مسؤول دبلوماسي أميركي رفيع يزور تايوان وبكين تندد

مسؤول دبلوماسي أميركي رفيع يزور تايوان وبكين تندد

17 سبتمبر 2020
كراش أرفع مسؤول أميركي يحل بتايبيه منذ 40 عاماً (فرانس برس)
+ الخط -

وصل دبلوماسي أميركي رفيع إلى تايوان، اليوم الخميس، ليكون أكبر مسؤول في وزارة الخارجية يزورها منذ 40 عاماً، في مؤشر جديد على استعداد واشنطن لتحدي الصين وحملتها الرامية لعزل الجزيرة التي تحظى بحكم ذاتي.

ويزور مساعد وزير الخارجية الأميركي للتنمية الاقتصادية والطاقة والبيئة، كيث كراش، تايبيه لحضور مراسم تأبين الرئيس الأسبق لي تينغ هوي، السبت، وفق ما أفادت به وزارة الخارجية.

وأثارت الزيارة الثانية لمسؤول أميركي كبير إلى تايوان في غضون شهرين، تنديداً فورياً من الصين التي ترفض أي اعتراف بتايبيه، وانتهجت على مدى عقود سياسة ترمي إلى تهميش الجزيرة التي تتمتع بالديمقراطية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، وانغ ون بين، للصحافيين إنّ "الصين تعارض بشدة" الزيارة، إذ إنها "ستشجّع سلوك قوى استقلال تايوان الانفصالية المتغطرس".

وتراجعت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، إذ انخرط الطرفان في سجال بشأن عدد من المسائل التجارية والعسكرية والأمنية، إضافة إلى وباء "كوفيد-19".

وتحوّلت مساعي واشنطن المتزايدة للتقارب مع تايوان في عهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نقطةً خلافيةً أخرى بين القوتين.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مورغان أوتاغوس، في بيان أعلنت فيه عن رحلة كراش، إنّ "الولايات المتحدة تكرّم إرث الرئيس لي عبر مواصلة علاقاتنا القوية بتايوان وديمقراطيتها الحيوية من خلال القيم السياسية والاقتصادية المشتركة".

وأفادت وزارة الخارجية التايوانية بأنّ كراش، الذي يرافقه مساعد مدير مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل روبرت دسترو، سيناقش كذلك "سبل تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي الثنائية"، خلال الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام.

ووصفته بأنه "أرفع مسؤول" في وزارة الخارجية الأميركية يزور تايوان منذ العام 1979، عندما حوّلت الولايات المتحدة اعترافها الدبلوماسي من تايبيه إلى بكين.

وستقيم رئيسة تايوان تساي إنغ-وين مأدبة عشاء للوفد الأميركي، الجمعة.
وقال مكتبها، في بيان: "نتطلع لمزيد من تبادل وجهات النظر والمحادثات بين تايوان والولايات المتحدة لترسيخ الأسس من أجل المزيد من التعاون بما في ذلك الاقتصادي، عبر زيارة مساعد وزير الخارجية كراش".

وتأتي هذه التطورات في إطار من التوتر الثنائي الشديد بين بكين وواشنطن حول عدة مواضيع: هونغ كونغ وحقوق الإنسان والتنافس التكنولوجي والتجسس ومعاملة أقلية الأويغور وحتى التجارة.

وتتهم الصين الولايات المتحدة بأنها تشكل "أكبر خطر" للسلام في بحر الصين الجنوبي، المنطقة الشاسعة المتنازع عليها، والتي تطالب بكين بالقسم الأكبر منها وتشكل موضوع خلاف متزايد مع واشنطن.

وتطالب الحكومة الصينية لاعتبارات تاريخية كما تقول، بكل الجزر الصغيرة تقريباً في هذه المنطقة البحرية في مواجهة دول أخرى، ماليزيا وفيتنام والفيليبين وبروناي وتايوان.

وتعارض الولايات المتحدة مطالب الصين وتعتبرها مفرطة، وتقوم بانتظام بإرسال سفن حربية في عمليات تطلق عليها اسم "حرية الملاحة" في بحر الصين الجنوبي.


(فرانس برس، العربي الجديد)