مركز إسرائيلي يدعو لتنسيق مسبق مع بايدن بشأن الصين

مركز إسرائيلي يدعو لتنسيق مسبق مع بايدن بشأن الصين

19 اغسطس 2020
اهتمام إسرائيلي بالتقرب من بايدن(Getty)
+ الخط -

دعا "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، صنّاع القرار في تل أبيب إلى تنسيق مسبق مع المرشح الديمقراطي للانتخابات الأميركية جو بايدن بشأن توجهاته إزاء الصين في حال وصل إلى البيت الأبيض ومواءمة السياسات الإسرائيلية تجاه الاستثمارات الصينية تبعاً لذلك.
ونوه المركز، في تقرير أعدته الباحثة شيرا عفرون، إلى أن تركيز برنامج الحزب الديمقراطي على بناء تحالفات اقتصادية في إطار التنافس مع الصين يمنح إسرائيل الفرصة للانضمام للجهود الأميركية الهادفة إلى تطوير بدائل عن الاستثمارات الصينية التي تبدي الولايات المتحدة حساسية تجاهها، لاسيما في مجال الأبحاث والتطوير.
وأشار المركز إلى أنه يستدل من بنود البرنامج السياسي للحزب الديمقراطي الذي أعلن، أخيراً، أنه في حال تولى بايدن الحكم، فإنه من غير المتوقع أن يحدث تغيير كبير في السياسات الأميركية الحالية تجاه الصين.

وعلى الرغم من أن المركز يرى أن التنافس الحالي بين الصين والولايات المتحدة سيتواصل، إلا أنه يتوقع أن تدير الولايات المتحدة، تحت حكم بايدن، هذا التنافس بصورة أخرى، حيث إن المرشح الديمقراطي سيعمد إلى التركيز على الوسائل الدبلوماسية في إدارة التنافس، ناهيك عن أنه سيعمد إلى مراعاة مصالح حلفاء الولايات المتحدة عند إدارة سياساته تجاه بكين.
ودعا المركز إلى الاستعداد لإمكانية تعاظم مظاهر التنافس بين الولايات المتحدة والصين في عهد بايدن وبلوغه مستويات جديدة، إلى جانب عدم استبعاد حدوث تصعيد في التوتر العسكري بين بكين وواشنطن في منطقة بحر الصين الجنوبي.
كما دعا إسرائيل لاستغلال توجه الإدارة المقبلة في حال فاز بايدن، لاعتماد بناء التحالفات في مواجهة الصين وتقديم نفسها كشريك رئيس للولايات المتحدة من خلال فرض رقابة على الاستثمارات الصينية في المجالات التي تثير مخاوف واشنطن.
وشدد المركز على أن حاجة إسرائيل لتجنيد إدارة بايدن ضد اتفاق الشراكة الواسع بين الصين وإيران تستدعي من تل أبيب أن تبلور سياسة واضحة إزاء علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع بكين.
وترى معدّة التقرير أن تل أبيب مطالبة بالاستعداد لإمكانية أن تواصل واشنطن في عهد بايدن رفضها التعاون مع الصين في بعض المشاريع الاقتصادية، سواء في إطار مشروع "الحزام والطريق" أو على صعيد التنافس على مواقع داخل المؤسسات الدولية أو التعاون مع بكين في سعيها لتحقيق تفوق تكنولوجي.
وحث المركز صنّاع القرار في تل أبيب على الاهتمام بالحساسية التي يثيرها سجل حقوق الإنسان في الصين، لاسيما في كل ما تتعرض له الأقلية "الإيغورية" المسلمة وموقف بكين من هونغ كونغ، على اعتبار أن هذه القضايا مهمة للولايات المتحدة وإن كانت لا تعد مصلحة إسرائيلية.
ولفت إلى أن اتهام مجموعة حقوق إنسان في هونغ كونغ بأن تقنيات شركة إسرائيلية تساعد الشرطة المحلية على اختراق هواتف النشطاء الذين يتظاهرون ضد الحكومة، على اعتبار أن هذا يمكن أن يثير حساسية الولايات المتحدة تحت حكم إدارة بايدن.
ونظراً لأن بايدن أعلن أنه لن يلتقي بممثلي دول أجنبية خلال الحملة الانتخابية، فإن المركز ينصح بأن تتواصل إسرائيل مع متخصصين في مجال العلاقات الخارجية يمكن أن يشغلوا مواقع في إدارة دونالد ترامب للتعرف منهم كيف سيعيد الرئيس الجديد النظر في السياسة القائمة مع الصين.

ولأن الاستثمارات الصينية في البنى التحتية وقطاع الاتصالات الإسرائيلية تحوز على معارضة الولايات المتحدة، فإن المركز ينصح صناع القرار في تل أبيب بالتعرف من خلال التواصل مع مستشاري بايدن على الخطوط الحمراء التي ترى الإدارة الجديدة أن على إسرائيل عدم تخطيها في علاقاتها الاقتصادية مع الصين، لاسيما في كل ما يتعلق بنقل التكنولوجيا والمعرفة.
واعتبرت معدّة التقرير أن قرار الحكومة الإسرائيلية تشكيل لجنة في يناير/كانون الثاني 2020 للنظر في الاستثمارات الأجنبية خطوة مهمة وإن كان إخراج قضية الاستثمارات في التقنيات المتقدمة من دائرة اختصاص اللجنة والمشاكل البنيوية في عملها يقلص من قدرة هذه اللجنة على التعاطي مع المخاوف الأميركية من هذه الاستثمارات.


 

المساهمون