منظمة الصحة العالمية: فيروس كورونا "ليس تحت السيطرة" بعد

منظمة الصحة العالمية: فيروس كورونا "ليس تحت السيطرة" بعد

09 يوليو 2020
تستمر الهند في إجراء اختبارات الكشف عن كورونا (نصير كاشروو/ Getty)
+ الخط -

لا تبدو منظّمة الصحة العالمية مطمئنة كثيراً لناحية السيطرة على كورونا، خصوصاً أن بعض الدول ما زالت تشهد ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات والوفيات على غرار جنوب أفريقيا، التي يحكى أنها تجهز 1.5 مليون قبر، في وقت أعلنت روسيا عن إنتاج دواء جديد لعلاج الفيروس.

وأعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحافي، اليوم الخميس، أنه "في معظم الكوكب، الفيروس ليس تحت السيطرة. إنه يزداد سوءاً"، مضيفاً أن "الوباء ما زال يتسارع، وقد تضاعف العدد الإجمالي لحالات الإصابة خلال الأسابيع الستة الأخيرة".

وقال: "أصدقائي، لا تخطئوا. أكبر تهديد نواجهه الآن ليس الفيروس نفسه، بل هو الافتقار إلى القيادة والتضامن على المستويين العالمي والوطني. لا يمكننا هزيمة هذا الوباء كعالم منقسم".

وأضاف: "هذا وقت مراجعة النفس"، مشيراً إلى أن أعضاء المنظمة كانوا قد دعوا في مايو/ أيار الماضي بالإجماع إلى تقييم الاستجابة العالمية للجائحة. وأعلنت المنظمة أنها تعمل على تشكيل لجنة مستقلة لمراجعة تعاملها مع الجائحة واستجابة الحكومات لها.

كما تحدث غيبريسوس عن الفئات الأكثر عرضة للخطر، قائلاً: "يتعرض مئات الملايين من الأطفال إلى خطر فقدان اللقاحات الروتينية لمكافحة السل والالتهاب الرئوي والحصبة وشلل الأطفال والكوليرا والإسهال وغيرها. وهناك بلدان تعاني من نقص في أدوية فيروس نقص المناعة البشرية. ويواجه اللاجئون إمكانيات محدودة للوصول إلى مأوى مناسب ومياه وتغذية والخدمات الصحية. ويمكن أن يدفعهم الفيروس إلى حافة الهاوية".

وأضاف: "في وقت سابق، كان هناك تحذير من أن جائحة الجهاز التنفسي أمر لا مفر منه. لم يكن السؤال عما إذا كانت ستحدث أم لا، بل متى. الكوكب لم يكن جاهزاً. أنظمتنا لم تكن جاهزة. مجتمعاتنا لم تكن جاهزة".

جنوب أفريقيا تستعد "للأسوأ"

وفي إطار الخطر نفسه، أعلن رئيس مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا جون نكينغاسونغ أن كورونا في أفريقيا وصل إلى "السرعة القصوى"، ومن الأفضل الاستعداد للسيناريو الأسوأ، بعدما أعلن طبيب في جنوب أفريقيا أن مقاطعة واحدة تجهز 1.5 مليون قبر.

وقال: "لا يوجد ضرر على الإطلاق للتفكير في المستقبل والاستعداد لسيناريو أسوأ". وفي ما يتعلق بالوصول إلى نصف مليون حالة، أشار إلى أننا "تجاوزنا رقماً مهماً هنا. وباؤنا يزداد بأقصى سرعة"، داعياً إلى ارتداء الأقنعة.

وأضاف: "هذه المعركة ستربح أو تخسر على مستوى المجتمع". كما طالب بإجراء المزيد من الاختبارات، وقد أجري 5.7 ملايين اختبار للفيروس الجديد عبر القارة التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار شخص.

وتشهد مقاطعة غوتنغ (تقع العاصمة جوهانسبرغ في الشمال الشرقي من الجزء الشمالي من المقاطعة) النسبة الكبرى من حالات الإصابة والوفاة وتصل إلى 33 في المائة. وقال الطبيب بانديلي ماسوكو، إن غوتنغ تعد أكثر من 1.5 مليون قبر،  موضحاً أنها "حقيقة نحتاج إلى التعامل معها".

وسعت المقاطعة في بيان إلى تهدئة المخاوف، قائلة إنه "ليس لديها أكثر من مليون مقبرة محفورة بالفعل"، وإن الرقم يشير إلى السعة المحتملة، موضحاً أن "ستة من أعضاء غرفة حرب كوفيد-19 في غوتنغ ثبتت إصابتهم بالفيروس". 

روسيا توافق على دواء جديد

وفيما يدعو إلى مزيد من التفاؤل، أعلنت شركة "R-Pharm" الروسية لإنتاج الأدوية أن روسيا وافقت على دواء جديد مضاد للفيروسات وهو "كورونافير" (Coronavir) لعلاج فيروس كورونا. وقالت إن تجربة سريرية شملت حالات خفيفة أو متوسطة المستوى، أظهرت أن الدواء فعال للغاية فى منع تكرار كورونا.

وأوضحت الشركة في بيان أن عقار "كورونافير"، أحد الأدوية الأولى في روسيا والعالم، لا يعالج المضاعفات التي يسببها كورونا بل يحارب الفيروس نفسه.

إلى ذلك، دعمت دراسة طبية حديثة أجريت في جامعتي "ييل" للصحة العامة وجامعة فلوريدا في الولايات المتحدة وجامعة يورك في تورونتو (كندا)، الدراسات السابقة التي حذرت من خطورة انتقال عدوى كورونا عن طريق الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض مرض كوفيد-19.

وأشار الأطباء الذين نشروا دراستهم في دورية PNAS التابعة للأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم أن نحو 48 في المائة من الأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض ينقلون العدوى، ما يشير إلى "انتقال المرض الصامت" الذي يمكن أن يزيد من حالات تفشي المرض حتى لو تم عزل الأشخاص ممن تظهر عليهم الأعراض.

وعلى صعيد الأرقام، بلغ عدد المتعافين عربياً أكثر من 499,683 متعافياً، فيما تجاوز عدد الإصابات المعلنة 722,601 إصابة، من بينها ما يزيد على 12,304 وفيات. أما عالمياً، فقد بلغ عدد المتعافين 7,093,763 شخصاً، فيما تخطّى عدد المصابين بالفيروس حول العالم 12,196,922 مصاباً، توفي منهم أكثر من 552,771 شخصاً.

المساهمون