منحة اجتماعية هزيلة لصفقة "توتال" في ليبيا

منحة اجتماعية هزيلة لصفقة "توتال" في ليبيا

17 ديسمبر 2019
الحكومة تسعى إلى زيادة الإنتاج (حازم تركيا/الأناضول)
+ الخط -

وصف مراقبون في ليبيا المنحة الاجتماعية المترتبة على صفقة شركة "توتال" الفرنسية الأخيرة بأنها هزيلة. وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في العاصمة الليبية طرابلس التابعة لحكومة الوفاق الوطني، أخيرا، عن اعتماد بيع شركة ماراثون الأميركية لحصتها في منطقة امتيازات شركة الواحة النفطية إلى شركة توتال الفرنسية.

وتشمل الصفقة تخصيص شركة توتال مبلغ 650 مليون دولار للاستثمار بهدف رفع الإنتاج بمقدار 180 ألف برميل يوميا، إضافة إلى اشتراط المؤسسة الوطنية للنفط منحة توقيع بمبلغ قدره 150 مليون دولار تخصص لدعم برامج ومشاريع المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة.

وفي هذا الإطار، قال الخبير النفطي، محمد أحمد، لـ"العربي الجديد" إن مبلغ الـ150 مليون دولار الذي أُلزمت به شركة توتال كمسؤولية اجتماعية للمناطق المنتجة لمنطقة الواحات، تم استعماله كمبرر لقبول الصفقة.

ودعا إلى ضرورة رفض هذا المبلغ الهزيل، حسب تعبيره، والذي قد يستعمل من قبل السلطات المركزية لترويج حصول هذه المناطق على حقوقها.

وضرب مثلا بدفع الشركات العالمية مئات المليارات من الدولارات لضخ النفط في مناطق العبور وليس الإنتاج، مطالبا بضرورة الرجوع لقانون البترول 1958 في مثل هذه الحالات.


بينما يرى المحلل الاقتصادي، أبوبكر الهادي، أن صفقة شركة توتال الفرنسية لها نتائج إيجابية تفيد الاقتصاد الوطني.

لكن الهادي أوضح لـ"العربي الجديد"، أن المخصصات الناتجة من الصفقة للتنمية الاجتماعية بمنطقة الواحات ضعيفة وبحاجة إلى إعادة نظر وفق الدراسات البيئية.

وفي سنة 2007 ألزمت ليبيا الشركات النفطية بالمسؤولية الاجتماعية تجاه الليبيين، منها اتفاقية شركة أيني للغاز بقيمة 150 مليون دولار لإنشاء مستشفى بطرابلس و3 عيادات و150 فرصة دراسية للمهندسين الليبيين في إيطاليا لمدة سنتين، كما ألزمت مساهمة شركة ريبسول في التنمية الاقتصادية بمنطقة الجنوب.

وصرح مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، للموقع الإلكتروني للمؤسسة بأن شركة توتال التزمت باستثمار 650 مليون دولار في مشاريع تطوير امتيازات الواحة، وزيادة حجم الإنتاج من خلال مشروعين رئيسيين، الأمر الذي سيساهم في زيادة القدرة الإنتاجية بحوالي 180 ألف برميل يوميا.

وأضاف صنع الله أنه سيتم دفع 70 مليون دولار مع بدء سريان الاتفاقية، و30 مليون دولار بعد 21 يوما من الإنتاج المتواصل بحقل شمال جالو و30 مليون دولار بعد 21 يوما من الإنتاج المتواصل بالقطعة "م.ن 98"، بالإضافة إلى 20 مليون دولار سيتم دفعها خلال السنوات الأربع القادمة.

وتمتلك المؤسسة الوطنية للنفط حالياً إلى 59.18 في المائة من امتيازات شركة الواحة، ويشاركها كلّ من "توتال" بنسبة 16.33 في المائة، و"كونوكو فيليبس" 16.33 في المائة، و"هس" 8.16 في المائة. وتشرف شركة الواحة للنفط، وهي شركة مملوكة بالكامل للمؤسسة الوطنية للنفط، على تشغيل هذه الامتيازات. ويعد النفط المصدر الرئيسي للإيرادات المالية في البلاد، حسب تقارير رسمية.

المساهمون