منع عشرات الناشطات الدوليات من دخول مصر

منع عشرات الناشطات الدوليات من دخول مصر

06 مارس 2014
+ الخط -

 

احتجزت السلطات المصرية في مطار القاهرة 58 ناشطة سياسية من دول مختلفة، تمهيداً لترحيلهن، بعدما قررت منعهن من دخول البلاد للسفر إلى قطاع غزة من خلال معبر رفح البري، لمساندة المرأة الفلسطينية جراء الحصار الذي يتعرض له القطاع.

 

ومن المنتظر أن يصل عدد الناشطات إلى 80 ناشطة قادمات من دول عدة مثل الولايات المتحدة وبلجيكا وسويسرا وبريطانيا وفرنسا، ومن أبرزهن: المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد، والأيرلندية مايريد كوريجان ماجاواير(70 عاما)، الحاصلة على جائزة نوبل عام 1976.

وافترشت الناشطات أرض المطار طوال ليلة أمس بدعوى "عدم إمكانية دخولهن الأراضي المصرية، بسبب غلق منفذ رفح البري"، وأن "عليهن التوجه إلى إسرائيل لدخول القطاع، حيث توجد 6 منافذ"، بحسب مصادر أمنية.

وقالت المصادر - في تصريحات صحافية - إنه تم ترحيل 13 ناشطة دولية من مختلف الجنسيات في الأيام الثلاثة الماضية، مدعية أن "حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) لجأت إلى حيلة الاستعانة بالنساء والناشطات للنيل من مصر خلال هذه الفترة بدعوى مساندة المرأة الفلسطينية فى يوم المرأة العالمي!".

وتابعت المصادر أنه سيصار إلى "منع كل الناشطات الدوليات من دخول مصر - مهما كان قدرهن في العالم - وبمن فيهن المناضلة بوحريد، وترحيلها فور وصولها المطار".

وتجمعت الناشطات فى حلقة للغناء، ورفعن أعلام دولة فلسطين، في الوقت الذي تعرضن لمضايقات من جانب السلطات الأمنية، تمهيداً لترحيلهن إلى الدول التي أتين منها.

يأتي هذا فيما استنكرت حركة "نساء ضد الانقلاب" منع سلطات الانقلاب في مصر دخول الناشطات إلى أراضيها لزيارة قطاع غزة المحاصر.

وقالت الحركة – في بيان لها منذ قليل – إن "نساء مصر يرحبن بوفد المناضلات، وحرائر مصر سيكنّ في استقبالهن قريباً جداً، بعد عودة الشرعية والمسار الديموقراطى الذي بدأته ثورة 25 يناير، وتجري الآن استعادته من يد العسكر التى لا تقدر أو توقر"، بحسب البيان.

وأكدت أن البلاد التى يسودها المناخ الديموقراطي لا ترتكب هذه الافعال المشينة، معتبرة هذه الجريمة تضاف إلى سجل جرائم الانقلاب والدولة البوليسية التي تحولت لها مصر بعد انقلاب 3 يوليو الماضي.

وتابعت: "ليس هذا مستغرباً على من اعتادوا اغتيال الحريات وقنص الحقوق ومعاداة المرأه ذات الصوت الحر حول العالم".

كما أدان الناشط الحقوقي نجاد البرعي – المؤيد لسلطة الانقلاب - موقف السلطات المصرية من منع الناشطات من دخول مصر من مطار القاهرة.

وقال البرعي إن "منع المناضلة جميلة بوحريد وغيرها من الناشطات الأجنبيات يعد بمثابة فضيحة عالمية كبرى، ويظهر مدى الأفعال غير المسؤولة، التي تتبناها السلطات المصرية الحالية". ووجه رسالة إلى الحكومة المصرية، قائلا:"غداً سترون ما سيحدث لكم".

من جهته، اعتبر مستشار رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة للشؤون الخارجية، باسم نعيم، منع السلطات المصرية ناشطات نسويات من الوصول إلى قطاع غزة أمر "يضرّ بسمعة مصر وشعبها"، فيما طالبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بتشكيل أكبر حالة تضامن مع غزة رداً على الإجراء المصري

ورفض نعيم في تصريح صحافي الإدعاءات التي أفادت بأن حركة "حماس" استعانت بهذا الوفد النسائي للنيل من مصر. وقال "لم ننل يوماً من مصر، حماس والحكومة الفلسطينية تدركان أهمية مصر ودورها بالنسبة للقضية الفلسطينية".

وأوضح أن هذه الخطوة النسائية لم تأتِ بطلبٍ من "حماس"، بل كانت انطلاقاً مما يراه كلّ إنسان حرّ من معاناة يومية لأهالي غزة. ولفت إلى أن الحكومة كانت ترجو من مصر دعم مثل هذه الوفود وتسهيل طريقها إلى غزة، لا عرقلتها وسدّ معبر رفح بوجهها.

وحول طلب الجهات الأمنية من الناشطات النسويات التوجّه إلى الاحتلال الإسرائيلي لتسهيل مرورهم إلى غزة عبر معابره، قال نعيم: "لا نقرر لأي وفد من أين يأتي، فأن تدخل الوفود عبر حاجز بيت حانون/إيريز لا يلغي أن هناك معبراً أساسياً بين مصر وقطاع غزة يعتمد عليه الغزيون والوفود".

في الأثناء، وصف الناطق باسم "حماس"، فوزي برهوم، منع الوفد من الوصول إلى غزة واحتجاز النساء في مطار القاهرة والبدء في إجراءات ترحيلهن إجحاف بحق غزة والمتضامنين معها وإمعان في عزل غزة وإحكام حصارها.

وقال برهوم على صفحته على "فايسبوك" هذا يدل على تراجع كبير عن دور مصر في رعاية القضية الفلسطينية بشكل عام وقضية غزة بشكل خاص.