مساجد القامشلي تعود لاستقبال المصلّين بعد إغلاقها بسبب كورونا

مساجد القامشلي تعود لاستقبال المصلّين بعد إغلاقها بسبب كورونا

16 مايو 2020
عودة الصلاة إلى المساجد مع مراعاة إجراءات كورونا(فرانس برس)
+ الخط -
سمحت الإدارة الذاتية بإقامة صلوات الجماعة وصلاة الجمعة في المساجد في مناطق سيطرتها، وذلك عقب قرار صدر عن مجلس الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لشمال وشرق سورية، في 11 مايو/ أيار، وردت فيه تعليمات عن الإجراءات المتّخذة من قبل الإدارة لمواجهة فيروس كورونا.

ومن الشروط المفروضة، بحسب تعميم صدر عن مكتب شؤون الأديان والمعتقدات التابع للإدارة الذاتية في 12 مايو/أيار، تعقيم المساجد قبل أداء صلاتي الجمعة والعيد، إضافة لفرض ارتداء الكمّامات على المصلّين، مع عدم السماح بدخول المرضى والأطفال، واشتراط الوضوء في المنزل وعدم استخدام مرافق المساجد. 
محمد عادل، من أبناء مدينة القامشلي، شمال شرقي محافظة الحسكة السورية، قال لـ"العربي الجديد": "فتحت المساجد أبوابها أمام المصلّين للمرة الأولى بعد قرار الحظر، الذي تمّ بموجبه إغلاقها وإيقاف إقامة الشعائر الدينية فيها. ويوم أمس الجمعة، تمّ السماح بالقيام بكافة العبادات والصلوات في المساجد على الرغم من الشعور بالخوف قليلاً من التجمّعات إلاّ أنه، باتخاذ الإجراءات الاحترازية، زال الخوف من قلوبنا. فاستخدم كافّة المصلّين الكمّامات، كما تمّ تعقيم كلّ الوافدين إلى المسجد، ومُنع استخدام المرافق الصحية، وراعينا مسألة التباعد أو مسافة الأمان بين المصلين بما لا يقل عن متر ونصف".
وتابع عادل: "أقمنا يوم أمس صلاة الجمعة، وهذا الأمر أثلج صدورنا وأعاد لنا جزءاً من روحانية رمضان التي فقدناها بسبب فيروس كورونا".


بدوره، علّق مازن محمد خطيب، إمام وخطيب مسجد قاسمو في مدينة القامشلي وعضو هيئة مؤتمر المجمع الإسلامي الديمقراطي، على القرار، وقال لـ"العربي الجديد": "كجهة إدارية معنية بشؤون المساجد والأوقاف والشؤون الدينية، متمثلة بمؤتمر المجمع الإسلامي الديمقراطي وبمؤسساته الموزّعة على كافة المدن في شمال شرق سورية، أخذنا تدابيرنا واحتياطاتنا، وأخذنا بالاعتبار التوجيهات والتعليمات الصادرة من الجهات المعنية الصحية، كهيئة الصحة العالمية وهيئة الصحة في شمال وشرق سورية، ووزارات الصحة العالمية، والتقارير الصحية الصادرة عن الجهات المتعاملة بشكل مباشر مع هذا الوباء، والتقارير الصادرة عنها. نظرنا إليها كلّها بعين الواقعية والعقلانية". 

وتابع خطيب: "بعد العقيدة والشرائع، أقدس ما لدى الإسلام هو الإنسان وسلامته. ومن بديهيات الإسلام حفظ الدين، ثم بعد ذلك يأتي حفظ النفس بشكل مباشر. ونحن أيضاً نحرص على مراعاة هذه القواعد الشرعية والتعليمات الإسلامية وأحاديث النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ولذلك أصدرنا قراراتنا كهيئة دينية بإغلاق الجوامع وإيقاف جميع الشعائر الدينية من صلاة الجماعة وصلاة الجمعة، وصلاة التراويح في شهر رمضان المبارك".
وأضاف خطيب: "آلمنا إغلاق المساجد في هذا الشهر، لكن المصلحة تقتضي ذلك، وهيئة الصحة والإدارة الذاتية أغلقتا الأسواق والمحال وأوقفتا التجارة وعلّقتا الأعمال الإدارية في كافّة مؤسساتها".
وأشار أنّ تعليق الصلوات في المساجد، بدأ تقريبا في 20 مارس/ آذار، وذكّر بتجربة الخليفة عمر بن الخطاب مع طاعون عمواس، عندما امتنع عن دخول بلاد الشام بعد تفشي الطاعون فيها، كتجربة تاريخية ودرس في إجراءات الوقاية من الأوبئة.

ورأى المواطن أحمد الخليل أنّ القرار جاء في وقته، فمضيّ شهر رمضان من دون أن تقام صلاة التراويح أمر صعب عليه. وقال لـ"العربي الجديد": "أقمنا صلاة التراويح بين الأهل ومع الأصدقاء، بسبب حظر التجوّل وإغلاق المساجد خوفاً من فيروس كورونا. لكن من الجيد أننا اليوم عدنا للصلاة في المسجد، فنشعر بشيء من الطمأنينة والخشوع، كما أننا على بعد أيام من عيد الفطر، والحرمان من صلاة عيد الفطر صعب حقيقة".
وكانت الإدارة الذاتية قرّرت، قبل نحو شهرين، تعليق صلاة الجمعة والجماعة في المساجد ضمن الإجراءات الوقائية المتخذة ضد فيروس كورونا، بعد إجراءات مماثلة، منها تعليق دوام المدارس وبعض الهيئات المدنية وغيرها.

المساهمون