مرض فيروس إيبولا

مرض فيروس إيبولا

17 أكتوبر 2014
العالم نحو خسارة المعركة في وجه إيبولا (جون مور/Getty)
+ الخط -
بعد أشهر على تفشّي فيروس "إيبولا" في غرب أفريقيا وتحوّله وباءً يثير القلق والذعر في العالم، حذّرت منظمة الصحة العالميّة أخيراً من أن العالم ذاهب إلى خسارة المعركة ضده، إذ أصبح عاجزاً عن وقف انتشاره.

والعالم العربي ليس بمنأى عن هجمة "إيبولا". هذا ما يؤكّده الدكتور عبد الرحمن البزري، المتخصّص في الأمراض الجرثوميّة والرئيس السابق للجمعيّة اللبنانيّة للأمراض الجرثوميّة.
وهذا الفيروس الذي يهدّدنا، "نجده عند الحيوان ومسبّبه الأول هو الخفافيش"، بحسب ما يقول البزري في حديث خاص إلى "العربي الجديد". ويوضح أنه "موجود منذ سنين طويلة، لكنه لم يكن ظاهراً نتيجة انحصاره في زائير (جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة) والسودان. لكن الانتقال إلى مناطق أفريقيّة كسيراليون وليبيريا وغينيا سهّل عمليّة انتشاره في دول العالم، من خلال انتقال المرضى أو العاملين الصحيّين المصابين بالفيروس إلى بلدان أخرى".

وعن كيفيّة تحوّل الفيروس "القاتل" إلى وباء يهدّد العالم، يعيد البزري الأمر إلى "تطوّر وسائل السفر وانتقال إيبولا كفيروس من منطقة إلى أخرى، بالإضافة إلى قدرة تركيبة هذا الفيروس الجينيّة على التحوّل. فسهلت عمليّة تفشّيه خصوصاً وأنه منتشر في بلدان تشهد تطوراً بطيئاً في المجال الطبي، وتتميّز بعادات وتقاليد مضرّة بالصحة كتناول الخفافيش". ويتابع قائلاً إن "المواطنين لم يكونوا مدركين مدى خطورة الوضع الطبي في المنطقة المصابة. أما اليوم فقد أصبح العلماء أكثر قدرة على اتخاذ التدابير الوقائيّة لمعالجة الفيروس، لذلك نقدّر نسبة الوفيات ما بين 30 و40% فقط".

ويلفت البزري إلى أن للفيروس أعراضاً شائعة قد تدلّ على حالات صحيّة أخرى. وبالتالي لا يمكن تشخيص المرض من خلالها، وهذا ما يزيد من حالة الرعب بين المواطنين. والأعراض هي: "الحرارة المرتفعة والإسهال والنزف والغثيان والقيء".
أما انتقال الفيروس "فسهل جداً" بحسب البزري، وذلك "من خلال الاحتكاك بسوائل الأجسام كالتعرّق والدم على سبيل المثال لا الحصر". يضيف "ويُقال إن الفيروس يعيش في السائل المنوي، لفترة أطول من الفيروسات الأخرى. لذا يتوجّب على المواطن التنبّه والتقيّد بالإجراءات الوقائيّة".

ويشدّد على أن "لا علاقة لجهاز المناعة لدى الفرد في الحدّ من انتقال المرض. حتى ولو كان بصحة جيّدة، هذا لن يقيه من المرض. الأمر يتعلق بعوامل أخرى، تجعل من الفرد فريسة سهلة للفيروس، وأبرزها القرب من مناطق انتشاره".

إلى ذلك، أكثر المعرّضين للعدوى هم "الذين يتعاملون مع المريض المصاب، من أقرباء وأطباء وعاملين صحيّين والعاملين على تكفين جثمان الضحيّة ونقله والتخلّص منه".
وعن احتمال نقل الأم العدوى لجنينها، يقول: "إذا كان الفيروس قابلاً للانتقال بالدم، فإن هذا الاحتمال وارد. لكن، ما من دراسات حتى الآن تؤكد ذلك".

ويأسف البزري لعدم تمكّن الطب من إيجاد علاج فعال للقضاء على الفيروس. ويقول إن "ثلاثة من أصل كل عشرة أشخاص مصابين، معرّضون للوفاة. للأسف العلاج هو علاج داعم حتى الآن، بمعنى أنه في حال عانى المريض قصورا في التنفّس فإن الطبيب يدعمه بالأجهزة التنفسيّة. هي مجرّد معالجة عرضيّة وداعمة".

يضيف: "الحديث عن علاج شافٍ يبقى ضبابياً. لكن يمكننا التحدّث عن محاولات عديدة لاستنباط علاجات سريعة، نظراً لشدّة المرض وخطورته. وقد استخدمت أدوية عدّة لهذا الهدف، كالعلاجات الاختباريّة والمضادات الفيروسيّة التي تُستخدم في علاج التهاب الكبد. وقد لاقت نتائج إيجابيّة. لكن استعمالها يبقى بحاجة إلى خبرة أكبر". ويتابع أن شركات مكلّفة بإيجاد العلاج، تموَّل اليوم بشكل كبير، خوفاً من وصول المرض إلى مناطق جديدة".