معركة "كسر العظم" بين عباس ودحلان: فتح صندوق الأسرار

معركة "كسر العظم" بين عباس ودحلان: فتح صندوق الأسرار

13 مارس 2014
عباس خلال اجتماع فتح (عباس موماني/ أ ف ب)
+ الخط -
عقب خطاب الرئيس محمود عباس، قام القيادي المعزول من حركة "فتح" محمد دحلان وأنصاره، بالرد على ما جاء في الخطاب عبر وسائل متعدّدة، وتبادلوا الاتهامات في معركة "كسر عظم" مفتوحة منذ سنوات، يبدو الرئيس عباس الأقرب للظفر بها.

ولم يتأخر ردّ محمد دحلان، الذي طرد من حركة "فتح" بقرار من لجنتها المركزية، حيث وصف عباس بـ"نموذج متكامل من الكذب والتضليل، ونموذج للغباء والجهل بالواقع والأحداث الفلسطينية".

دحلان، الذي تربطه علاقات وثيقة جداً بعواصم خليجية تدور في فلك المحور السعودي، والمقيم في دولة الامارات، ردّ عبر حسابه الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك،" على اتهام عباس له باغتيال صلاح شحادة بالقول إنه "لم يحدث أن قُصف الشهيد صلاح قبل جريمة اغتياله، والسؤال هنا كيف اخترع عباس كذبة نجاة الشهيد صلاح شحادة من القصف؟ ولماذا يكذب بتلك الوقاحة بأني أبلغته قبل الضربة، ثم عدت لإبلاغه بنجاة الشهيد صلاح منها؟".

وتابع أن "يوم اغتيال شحادة لم أكن بصحبة عباس أو عزام الأحمد، وكنتُ في بيتي وكان في ضيافتي كل من السيد ميغيل موراتينوس ممثل الاتحاد الأوروبي، والقيادي في فتح، سفيان أبو زايدة".

ووعد دحلان بـ"الكشف عن أكاذيب خطاب عباس من الألف إلى الياء، خصوصاً الموضوع الأهم والأخطر في تاريخنا الحديث، وهو قضية اغتيال الزعيم الراحل أبو عمار، ولماذا أطلق أبو عمار لقب "كرزاي فلسطين" على عباس، ولماذا استشاط عباس غضباً في خطابه عن مصالحتي مع الراحل العظيم؟".

أحد المقربين من دحلان قال لـ"العربي الجديد" من دون الكشف عن اسمه، إن "الرد في هذه المرحلة غير صحيح، والاتهامات التي تقال ضد دحلان تم تردادها دائماً من دون وجود ما يثبتها، وكلام الرئيس يفتقد لأي دليل".

وقال المصدر المقرب من دحلان، الذي حضر خطاب الرئيس عباس، إنّ "أهالي غزة يعلمون أن كل ما قاله الرئيس عار عن الصحة، لأن هشام مكي قُتل بأمر من الرئيس ياسر عرفات"، مضيفاً أن "المشكلة في البطانة التي تحيط بالرئيس، التي أشارت عليه ببث هذا الخطاب أمام الناس، الشيء الذي أساء له".

وحول سؤال "إذا كان خطاب الرئيس يأتي من باب اغتيال السمعة لدحلان؟" قال المقرب من الأخير إن "دحلان معتاد على سماع هذه الاتهامات، والأسئلة التي يجب أن توجه للرئيس عباس هي: لماذا أغضبت الرئيس عرفات وكلفت دحلان أن يكون في حكومتك؟ لماذا تحالفت مع دحلان ضد عرفات؟ وإذا كنت تعرف كل هذا عن دحلان لماذا لم تعتقله منذ أن أصبحت رئيساً عام 2005 حتى الآن؟". واعتبر أن "المناكفة المعيبة تأتي ضمن تحالفات مراكز القوى حالياً" داخل الحركة.

