مساعٍ إنسانية لتوزيع هدايا العيد على نازحي العراق

مساعٍ إنسانية لتوزيع هدايا العيد على نازحي العراق

04 يوليو 2016
جمع المساعدات لرسم الابتسامة على وجوه النازحين (Getty)
+ الخط -

يحاول أحد أغنياء بغداد الانتهاء من تغليف 250 لعبة، وتوزيعها على أطفال العوائل النازحة الذين وصل عددهم في العراق إلى ما يعادل دولتين خليجيتين، ومع هذا التزايد في أعدادهم الذي بلغ 3 ملايين و400 ألف نازح داخل البلاد، بات من الصعب توفير جميع احتياجاتهم لا سيما في مناسبة العيد، إلا أنّ المحسنين ومنظمات إنسانية محلية ودولية يعملون جاهدين من أجل جمع المساعدات بما لديهم من إمكانات بسيطة وتقديمها إلى العوائل النازحة خلال العيد.

"لا يحلو العيد إلا مع هداياه وملابسه الجديدة"، يقول الناشط في منظمات المجتمع المدني داخل أربيل، عبد الله العاني، ويضيف لـ"العربي الجديد"، نسعى في عملنا الإنساني إلى رسم الابتسامة على وجوه النازحين، خاصة الأطفال منهم الذين لا يعرفون عن العيد غير أنه مناسبة سعيدة وينتظرونه بشغف وفرحة من عام إلى آخر"، ومن المعلوم أنّ العوائل المهجرة والنازحة فقط في إقليم كردستان العراق من محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى قد تجاوز عددهم المليون نازح، "إلا أنّ الجهد الإغاثي في الإقليم ليس كافياً لسد احتياجات هذه العوائل، لأنه ليس بإمكان منظمة أو مؤسسة أن تلبّي جميع متطلبات "شعب نازح"، كما أنّ ذلك الجهد بحاجة إلى إمكانات دولة مع طول مدة النزوح"، حسب تعبيره.

ويشير المتحدث إلى أن غالبية المنظمات تسعى إلى جمع المساعدات الإنسانية الخاصة بالعيد من ملابس وحلوى ولعب أطفال وغيرها من الاحتياجات الضرورية؛ إذ لا يخفى على الجميع أن من بين المهجرين المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة والأرامل والأيتام، وهم نسبة ليست بالقليلة، بالإضافة إلى عدد مهم ممن كانت معيشتهم على عملهم اليومي وبالتهجير والنزوح انقطع عنهم هذا المورد ولم يستطيعوا الحصول على عمل يكسبون منه أجرة لتوفير ما يلزم عوائلهم خلال العيد.

 ويبين الفاعل الجمعوي أنّ، فرقا تطوعية ومنظمات إغاثية ساهمت بشكل كبير في مساعدة النازحين من مختلف المحافظات في الإقليم، ومع اقتراب العيد تحاول توفير احتياجاتهم بهذه المناسبة، ويفكر أعضاء أحد الفرق التطوعية  في جمع مبلغ من المال من المتبرعين والمحسنين لتوزيع الكليچة (كعكة العيد العراقية)، لأن العوائل العراقية لا تعتبر العيد عيدا من غير "الكليچة" والتي حُرم من مذاقها أغلب النازحين بسبب ظروف التهجير وعدم إمكانية صنعها داخل المخيمات، وهناك أفكار كثيرة ونشاطات متنوعة للمساهمة في إدخال الفرحة على النازحين "نسعى لتحقيقها لو سمحت الظروف".


وينوه العاني إلى أنّ عقبات عدة تواجه النازحين، منها تأخر صرف رواتب الموظفين وصعوبة الحصول على عمل بالنسبة للذين لا يمتلكون وظيفة حكومية، وتأخر صرف المنح المالية المخصصة من قبل وزارة الهجرة والمهجرين لعدد كبير من العوائل، إضافة إلى قلة الدعم نتيجة لحالة التقشف التي تعيشها البلاد، مما جعل الأيام تمر بصعوبة على تلك العوائل، ودعا المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية والمحسنين إلى أن يعيروا اهتماما أكبر للأسر النازحة التي أصبحت عاجزة عن توفير قوتها اليومي ومعالجة مرضاها.

من جهتها، قالت الناشطة في منظمة "حواء" رؤى عبد الله، إن ّ"هناك توجها حقيقيا من قبل المنظمات المانحة إلى توزيع المساعدات من قبل أعضاء المنظمة دون الحاجة إلى منظمات شريكة أو وسطاء، وهذا ما يقلل من أعداد المشمولين في المساعدات، حيث لا تتمكن تلك المنظمات المانحة من الوصول إلى جميع المناطق والمخيمات التي يتواجد فيها النازحون، وقد يقتصر الأمر على بعض مخيمات إقليم كردستان العراق دون الوصول إلى تلك المتواجدة بالعاصمة بغداد أو عامرية الفلوجة وباقي المحافظات".

وأكدت أنّ المساعدات الإنسانية تقل يوما بعد آخر في ظل صعوبات وعراقيل تواجهها المنظمات المحلية العاملة وارتفاع عدد النازحين، مما ينذر بالخطر من العوز والفقر والحاجة الذي يضيق على تلك العوائل خصوصا مع وجود نازحين داخل محافظاتهم ومدنهم لم يصل إليهم أحد ولم يستلموا أي نوع من المساعدات سواء في الأيام الاعتيادية أو في المناسبات والأعياد.

 

المساهمون