ملادينوف يؤيد التطبيع الإماراتي الإسرائيلي متجاهلاً الفلسطينيين

ملادينوف يؤيد اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي متجاهلاً الفلسطينيين

25 اغسطس 2020
ملادينوف قدّم اليوم إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن بشأن فلسطين (Getty)
+ الخط -

رحب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، باتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، مدعيا أنه أدى إلى تجميد ووقف عملية الضم التي كانت حكومة الاحتلال قد أعلنت عنها.

وتأتي تصريحات ملادينوف خلال إحاطته الشهرية التي قدمها أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من القدس المحتلة.

وتتجاهل تصريحات ملادينوف الإشكالية إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مباشرة بعد الإعلان عن الاتفاق، عن نيته المضي قدما في خطة الضم، وأنه لم يتم العدول عنها بتاتا.

وتظهر الحقائق على الأرض، كما تقارير الأمم المتحدة نفسها، التناقض بين ما تم إعلانه وبين الواقع، حيث يستمر الاحتلال الإسرائيلي بتدمير بيوت الفلسطينيين ومصادرة الأراضي وقتل الفلسطينيين واستمرار محاصرة غزة والتوسع الاستيطاني.

لكن قيادة الأمم المتحدة، الممثلة بالأمين العام أنطونيو غوتيريس ومندوبه ملادينوف، مصرة على مناقضة نفسها وتقارير مؤسسات الأمم المتحدة التي توثق ممارسات الاحتلال وخروقاتها لحقوق الفلسطينيين والحديث عن وقف الضم، في حين أن الحقائق على الأرض تثبت عكس ذلك. كما تجاهل ملادينوف في إحاطته موقف السلطة الفلسطينية من الاتفاق الذي رأت فيه خيانة لمبادرة السلام العربية ومقررات الشرعية الدولية.

وعبّر ملادينوف، خلال إحاطته، عن قلقه من استمرار انتشار كورونا. كما حذر من التصعيد الذي تشهده غزة، وأعاد ملادينوف التأكيد على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بواسطة الأمم المتحدة ومصر عام 2018، معبرا في الوقت ذاته عن قلقه من التطورات العسكرية الأخيرة في قطاع غزة كما تدهور الأوضاع الإنسانية والتي قد تؤدي إلى تآكل تلك الترتيبات.

وتحدث ملادينوف عن وقف سلطات الاحتلال الإسرائيلي جميع شحنات الوقود حتى إشعار آخر، بما في ذلك الوقود الممول من المانحين. وأدت الخطوة الإسرائيلية إلى إغلاق محطة توليد الكهرباء في غزة وانخفاض حاد في توفير الكهرباء إلى ثلاث ساعات في اليوم. ولفت ملادينوف الانتباه إلى أن ذلك يؤثر بشدة على البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك معالجة مياه الصرف الصحي وتوفير مياه الشرب النظيفة. ناهيك عن تأثيره على المستشفيات والمرافق الصحية. وأشار ملادينوف إلى أن إسرائيل أغلقت منطقة الصيد في غزة بالكامل منذ السادس عشر من الشهر.

وفيما يخص الضفة والقدس الشرقية، تحدث ملادينوف عن مقتل ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفل وامرأة، وإصابة 47 بجروح، بينهم طفلان وامرأة، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة وحدها. كما أشار ملادينوف إلى عمليات السطو والاعتداء والسرقة التي قام بها خمسة ضباط إسرائيليين ضد فلسطينيين، إضافة إلى عمليات ضرب وإهانة واعتداءات وحشية تم توثيقها عبر فيديوهات صورت من قبل فلسطينيين آخرين بالسر. وأشار ملادينوف إلى أن النيابة العامة الإسرائيلية قدمت لائحة اتهام ضدهم و14 تهمة. ومن الجدير بالذكر أن اعتداءات مستمرة ومشابهة ضد الفلسطينيين تحدث بشكل مستمر، لكن في الغالب لا يمكن توثيقها ولا تجذب الانتباه.

وأشار ملادينوف إلى أكثر من عشرين اعتداء نفذه مستوطنون ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة، منذ تقريره الأخير. كما تحدث عن هدم قوات الاحتلال الإسرائيلي 72 بيتا ومبنى مملوكة للفلسطينيين في الضفة والقدس المحتلة، مما أدى إلى تشريد 89 فلسطينيا، من بينهم 32 امرأة و40 طفلاً، بينما اضطر قرابة 11 فلسطينيا لهدم بيوتهم بأنفسهم بعدما أصدرت سلطات الاحتلال بحقهم قرارات هدم. ويذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تعطي تقريبا أي تراخيص بناء للفلسطينيين، إلا في حالات نادرة، وخاصة في القدس المحتلة.

وعبّر ملادينوف عن قلقه من تقارير تتحدث عن زيادة مقلقة، منذ انتشار فيروس كورونا، في جرائم العنف داخل المجتمعات الفلسطينية في جميع أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، بما فيها العنف الجسدي والأسري.

 

دلالات