مسارح بيروت.. عودة العروض وكورونا

مسارح بيروت.. عودة العروض وكورونا

27 يوليو 2020
مسرح المدينة
+ الخط -

بعد أن رفعت السلطات اللبنانية الحجر والإغلاق الذي تطلبه انتشار فيروس كورونا، عادت المطاعم والمقاهي والمسارح إلى العمل واكتظت بمرتاديها، وأقام "مسرح المدينة" تظاهرة انطلقت الشهر الجاري بعنوان "هيصة المدينة"، ونشر الحفلات الموسيقية الحيّة على صفحته في "فيسبوك"، كاشفاً عن قاعة مليئة بالجمهور من دون مراعاة قاعدة الأمان التي تقتضي التباعد وعدم التواجد في أماكن مغلقة ومحتشدة. 

شارك في الحفلات الموسيقية التي عقدت خلال الفترة الماضية الفنانون بديع أبو شقرا، وألين لحود، وسامي حواط، وخالد العبدالله، وزياد سحاب، وحنين، وكريستينا حداد، وبشارة عطا لله، و ال DJ جاد حلاب .

رسالة مسرح المدينة كانت دعوة إلى التفاؤل وعبارات خطابية رنانة عن الأمل والفن والهوية، في وقت كان لا بد تأتي الأولوية فيه للمسؤولية الاجتماعية تجاه الصحة العامة، والتي تتطلب الحد من انتشار المرض في بلد مأزوم أساساً بسبب واقعه الاقتصادي اليوم على نحو كارثي. 

اليوم، وبعد أسابيع قليلة من رفع الكارنتينا، أعادت السلطات جرس الإنذار، وسيكون هناك إغلاق عام في لبنان حتى الثاني من الشهر المقبل، وقد يجري تمديد هذه الفترة لا سيما وقد سجلت البلاد أول أمس السبت 175 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وهو أعلى رقم مسجل في يوم واحد منذ بداية تفشّي الفيروس في البلاد منذ شباط/ فبراير الماضي. ومع هذا الرقم يرتفع إجمالي الإصابات في لبنان إلى 3582، إلى جانب 47 حالة وفاة.

يجدر أن تؤجل كل الفعاليات مثلما فعلت معظم المسارح في العالم التي لن تعود إلى العروض قبل الخريف

السؤال الآن هو هل كانت عودة المسارح والمقاهي والمطاعم ملحة فعلاً في هذه الأزمة؟ 

رغم كل ذلك، أكد "المدينة" أنه يلتزم بتوصيات وزارة الصحة القاضي بإقفال المطاعم والمسارح من27 تموز و لغاية 2 آب، حيث أجّل القائمون عليه الأعمال المقرّرة خلال هذه الفترة إلى موعد يتم الإعلان عنه لاحقاً.

ربما يجدر أن تؤجل كلّ الفعاليات، ليس فقط التي كانت مبرمجة في هذه الفترة، بل مثلما فعلت معظم المسارح في العالم التي لن تعود إلى العروض الحيّة قبل الخريف وليس من دون
إجراءات احترازية، والكف عن الكلام الشعاراتي حول استمرارية الإبداع واستمرارية للحياة، الإبداع يتطلّب أيضاً إيجاد حلول أكثر سلامة وتفهّماً لخطورة انتشار الوباء. 

وإن كان المسرح حريصاً على الاستمرارية رغم الوباء، فقد يقدّم قراءات مسرحية افتراضية أو يعرض من أرشيفه القديم، أو يجري مقابلات ولقاءات مع المسرحيين مباشرة عبر وسائط التواصل الاجتماعي. 

يُذكر أن العروض التي أعلن المسرح عنها "مدينة الأحذية" نص وإعداد أدهم الدمشقي، ومسرحية "جدار" من تمثيل وإخراج أندريه بو زيد وإشراف الممثلة عايده صبرا، ومسرحية "درج" التي تتحدّث عن امرأة تجد نفسها في احدى الليالي على درجه الطويل وسط المدينة لا تعرف إلى أين يؤدي ولا كيف وصلت إليه، وهي من إخراج شادي الهبر، إلى جانب مسرحية "عم بيقولوا اسماعيل انتحر" لمحمد الدايخ وحسين فاروق.

 

المساهمون