". الفيلم الأول بعنوان "ذيب" (100 دقيقة) للمخرج ناجي أبو نوّار، وهو أولى تجاربه الروائية الطويلة. تدور أحداثه في صحراء الجزيرة العربية خلال الحرب العالمية الأولى وعند انطلاق "الثورة العربية الكبرى"، فتعرض قصة شقيقين من القبائل البدويّة، ذيب وأخيه الأكبر حسين اللذين يضطران، بعد فقدان والدهما، الى مرافقة القوات البريطانية الوافدة، في استعراض للشخصية المركزية، أي ذيب، وما يواجهها من صعوبات وتحديات فُرضت عليها. يُشار إلى أن الفيلم هو حصيلة إنتاج مشترك لكلّ من الأردن والامارات العربية المتحدة وقطر وبريطانيا.

أما الفيلم الثاني "في الوقت الضائع" (13 دقيقة) فهو للمخرج الأردني فلسطيني رامي ياسين، الذي يصوّر فيه "علاقة حب مركّبة بين أب وابنه، تكشف أسراراً عميقةً لها بالغ التأثير على المشاهد". يشارك ياسين في التمثيل إلى جانب الفلسطيني مكرم خوري. أما الانتاج فهو لشركة "فلسطين للأفلام".

وفي عروض "أسبوع النقاد" يشارك فيلم المخرجة الفلسطينية سهى عرّاف "فيلا توما" (86 دقيقة) الذي يتناول قصة ثلاث أخوات ينتمين إلى عائلة فلسطينية مسيحية أرستقراطية تسكن في مدينة رام الله، ويستقبلن يوماً ابنة أخيهن في بيتهن الكئيب، بعد أن "فاتهن قطار الزواج"، وسط تفاعلات درامية ترصد حياتهن التي سرعان ما تتغير مع وصول الفتاة الشّابة. يشارك في التمثيل كل من نسرين فاعور وشيرين دعيبس وعلا طبري.

وخارج المسابقة الرسمية، يعرض المهرجان 19 فيلماً ويقدّم ورشاً "لدعم مرحلة ما بعد الانتاج لأفلام أفريقية" و"لتطوير عملية انتاج الأفلام ذات الميزانيات الصغيرة بالتعاون مع شركة جوتشي". وتحت عنوان "كلاسيكيات البندقيّة"، يخصّص المهرجان عروضاً تعود لأفلام هامّة في تاريخ السينما وضعها كبار المخرجين، مثل رائد موجة الواقعية الإيطالية فيتوريو دي سيكا، ورائد الموجة الجديدة الفرنسية فرانسوا تروفو، والمخرج رومان بولانسكي، بالإضافة إلى أعمال وثائقية أرّخت للفن السابع. لذا ليس غريباً أن تتصدّر الملصق الرسميّ للمهرجان  في دورته الحالية، صورة الممثّل الطفل آنذاك، جان بيار ليو، من الوصلة الأخيرة لشريط تريفو الأشهر "الضربات الـ400"، كتكريم لدور الأخير على ما قدّمه من إسهام وتحديث على التعبير السينمائي عالميّا.

يبقى هذا المهرجان السينمائي العريق، الذي يعد جزءاً من المعرض الفني الضخم "بينالي البندقية" المقام في المدينة التاريخيّة، حدثاً مهماً لجمهور الفن السابع والعاملين فيه، الذين يترقبون مَن سيحصد جوائزه الكبيرة: "الأسد الذهبي" لأفضل فيلم، و"كأس فولبي" لأحسن ممثل وممثلة.

دلالات

المساهمون