في السياق نفسه، فإنّ حسن عصفور، الذي ذكره الرئيس بالقول إن "هشام مكي كان يتهمه بالعمالة"، فقد قال إن خطاب الرئيس "مليء بالمغالطات وتوقيت بث الخطاب أمس أثناء العدوان على غزة يشكل إساءة سياسية له، وهو يحتاج كل ذرة دعم ودعاء قبل أن يحزم حقائبه للذهاب إلى واشنطن".

وقال، في مقال له تحت عنوان "فخامة الرئيس الأعظم.. ماذا عليك أن تفعل"، إن الخطاب "احتوى كثيراً من القصص التي تحتاج إلى وقفة مختلفة، لما تحتويه من مغالطات سياسية وزمنية".

وأضاف عصفور أن "الاتهام في الشرف الوطني لن يمر مرور الكرام، كرامة الوطن ستؤجل الرد لا أكثر يا فخامة الرئيس "الأعظم"، متابعاً "السيد الرئيس قد تحتاج لاعتذار شخصي قبل فوات الآوان، ودونها سيكون لنا لقاء آخر ومختلف جدا، قد لا تصبح الألقاب عندها ذات قيمة".

وجاء خطاب عباس خلال افتتاح أعمال الدورة الثالثة عشرة للمجلس الثوري لحركة "فتح"، يوم الاثنين الماضي، الذي ركّز فيه على "ظاهرة الدحلان" بالقول إنّ "الدحلان كما تعرفون حقق معه الطيب عبد الرحيم، وحكم بلعاوي على خلفية ما جرى في غزة في العام 2007)، وكانت نتيجة التحقيق طرده من عمله كمستشار للأمن القومي، والسبب الثابت في التحقيق أنه كان متفاهماً مع حماس، على أن يعملوا معاً".

وقال إن "نتائج التحقيق الذي أجراه معه عزام الأحمد أظهرت إيعاز دحلان بقتل 6 فلسطينيين في الخارج، هم: محمد أبو شعبان، أسعد صفطاوي، هشام مكي، خليل الزبن، نعيم أبو سيف، والشرطي خالد محمود شحادة".

وأضاف عباس "قتل هشام مكي لأن لسانه كان طويلا ويتكلم كثيراً، مكي كان يقول على المكشوف، الثالوث الجواسيس، أنا سمعته 20 مرة. من هم؟ خالد سلام، ومحمد دحلان، وحسن عصفور".

يشار إلى أن هشام مكي صحافي فلسطيني شغل منصب مدير تلفزيون "فلسطين" عام 1994، واغتيل في مطعم على شاطئ بحر غزة عام 2001.

وخصص الرئيس عباس نصف خطابه الذي استمر ساعتين لمحمد دحلان الذي اتهمه أيضًا باغتيال القيادي في كتائب القسام صلاح شحادة، بقوله إن "حادثة أخرى شهد عليها عزام الأحمد، وهي المحاولة الأولى لاغتيال شحادة في غزة. حيث جاء دحلان وقال: صلاح شحادة سينتهي خلال دقائق، وبعد دقائق سمع انفجار ضخم، فراح دحلان للخارج وعاد وقال: نجا ابن الـ(ـ..)، ترك البيت قبل دقيقتين من استهدافه".

كما وجه عباس لدحلان تهمة "تنظيم مظاهرات ضد عرفات ومحاولة الانقلاب عليه". مضيفًا "لدي سؤالان: من الذي قتل ياسر عرفات؟ أنا أعتقد أنها ليست إثباتات بل هي شواهد تستحق النظر إليها. ومن الذي أوصل السم إلى ياسر عرفات؟"  

وكانت اللجنة المركزية لحركة فتح قررت فصل محمد دحلان وإنهاء أي علاقة رسمية له بالحركة في الثاني عشر من يونيو/ حزيران عام 2011، كما قررت على ضوء تقرير لجنة التحقيق المكونة من أعضاء من اللجنة المركزية، إحالته إلى القضاء فيما يخص القضايا الجنائية والمالية وغيرها.

المساهمون