مفاوضات الساعات الأخيرة .. التمديد مقابل الأسرى الفلسطينيين

توقع مصدر فلسطيني مطلع، أن تعلن الحكومة الإسرائيلية في اجتماعها المصغر، اليوم الأحد، موافقتها على إطلاق سراح الدفعة الرابعة من، قدامى الأسرى، بعد أن نكثت التزامها إطلاق سراحهم، أمس السبت.

وقالت مصادر متطابقة: إن الرئاسة الفلسطينية تنتظر هذا القرار، لتعلن بدورها، مساء غد الاثنين، عن موقفها بتمديد المفاوضات ستة أشهر إضافية، من دون الخوض في أي تفاصيل.

وقالت مصادر محلية فلسطينية لـ"العربي الجديد": إن "تفاهما" توصل إليه الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، بوجود المبعوث الأميركي الخاص، مارتن انديك، يقضي بإعلان إسرائيل موافقتها على إطلاق سراح الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، مقابل موافقة الولايات المتحدة الأميركية على إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي المعتقل لديها، جونثان بولارد، بعد فترة زمنية تحددها واشنطن، وليس بالتزامن مع إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

وعن تمديد المفاوضات، أكد المصدر، أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، طالب بإطلاق سراح دفعة من الأسرى تصل إلى 400 أسير وعلى رأسها، مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وعدد آخر من الرموز الوطنية الفلسطينينة، في حين أظهرت إسرائيل موقفاً "ليناً" تجاه هذه الدفعة، التي من المحتمل أن تطلق سراحها في مايو/أيار المقبل، إلا أنها لم تعط رداً حاسماً عن، البرغوثي وسعدات".

ويتمسك، عباس، بإطلاق سراح البرغوثي، بهدف زيادة أسهمه في حركة فتح، وزيادة شعبيته في الشارع الفلسطيني، وثانياً، بغية إنهاء أي أمل للقيادي الفتحاوي المطرود، محمد دحلان، في خلافته قيادة الشعب الفلسطيني. 

وأكد المصدر، بأن عباس، يشاور عربياً وتحديداً السعودية ومصر، بهدف إيجاد غطاء عربي، لما تم التفاهم عليه من تمديد المفاوضات مع الإسرائيليين والمبعوث انديك، وأنه لن يحسم موقفه الرسمي إلا بعد التشاور وموافقة هاتين الدولتين.

بدوره، أكد وكيل وزارة الأسرى، زياد أبو عين، أن القيادة الفلسطينية ستجتمع غداً الاثنين، لتعلن عن موقفها.

وقال، أبو عين، في تصريحات لـ"العربي الجديد" " لقد تلقى، انديك، إشارة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مفادها بأنه سيرى ماذا سيتطيع أن يفعل في اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغر، اليوم الأحد".

وعن إطلاق سراح، بولارد، قال، أبو عين، "هذا موضوع إسرائيلي أميركي، وليس لنا أي علاقة به".

وتابع: لقد ابتز، نتنياهو، انديك، عندما أخبره، أن قرار الحكومة الإسرائيلية بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين ربما سيؤدي إلى انهيار حكومته، لذلك هو بحاجة إلى ما يقنع أعضاء الحكومة بجدوى إطلاق سراح الدفعة الرابعة.

وكشف أن "انديك، قام بزيارات مكوكية طوال يومي، الخميس والجمعة، ما بين المقاطعة في رام الله والقدس المحتلة، في محاولات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعة أميركا، والتزاماتها السابقة للفلسطينين بإطلاق إسرائيل قدامى الأسرى على أربع دفعات".

وأوضح، أن الرئيس، عباس، أبلغ لدى لقائه، انديك، الخميس الماضي، أنه لن يتفاوض على ما تمّ التفاوض عليه سابقاً". وأضاف: "أن إسرائيل تشترط تمديد المفاوضات، مع امكانية إضافة شروط أخرى والموافقة على اتفاقية الإطار". في إشارة إلى خطة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري.

وفي السياق نفسه، كان مصدر أوروبي قد قال لـ"العربي الجديد": إنه لن يلغى إطلاق سراح الدفعة الرابعة، لكنه يؤجل حتى تحصل إسرائيل على أي من شروطها.

وأضاف "عندما تعلن إسرائيل موعد إطلاق سراح الدفعة الرابعة، الذي من المرجح أن يكون خلال الأسبوعين المقبلين، فهذا مؤشر على أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي قد توصّلا إلى حل عن تمديد المفاوضات".