علماء يدرسون ظاهرة تشابه الأزواج... وهذا ما استنتجوه

علماء يدرسون ظاهرة تشابه الأزواج بمرور الوقت... وهذا ما استنتجوه

21 ابريل 2019
الذكور ينجذبون بشكل لا يصدق للفتيات اللواتي يشبهن أمهاتهم(فيسبوك)
+ الخط -
قررت البريطانية أوليفيا برونر، عام 2016، الخضوع لاختبار حمض نووي، بعد مخاوف استمرت لسنوات، من احتمالية قرابتها بيولوجيًا بخطيبها غريغ، بسبب التشابه الشكلي المدهش بينهما، ولكونها متبناة لا تعرف والديها الحقيقيين. وعلى الرغم من أن الاختبار دحض شكوكها، إلا أن ظاهرة التشابه بين الأزواج ما زالت تحيّر الكثيرين حول العالم.

وبدأ علماء من جامعة "ميشيغان" دراسة هذه الظاهرة عام 1987، بعد أن لاحظوا أن الكثير من الأزواج يتشابهون أكثر بمرور الوقت الذي يعيشون فيه مع بعضهم، واستنتجوا أن سنوات طويلة من المشاعر المشتركة قد تؤدي إلى تشابه في الملامح، بسبب استخدام أساليب التعبير نفسها، وبالتالي تشكل التجاعيد بطرق متماثلة، وفقًا لموقع "تايم".

وحظيت هذه النظرية بشعبية كبيرة، خاصة بعد أن روّجت وسائل التواصل الاجتماعي لهذه الفكرة الرومانسية، محتفية بالأزواج المتشابهين. إلا أن عالمة النفس الاجتماعي جوستين ليميلر، أكدت أن الناس أصلًا ينجذبون بشكل لا واعٍ للأشخاص الذين يبدون مألوفين بالنسبة لهم، على خلاف الفكرة السائدة التي تنص على تجاذب الأضداد.

وقالت ليميلر: "تلعب بعض السمات المتضادة، دورًا مفيدًا في العلاقة عندما توجد بشكل متوازن بين الشريكين، مثل الهيمنة والخضوع، إلا أننا نميل بشكل عام إلى ما يبدو مألوفًا بالنسبة لنا، من دون أن ندرك ذلك حتى"، وتضيف: "أنت على دراية تامة بملامحك، لذا قد يؤدي لقاؤك مع أناس بسمات شكلية مشابهة لك، إلى مزيد من الإعجاب تجاههم".

وتوصلت دراسة أجريت عام 2013 إلى نتائج مشابهة، حيث عُرضت على كل مشارك في التجربة صور مختلفة لوجه شريكه، عدلت سمات كل منها بحيث تشمل بعض الميزات من وجه آخر، فوجد أن المشاركين كانوا ينجذبون باستمرار، للصورة التي عدلت بحيث شملت ملامح من وجوههم.

ووجدت دراسة سابقة مشابهة على الصور المعدلة، أن الذكور ينجذبون بشكل لا يصدق للفتيات اللواتي يشبهن أمهاتهم، وأن الإناث ينجذبن للذكور الذين يشبهون آباءهن. وقالت ليميلر: "إن الانجذاب لمن يشبهون أحد والدينا مخيف بعض الشيء، لكنه ليس إشكاليًا أو مفاجئًا، بل عملية لا واعية تتعلق بميلنا إلى ما هو مألوف".

وقد يكون تجاذب الأشخاص المتشابهين لبعضهم بسبب جيناتهم، إذ وجدت الكثير من الدراسات أن الأزواج يميلون إلى التشابه مع بعضهم من الناحية الوراثية أكثر من الغرباء، في حين أشارت دراسات أخرى إلى أن الناس ينجذبون لمن ينحدرون من أصول متشابهة، وتترجم هذه التقاربات الجينية على شكل تشابه جسدي.

ويقول بن دومينغو، البروفيسور المساعد في جامعة ستانفورد، والذي درس التشابه الوراثي بين الأزواج، إن الأشخاص المتقاربين وراثيًا يميلون إلى بعضهم، بسبب الأرضية الاجتماعية أو الثقافة أو البيئة المشتركة التي تجمع بينهم، ويضيف: "تجمع التشابهات الوراثية الناس في بيئات متشابهة، سواء الحي أو الجامعة، حيث تزيد احتمالية أن يعثروا على شريك حياتهم".

وتنطبق نظرية دمينغو على برونر، التي التقت بخطيبها في الجامعة. إلا أن ليميلر أوضحت أن ظاهرة تشابه الأزواج ستقل مع الوقت، بسبب استبدال الأفكار الاجتماعية القديمة بأفكار أكثر مرونة، مثل سفر الناس إلى أماكن بعيدة من أجل التعليم أو العمل، وانتشار المواعدة على الإنترنت، مما يتيح لهم المزيد من الفرص للارتباط بأشخاص من خلفيات مختلفة.

وقالت ليميلر: "عندما يكون مجتمعك أكبر، يسهل عليك الانجذاب إلى الكثير من الأشخاص بميزات أوسع"، وأضافت: "يعتبر الانجذاب أمرًا معقدًا للغاية ويصعب التنبؤ به، وهنالك العديد من العوامل التي تؤثر عليه، قد يكون أحدها التشابه المبدئي في الشكل، لكنه لا يؤدي بالضرورة إلى علاقة سعيدة".

دلالات

المساهمون