معضلة تناول البيض: صحي أم مميت؟
ووجد الباحثون برئاسة عالم التغذية فيكتور دبليو تشونغ، من كلية الطب في جامعة "نورث وِسترن"، في الدراسة طويلة الأمد التي شارك فيها حوالي 30 ألف رجل وامرأة صحيحي البدن، أن تناول أكثر من نصف بيضة في اليوم قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وأن الخطر يزيد كلما تزيد كمية الاستهلاك.
كما أوضحت الدراسة التي تابعت المشاركين لمدة 17 عاماً ونصف العام أن تناول 300 ميليغرام من الكولسترول يومياً، يزيد معدل الإصابة بأمراض القلب بنسبة 17 في المائة، ومعدل الموت المبكر بنسبة 18 في المائة.
وبالنظر إلى أن صفار بيضة واحدة كبيرة يحوي حوالي 200 ميليغرام من الكولسترول، نصحت الدراسة بالحد من استهلاك البيض، وعدم تناول جرعة يومية تزيد عن 300 ميليغرام من الكولسترول.
واعتمدت الدراسة على تحليل العادات الغذائية والصحية للمشاركين الذين لم يصابوا سابقاً بأمراض القلب، والذين أبلغوا عن كل عاداتهم المرتبطة بمخاطر تتعلق بالقلب مثل التدخين واستهلاك الكحول. وأوضح الباحثون أن 5400 شخص من بينهم، تعرضوا لنوبة قلبية أو سكتة دماغية، وتوفي 6132 وفاة طبيعية، في العقدين اللذين تليا بدء البحث.
وخلص فريق الباحثين إلى أن تناول ما لا يقل عن نصف بيضة في اليوم، أو حوالي 3 بيضات في الأسبوع، باعتبارها مصدرًا أساسيًا للكولسترول، زاد من احتمالية إصابة المشاركين بأمراض القلب بنسبة 6 في المائة، ومن احتمالية الموت المبكر الطبيعي بنسبة 8 في المائة، خلال فترة الدراسة، إلا أنهم لم يستطيعوا الجزم فيما الذي كان يحتمل أن يحدث لو امتنع الناس عن تناول البيض واستبدلو به أطعمة أخرى.
وقال الدكتور فرانكي بي هو، رئيس قسم التغذية في كلية "تي إتش تشان" للصحة العامة في جامعة "هارفارد": "إذا استبدلت البيض وتناولت اللبن قليل الدسم أو الحبوب الكاملة، فقد تتحسن صحتك، ولكن تناولك لبيضتين أو 3 مقلية، مع اللحم والخبز المحمص بالزبدة، لن يعطيك نتائج صحية إيجابية إطلاقاً"، وأضاف: "النتائج المتناقضة بين الدراسات ليست غريبة، إنها جزء من البحث العلمي، الذي يعتمد على النظر إلى مجمل الأدلة، وليس التركيز على دراسة واحدة"، في حديثه لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أمس الإثنين.
وقال زاكاري كلايتون، مؤلف دراسة شاملة نشرت في مجلة "نيوترشن" عام 2017، وراجعت كل الأبحاث المتعلقة باستهلاك البيض وعلاقته بصحة القلب، إن "تناول الأشخاص الأصحاء بيضتين يومياً لمدة 12 أسبوعاً، لم يثر لديهم أي مخاطر صحية، بل في الواقع خفض لديهم مستويات الدهون الثلاثية"، وأضاف: "من المهم التمييز في هذه الحالة، بين نوعين من الناس، مفرطي الاستجابة للكولسترول وقليلي الاستجابة".
وأوضح كلايتون أن تناول مفرطي الاستجابة للكولسترول بيضتين يومياً سيزيد احتمالية إصابتهم بأمراض القلب، واقترح أن يجري الناس تحاليل لدمائهم، ثم يتناولوا البيض لمدة 3 أو 4 أسابيع، قبل أن يجروا التحاليل مرة أخرى لتقييم استجابتهم للكولسترول، فإذا كانوا من مفرطي الاستجابة، سيعرفون أن البيض يشكل عامل خطر على صحتهم.
