مصر: السكر المستورد يطارد المحلي بالأسواق رغم الحظر

مصر: السكر المستورد يطارد المحلي بالأسواق رغم الحظر

28 يوليو 2020
تقدر المساحة المزروعة بقصب السكر هذا العام ‏بنحو 340 ‏ألف ‏فدان (Getty)
+ الخط -

أكد مصدر مسؤول بمجلس المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة ‏المصرية أن السكر المحلي ما زال يعاني من حركة ركود ‏بالرغم من وقف استيراد السكر لمدة 3 أشهر، وذلك لأن ‏المستوردين وقبل صدور قرار حظر الاستيراد تكالبوا على ‏استيراد السكر، نتيجة هبوطه في البورصات العالمية إلى أقل من ‏‏4 جنيهات (ربع دولار تقريبا) للكيلوغرام.‏

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد": أن مخازن ‏المستوردين ما زالت ملأى بالمستورد، وهو ما أثر على حركة ‏مبيعات المحلي، بالإضافة لتراجع القوى الشرائية بشكل عام على ‏مختلف الأصعدة.‏

‏ وأشار  إلى أن تراجع إنتاج ‏الكميات المنتجة من سكر البنجر هذا الموسم بحوالي 150 ألف ‏طن، مسجلًا 1.4 مليون طن، مقابل 1.55 مليون طن 2019، ‏نتيجة تراجع زراعات البنجر خلال الموسم الماضي بحوالي 80 ألف ‏فدان، إذ سجلت زراعة 520 ألف فدان مقابل 600 ألف فدان خلال الموسم ‏الماضي، بنسبة ‏انخفاض 13.3 في المائة.‏

ويرى المسؤول أن أفضل وسيلة لحماية الصناعة الوطنية هي ‏فرض رسوم وقائية على السكر المستورد، بدلًا من قرار حظر ‏الاستيراد لمدة 3 أشهر.‏

وكشفت مسؤولة مبيعات بإحدى شركات السكر أن حجم مبيعات ‏شركتها تراجع، نتيجة تداعيات أزمة كورونا، في الوقت الذي ‏تشهد فيه المخازن دخول المنتج الجديد، عقب انتهاء فترة ‏التشغيل لخطوط الإنتاج والتي تبدأ كل عام من يناير/كانون الثاني ‏وحتى يونيو/حزيران من كل عام.‏

وطالب مسؤول بشركة الدقهلية للسكر الحكومة بالمساهمة في ‏تخفيض تكاليف الإنتاج عن طريق خفض أسعار الغاز المورد ‏للمصانع والتي وصلت إلى حوالى 6.5 دولارات لكل مليون وحدة ‏حرارية، وتم تخفيضها منذ فترة وجيزة ولكن بعد انتهاء فترة ‏تشغيل المصانع في يونيو/جزيران الماضي، بالإضافة لفرض ‏رسوم وقائية على السكر المستورد.‏

ومن جانبها، كشفت شركة الدلتا للسكر، وهي إحدى الشركات القابضة للصناعات ‏الغذائية، في بيان مرسل للبورصة المصرية، اليوم الثلاثاء‏، عن تراجع أرباحها بنسبة 75.3 بالمائة، خلال النصف الأول من ‏2020‎، إذ حققت صافي أرباح يبلغ 52.1 مليون جنيه، مقابل ‏‏211 مليون جنيه عن الفترة نفسها من 2019.‏

وأرجعت في بيانها الأسباب إلى تداعيات أزمة كورونا على ‏السوق المحلي، وتراجع المبيعات نتيجة غلق العديد من المنشآت ‏السياحية، والكافتريات، والنوادي..، بالإضافة للهبوط الشديد في ‏أسعار السكر العالمي.‏

وكانت وزيرة التجارة والصناعة، نيفين جامع، قد أصدرت قراراً، ‏أوائل يونيو/ حزيران الماضي، بحظر استيراد السكر الأبيض ‏والخام، لمدة 3 أشهر، مستثنية‏ الواردات الخاصة بالصناعات ‏الدوائية، بعد ‏الحصول على موافقة من وزارة الصحة.‏

وأكدت الوزارة في بيان لها، أن القرار صدر بالتنسيق مع ‏وزارة ‏التموين والتجارة الداخلية، بهدف حماية الصناعة ‏الوطنية، بعد ‏هبوط أسعار السكر عالميًا بمعدل 30 في المائة.‏

وأشارت إلى أن الأسعار العالمية هبطت لأدنى مستوياتها ‏نتيجة ‏تداعيات جائحة كورونا، وهو ما يمثل ضررًا بالغًا ‏للصناعة ‏المحلية‎ ‎نتيجة ارتفاع كلفة الإنتاج في مصر.‏

وأظهر تقرير حديث للبنك المركزي المصري ارتفاع ‏واردات ‏مصر من سكر ‏القصب "خام" بنسبة 189 بالمائة، خلال ‏الربع ‏الثاني من العام المالي الحالي ‏‏2020/2019، إذ بلغت ‏قيمة ‏الواردات 62.7 مليون دولار مقابل 21.7 مليون ‏دولار ‏عن الفترة نفسها من العام السابق 2018/ 2019.‏

وتقدر المساحة المزورعة بقصب السكر هذا العام ‏بنحو 340 ‏ألف ‏فدان، يتوقع ‏منها ‏إنتاج 9 ملايين طن، لإنتاج ‏حوالى مليون ‏طن من ال‏سكر، في حين تمت زراعة أكثر ‏من ‏‏600 ألف ‏فدان ‏بالبنجر ‏لإنتاج 1.54 مليون طن من ‏السكر، ‏طبقًا ‏لبيانات ‏مجلس ‏المحاصيل السكرية، التابع لوزارة الزراعة.‏

يذكر أن مصر تستهلك ما يقارب 3.3 ملايين طن من السكر ‏سنويا، وإنتاجها المحلي ‏من السكر (البنجر والقصب) يصل إلى ‏‏2.3 مليون طن، وتتم تلبية باقي الاحتياجات ‏عبر الاستيراد من ‏الخارج.‎

(الدولار = 16 جنيها تقريبا)