مبادرات تطوعيّة لتنظيف مستشفيات غزّة

مبادرات تطوعيّة لتنظيف مستشفيات غزّة

13 ديسمبر 2014
فئات مختلفة اشتركت في المباردة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
دفع الإضراب الكامل لشركات النظافة عن العمل في مستشفيات قطاع غزة، وانتشار صور تراكم أكوام القمامة في ممراتها وعلى أبوابها، بالشاب عبد الله عامر (24 عاماً)، إلى تنظيم مبادرة تطوعية لتنظيف قسم الكلى الصناعية بمجمع الشفاء الطبي، وسط مدينة غزة.

وتنفذ شركات النظافة العاملة في مستشفيات ومرافق وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، منذ عشرة أيام، إضراباً مفتوحاً عن العمل، نتيجة عدم صرف حكومة التوافق الوطني لرواتب موظفيها منذ أكثر من ستة أشهر، الأمر الذي ينذر بكارثة طبية غير مسبوقة، تطال كافة مناحي القطاع الصحي المتردية أصلاً.

ويذكر عامر، لـ"العربي الجديد"، أنّ انعكاسات أزمة إضراب عمال النظافة، تطال جميع أفراد المجتمع، فكل شخص مُعرّض بأي وقت لزيارة المستشفى والمكوث فيها، لذا كان لزاماً على كافة أفراد المجتمع المشاركة في الحملات التطوعية التي نشطت بشكل فعال وملفت للأنظار، منذ الأيام الأولى للأزمة.

ويبيّن الشاب عامر، الذي اعتاد تنظيم الحملات المجتمعية التطوعية، أن هذه الحملة مختلفة تماماً عن كافة الحملات السابقة، فالمرضى كانوا ينتظروننا بشغف من أجل إزالة أيّ خطر صحي يهدّد حياتهم أو قد يضاعف من جراحهم، والحملات التطوعية ذاتها ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في الحدّ من التداعيات الخطرة للأزمة.

مشاركة جماعيّة
ولم تقتصر الفئات المشاركة في حملات التنظيف على التجمعات الشبابية، بل اشتملت على الطواقم الطبية العاملة في المستشفيات ورجال الشرطة والأمن الوطني ومجالس العائلات الفلسطينية، وكذلك طلبة المدارس والصحافيين.

ويقول المصور الصحافي، ضياء الآغا، الذي شارك في حملة نظمها صحافيو مدينة خانيونس، جنوب القطاع، لتنظيف مستشفى ناصر الطبي غربي المدنية، إنهم انطلقوا نحو تنفيذ الحملة من تلقاء أنفسهم وكواجب ديني ووطني، في مساعدة أبناء شعبنا، وما يخفف من معاناتهم ويزيد في الوقت ذاته من التلاحم الداخلي.

ويشير الآغا، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ الأوضاع في المستشفى مأساوية جداً، وتعكس حجم المشكلة وأبعادها الصحية الخطرة. فبقايا المحاليل الطبية والعمليات الجراحية تجدها على الأرض، وأزقة المستشفى تكدّست بالنفايات الطبية، دون أي معالجة، داعياً الجميع للوقوف إلى جانب العامل الفلسطيني وتحقيق مطالبه.

يذكر أن شركات النظافة الخاصة، التي تتولى مهام تنظيف مستشفيات القطاع، والبالغ عددها تسع شركات، نفذت خلال الأشهر الماضية سلسلةً من الإضرابات الجزئية والاعتصامات، حذرت فيها من توقف خدماتها بشكل كامل، ما لم يتم صرف مستحقات موظفيها، البالغ عددهم نحو 750 عاملاً، وتوفير نفقات مالية لشراء مستلزمات النظافة.

في السياق ذاته، يشيد الناطق باسم وزارة الصحة بغزة، الطبيب أشرف القدرة، بالمبادرات المجتمعية التي هبّت لتنظيف المستشفيات، غير أنه أشار إلى أن هذه المبادرات لا تفي بمهام التنظيف بشكل كامل، فبعض الأقسام بحاجةٍ إلى عنايةٍ فائقةٍ وتنظيف دوري متقن، كأقسام العناية المركزة وغرف العمليات والمختبرات، وأقسام الولادة وأقسام غسيل الكلى.

وأضاف القدرة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ أكوام الركام الموجودة في المستشفيات، تشكل بيئة خصبة لانتشار الميكروبات الدقيقة والفيروسات، الأمر الذي يشكل خطورة على صعيد انتشار الأمراض المعدية وانتقالها من الشخص المريض إلى السليم، مشيراً إلى أن وزارة الصحة أعلنت حالة الطوارئ في كافة المراكز الصحية التابعة لها.

وأوضح القدرة أنّ انعكاسات إضراب عمال شركات النظافة دخلت مرحلة الخطر الحقيقي، ما يهدد بانهيار كامل للمنظومة الصحية وانتشار الأوبئة بين المرضى وزيادة عدد الأقسام المغلقة، والاستمرار في تأجيل العمليات الجراحية للمواطنين، مبيّناً أنه حتى الآن لا بوادر قريبة على حلّ الأزمة.

يشار إلى أن المؤسسات الصحية في قطاع غزة، تعاني من سلسلة كبيرة من الأزمات، كانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، وشحّ الوقود الخاص بعمل المولّدات الكهربائية، وعدم تلقي العاملين في وزارة الصحة التابعين لحكومة غزة السابقة رواتبهم، وكذلك إضراب شركات التغذية احتجاجاً على عدم صرف مستحقاتها المالية.











دلالات