من محرز إلى صلاح... هكذا تغيرت الهتافات العنصرية للملاعب

من محرز إلى صلاح... هكذا غيّر اللاعبون العرب الهتافات العنصرية للملاعب الأوروبية

26 مارس 2018
محمد صلاح (Getty)
+ الخط -
تقول الأغنية التي يردّدها جمهور ليفربول، في الملاعب وفي الشوارع، قبل وبعد كل مباراة لناديهم: "إن كان جيداً بالنسبة لك/فهو أيضاً جيد بالنسبة لي/وإن سجّل المزيد من الأهداف/سأصبح مسلماً أنا أيضاً/وإن كان يجلس في المسجد فأجلس هناك أنا أيضاً". الأغنية يردّدها جمهور النادي الإنكليزي، لمهاجم النادي، اللاعب المصري محمد صلاح، الذي سجّل حتى الساعة 36 هدفاً لناديه بـ40 مباراة، ليصبح هدّاف الدوري الإنكليزي الممتاز هذا العام.


قد يبدو هذا الهتاف/الأغنية طريفاً ومحبباً، أو طريقة لتعبير جماهير ليفربول عن حبها لـ"الملك المصري"، لكن في الحقيقة فإن تمجيد لاعب مسلم بالإشارة مباشرة إلى ديانته، في وقت ترتفع موجة الإسلاموفوبيا في الغرب، يبدو فعل مقاومة واضحاً ومباشراً. خصوصاً إذا ما نظرنا إلى تاريخ الملاعب الأوروبية المليئة بالهتافات العنصرية ضدّ ذوي البشرات السوداء، والطائفية ضدّ المسلمين.
ففي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كانت الهتافات في الملاعب تصدح ضدّ اللاعبين السود، فكان يتمّ استئجار مشجعين لشتم ومهاجمة اللاعبين السود. لكن مع ازدياد نجومية اللاعبين من أصول أفريقية وتحوّلهم إلى نجوم، وجّهت الجماهير عنصريتها باتجاه آخر تحديداً بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وأصبحت الضحية المباشرة هم اللاعبون المسلمون. 
عام 2007، ارتفعت أصوات جمهور نيوكاسل الإنكليزي، في وجه لاعب نادي ميدلزبروه الإنكليزي أيضاً، المصري محمد حسام (ميدو)، لتصفه بالإرهاب بصوت عالٍ، وبعد تسجيله هدفاً في شباك نيوكاسل توجّه إلى الجمهور طالباً منه الصمت.

via GIPHY


منذ العام 2001 إذاً، بدأ سيل الهتافات العنصرية ضدّ اللاعبين العرب والمسلمين، بشكل كبير. طاولت هذه الهتافات أيضاً اللاعب الألماني من أصول تركية مسعود أوزيل، الذي يلعب لصالح نادي أرسنال البريطاني. وقد تحدّث أوزيل في أكثر من مناسبة عن استبعاده في مراهقته عن الالتحاق بفرق ألمانية كثيرة نتيجة جذوره التركية والمسلمة. لكن العنصرية ضدّ اوزيل لم تنتهِ بعد تحوّله إلى نجم، بل عام 2012 شنّت ضدّه حملة على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبين باستبعاده عن المنتخب الألماني، وقام جمهور المنتخب الدنماركي بالهتاف ضدّه واصفين إياه بالإرهابي. ثمّ عادت الهتافات عام 2016، بعد رحلة العمرة التي قام بها إلى مكة المكرّمة.



لكن حالياً تتبدّل هذه الصورة السوداء، بفضل أكثر من لاعب أبرزهم طبعاً محمد صلاح، ونجم نادي "ليستر سيتي" الجزائري رياض محرز، الذي يتمتّع بشعبية واسعة في صفوف جمهور ناديه، وكان سبباً رئيسياً في فوزه ببطولة انكلترا قبل عامين. 



هكذا بدأت تنحية الموضوع الديني جانباً، ونجح هؤلاء اللاعبون وبينهم أيضاً لاعب نادي أرسنال المصري محمد النني، والجزائري ياسين البراهيمي وغيرهما...




المساهمون