مفرقعات إخوانية

مفرقعات إخوانية

21 نوفمبر 2015
احتفالات في أنقرة بفوز حزب العدالة والتنمية (مراد كولا/الأناضول)
+ الخط -
حدثَ أن دفع تفاؤل أنصار الجناج اللبناني للإخوان المسلمين (الجماعة الإسلامية) باحتمال إطلاق سراح الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، بعد انقلاب 3 يوليو/ تموز 2013، إلى شراء مفرقعات من الحجم الكبير وتخزينها في مركز الجماعة الرئيسي في العاصمة بيروت. كان الجميع ينتظر إطلاق المفرقعات مع انتهاء اعتصامَي رابعة والنهضة بعودة الرئيس الشرعي إلى سدة الحكم في مصر. لكن أنصار الجماعة لم يخرجوا من صدمة مجزرتي الفض حتى اليوم، وبقيت المفرقعات جاثمة في المستودعات، شاهدة على انتهاء حقبة وانطلاق أخرى في تاريخ العمل الإسلامي. تركت الصدمة آثارها العميقة في وجدان الإخوان في مُختلف دول العالم. فبعدما بلغ إخوان مصر رئاسة الدولة ديموقراطياً وسلمياً، اسودت الصورة بشكل كامل، وتحول الحلم إلى كابوس.

انتقل الأمل، كل الأمل، إلى التجربة التركية التي يُمثلها حزب العدالة والتنمية. ولم يخلُ هذا الانتقال من الانبهار بشخصية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. هكذا، وبكل بساطة بالنسبة لبعض أنصار الإخوان، نقل الأمل أردوغان من رجل سياسة له ما له وعليه ما عليه إلى الخليفة الموعود. وهل من هو أحق من الخليفة لتلعلع المُفرقعات كرمى لعيونه في بيروت وصيدا وطرابلس؟ حتى وإن كانت نفس المُفرقعات التي كتمها انقلاب السيسي في مصر؟
وكأن الإسلاميين في لبنان نفضوا عنهم سُبات الأعوام الماضية التي غابوا فيها عن الملفات الحياتية والسياسية المحلية، واستيقظوا لـ"يُفرقعوا" فقط اليوم بفوز أردوغان فقط.

اختفت أنوار المفرقعات في أجواء إسلاميي لبنان سريعاً، وبقي دخانه يُظلل الرؤية هناك... على أمل انتصار جديد في بلد آخر.