مهاجرون سوريون في روسيا ينتظرون العبور إلى أوروبا

مهاجرون سوريون في روسيا ينتظرون العبور إلى أوروبا

31 يناير 2016
مهاجرون يعبرون الحدود الروسية إلى النرويج(فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
خارج غرفة ماهر في مدينة مورمانسك بالقطب الشمالي، الثلوج عميقة ودرجة حرارة أدنى بكثير من درجة التجمد. يسحب ماهر هاتفه الذكي ليطالع خريطة سورية، حيث الطقس المشمس والمعتدل. ورغم صعوبة الطقس، إلا أنه سعيد لوجوده في روسيا وخائف في الوقت ذاته من احتمال إجباره على العودة إلى بلاده.


ويقول: "لا نستطيع العودة، هناك حرب كبيرة دائرة في قريتنا، بالقرب من منزلنا". لكن وجود ماهر وعائلته المؤلفة من أربعة أشخاص قد لا يدوم طويلاً في روسيا.

كان يأمل في التزام مسار آلاف السوريين الآخرين الذين دخلوا أوروبا الغربية عبر روسيا، الكثير منهم عبر النرويج، والتي كانت تقبل طالبي اللجوء بدون تأشيرات. ثم شددت النرويج من قيودها بشأن السماح لطالبي اللجوء بالدخول، وتدرس ترحيل عدد من الأشخاص الذين وصلوا بالفعل عبر روسيا.

وفي الوقت نفسه، انتهت التأشيرات السياحية التي استخدمها ماهر وعائلته لدخول روسيا ويمكن لروسيا إجبارهم على مغادرة البلاد خلال 15 يوما. وأشار إلى أنه يحاول الآن دخول فنلندا، فقط ليكون بأمان.

الدخول إلى أوروبا عبر طريق روسيا كان مكلفا للغاية بالنسبة لماهر، الذي قال إنه سدد نحو 20 ألف دولار عنه وعن أسرته. وقال نهاد سادر، الذي يتواجد في مورمانسك مع ثلاثة من أفراد أسرته، إنه سدد 18 ألف دولار. وقال ماهر، الذي كان مهندس اتصالات في سورية "بعت سيارتي في سورية. لقد بعت كل شيء"، مشيراً إلى أنه قرر هو وسادر السفر عبر روسيا لأنه أفضل من الرحلة المحفوفة بالمخاطر التي قام بها العديد من المهاجرين السوريين الآخرين -التي تبدأ بعبور البحر إلى اليونان ثم رحلة برية حتى البلقان.

وقال سادر، الذي عمل في مقهى وكان يمتلك متجراً للساعات "هذا الطريق خطير. الكثير من الرجال من قريتنا لقوا حتفهم" بعد محاولات فاشلة لعبور البحر.

اقرأ أيضاً: بريطانيا تفتح أبوابها وتسبح عكس التيار

وفي حين لا يزال يسمح من الناحية الفنية بدخول طالبي اللجوء إلى النرويج عبر روسيا، فإن الحكومة النرويجية بدأت في ترحيل المهاجرين الذين لا يملكون تصاريح عمل أو إقامة سارية المفعول، إلى روسيا، الأمر الذي أخاف العديد ممن يستعدون لطلب لجوء.

كما امتنعت روسيا أيضاً عن السماح لطالبي اللجوء ممن لا يملكون تأشيرات سارية بالعبور إلى النرويج.

وبعد أن عقدوا العزم على الوصول إلى أوروبا، غيّر ماهر وعائلته طريقهم المقرر، فور وصولهم إلى مورمانسك، ويعتزمون الآن محاولة التوجه إلى فنلندا بدلاً من النرويج.

لكن الإجراءات البيروقراطية طاولت العديد من اللاجئين المقيمين في روسيا. فقد ينتظر بعض طالبي اللجوء ممن يقصدون الحدود الفنلندية ما بين أسبوعين إلى شهر كامل من أجل الحصول على التصاريح كي يتقدموا باتجاه المعابر الحدودية مع فنلندا التي تقع خلف منطقة عسكرية روسية.

ونتيجة لذلك، تكتظ الفنادق الواقعة على الطريق من مورمانسك وحتى فنلندا باللاجئين المنتظرين. وحتى الوقت الحالي من الشهر الجاري، عبر 468 طالب لجوء بالفعل الحدود من روسيا إلى فنلندا، بحسب خدمات الحدود الفنلندية.

وأحيانا يتم توفير الإقامة مجاناً في الفنادق المحلية من جانب منظمة محلية غير حكومية تساعد الأجانب في منطقة مورمانسك، على الرغم من أن العديد من اللاجئين قالوا إنه توجب عليهم سداد أموال لهذه الفنادق.

اقرأ أيضاً: إبعاد المهاجرين.. الهاجس يتحقق في شمال أوروبا

المساهمون