متى يقضي ريال مدريد على أسطورة كريستيانو رونالدو؟

متى يقضي ريال مدريد على أسطورة كريستيانو رونالدو؟

24 سبتمبر 2015
ربما لم يتبق لكريستيانو سوى أن يستمر في التهديف(Getty)
+ الخط -
لسوء حظ كريستانو رونالدو.. يتزامن نضجه الشخصي والمهني مع فقدانه مكانته في نادي ريال مدريد. في الثلاثين من عمره يكشف كريستيانو رونالدو في أدائه داخل الملعب وفي تصريحاته وتصرفاته خارجه عن لاعبٍ ناضجٍ، يعي أنه دخل في السنوات الأخيرة لمسيرته الرياضية، وأن قدرته الجسدية لم تعد كالسابق، حيث أن إصاباته في الموسمين السابقين كانت بسبب الإفراط في إجهاد عضلات جسده بما لا يتناسب مع عمره. كما توقف، أيضاً، عن
إطلاق التَّصريحات المستفزة، خصوصاً عندما قال إنهم يكرهونه لأنه وسيمٌ وشهيرٌ وغنيٌ.


في 2012 خرج كريستيانو رونالدو ليدلي بتصريحاتٍ تكثف الغموض بدلاً من إلقاء الضوء على مشاكله مع ناديه. قال إنه حزينٌ وإن إدارة النَّادي تعرف السبب. وبعد يومين من هذه التصريحات أحرز رونالدو هدفين لم يحتفل بهما كالعادة. فقد كان حزينًا. بعد ذلك تكشَّف أن حزنه يتعلَّق بتعثر المفاوضات مع ريال مدريد لزيادة راتبه. اللافت للنظر أنه تعامل باحترافية مع الوضع، لم يدَّخر جهداً، ولم يتكاسل (كما فعل غريمه ميسي في برشلونة أكثر من مرة). وبالطبع تمت زيادة راتبه بعد أيامٍ قليلة.

اليوم، بعد ستة أعوامٍ من انضمامه إلى ريال مدريد، يصعب تخيل أن يتكرر هذا الموقف مرةً أخرى. صراعه لم يعد مع ميسي فقط، وإنما لكي تُقر إدارة ناديه علناً بما يعرفه هو، وما يعرفه زملاؤه وما تعرفه الجماهير: أن كريستيانو رونالدو هو اللاعب الأهم في ريال مدريد. 
رونالدو هو الذي يصنع الفارق الفني، ويسجل مُعظم أهداف الفريق منذ انضمامه عام 2009.

لكنه لم يعد اللاعب الأهم في الفريق من وجهة نظر إدارة النادي، خصوصاً رئيسه، فلورنتينو بيريث، الذي نصَّب نفسه مديراً للنشاط الرِّياضي في النادي، وألقت بثقلها وراهنت، منذ الموسم الماضي، على لاعب آخر هو الويلزي جاريث بيل. لم يعد بيل اللاعب الذي لا يمكن المساس به فقط، والذي خرج رئيس ريال مدريد للدفاع عنه في أكثر من مناسبةٍ، وإنما أصبح لزاماً على المدير الفني للفريق أن يبني خطة الفريق بناءً على وجود بيل الإجباري في الملعب، وأيضاً وفقًا للمركز الذي يريد اللعب فيه.

ولم يعد سراً أن رونالدو رفض طلب اللعب رأس حربة، كي يشغل جاريث بيل مكانه كجناح أيسر. وفي الموسم الحالي يلعب بيل صانعَ ألعاب أو مهاجماً متأخراً خلف رأس الحربة. بينما ما زال رونالدو يلعب في مركزه.

خلال هذا الصيف، رفض كريستانو رونالدو الانتقال إلى أندية مثل باريس سان جيرمان أو العودة إلى ناديه السابق مانشستر يونايتد، على الرغم من محاولة باريس سان جيرمان الحصول على توقيعه، حتى اليوم الأخير من الانتقالات. ربما كانت تلك هي الفرصة الأخيرة لرونالدو ليحصل على راتب أكبر وعلى معاملةٍ تليق بأحد أفضل لاعبين اثنين في العالم.

لكنه لم يرحل لسببين. الأول رغبته في إحراز المزيد من الألقاب، خصوصاً لقب أبطال الدوري الأوروبي، وفرص منافسة ريال مدريد على هذا اللقب أكثر بكثير من باريس سان جيرمان أو مانشستر يونايتد حالياً.

السبب الثاني هو رفض نادي ريال مدريد على الرغم من المُقابل المادي الذي وصل إلى 130 مليون يورو. بعد الخروج المُهين لحارس المرمى، إيكر كاسياس، لم تكن جماهير ريال مدريد ستتقبل بيع لاعبين آخرين كبار.

ربما لم يتبق لكريستيانو سوى أن يستمر في إحراز الأهداف، وتحطيم الأرقام القياسية، لكن ما أن يتألق جاريث بيل ويلعب بالمستوى الذي يؤدي به مع منتخب ويلز حالياً أو مع ناديه السابق توتنهام، فسوف يصبح القضاء على أسطورة كريستيانو رونالدو أمراً مؤكداً. وهذه المرة بأيدي المُقربين وليس المنافسين.

(مصر)

المساهمون