متطرفون يعتدون على دير سيدة فلسطين ويدنسون الأقصى

متطرفون يعتدون على دير سيدة فلسطين ويدنسون الأقصى

01 ابريل 2014
اقتحام الأقصى سبقته استفزازات (أحمد غرابلي، فرانس برس،Getty)
+ الخط -

اعتدى متطرفون يهود من التنظيم الإرهابي المعروف بـ"تدفيع الثمن"، فجر اليوم الثلاثاء، على دير سيدة فلسطين (دير رافات) التابع لبطريركية اللاتين غرب القدس المحتلة. وخطّوا شعارات عنصرية مسيئة للسيدة العذراء. كما أعطبوا إطارات ثلاث سيارات وشاحنة مملوكة للدير، قبل أن يفروا من المكان، فيما اقتحم أكثر من مئتي متطرف يهودي باحات الأقصى قبل ظهر الثلاثاء.

وروى قاطنون في دير رافات أن ثلاثة من المتطرفين المقنعين اقتحموا ساحة الدير عند الساعة الواحدة فجراً، وشرعوا في تنفيذ اعتدائهم. ولدى اكتشاف أمرهم، فرّوا من المكان، إذ كانت سيارة خصوصية في انتظارهم.

وعبّرت بطريركية اللاتين، ممثلة بالبطريرك ابراهيم طوال، عن غضبها واستيائها الشديدين من هذا الاعتداء، وسلسلة اعتداءات أخرى على أملاك الكنيسة، اقترفها متطرفون يهود من دون أن تتم مساءلتهم أو محاسبتهم. وزار البطريرك طوال، الدير للتضامن مع رجال الدين ورعايا اللاتين القائمين فيه.

ووصف الأمين العام لبطريركية اللاتين، الأب جورج أيوب، الاعتداء بـ"المشين"، داعياً إلى محاسبة مقترفيه وتقديمهم للعدالة. وقال "المعتدون يفتقدون إلى الأخلاق وتنقصهم التربية، وعلى سلطات الاحتلال ملاحقتهم ومحاسبتهم".

من جهته، اعتبر الأمين العام للتجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، ديمتري دلياني، أن اعتداء اليوم يأتي ضمن سلسلة اعتداءات كانت استهدفت منذ العام 2011 الكنائس والأديرة، وحتى رجال الدين المسيحيين من مختلف الطوائف. ومن بين الاعتداءات، ما تعرضت له كنيسة مار يوحنا المعمدان على ضفاف نهر الأردن. وهي من الكنائس التي تحتل مكانة خاصة لدى المسيحيين. وكذلك سلسلة الاعتداءات على كنيسة المصلبة والرهبان فيها، والكنيسة الرومانية في القدس الغربية، وكنيسة شارع الأنبياء، وكنيسة جبل صهيون.

وحمل دلياني، في بيان، حكومة الاحتلال مسؤولية الاعتداءات المتكررة. وأوضح أن "عصابات الإرهاب اليهودي، التي يحمل بعضها اسم "تدفيع الثمن" تتشكل وتنمو آيديولوجياً وتنظيمياً في المدارس الدينية في المستوطنات الاستعمارية في الضفة الغربية المحتلة".

واعتبر أن "هذه البؤر الإرهابية تتلقى دعماً مادياً مباشراً من حكومة الاحتلال، وبذلك توفر دولة الاحتلال غطاءً مادياً لبؤر الإرهاب هذه".

وأشار إلى أن "وزراء وأعضاء في الكنيست يوفرون غطاء سياسياً لعصابات الإرهاب اليهودي، من خلال تصريحاتهم العنصرية وتحريضهم المستمر ضد كل من هو غير يهودي". يضاف إلى ذلك، القوانين التي تعزز روح العنصرية وقوانين حماية عصابات الإرهاب اليهودي، التي كان آخرها رفض اعتبارها حركات إرهابية أصلاً.

أما عن الجانب الأمني، فأشار دلياني أن حكومة الاحتلال عبر أجهزتها الأمنية متواطئة بشكل واضح مع هذه العصابات بدليل قلّة عدد الاعتقالات.

وتزامن اعتداء اليوم مع اقتحام أكثر من مئتي متطرف يهودي باحات المسجد الأقصى، ومحاولتهم إقامة طقوس تلمودية في ساحاته.

ويعدّ اقتحام الأقصى، اليوم الثلاثاء، واحداً من أكبر الاقتحامات التي ينفذها متطرفون يهود تلبية لنداء وجهه عدد من الحاخامات أول من أمس، وبعد مسيرات استفزازية صاخبة، نظمها هؤلاء الليلة الماضية، انطلاقاً من ساحة البراق، تخللها الاعتداء على مواطنين فلسطينيين وممتلكاتهم، وإقامة حلقات رقص على بوابات الأقصى.

ودان المدير العام لأوقاف القدس، الشيخ عزام الخطيب الاقتحام. وطالب شرطة الاحتلال بمنع تكراره، محملاً الحكومة الإسرائيلية تبعاته.