ما بعد كارولينا: الإسلام الأميركي وفوبيا "العدو الداخلي"

ما بعد كارولينا: الإسلام الأميركي وفوبيا "العدو الداخلي"

13 فبراير 2015
شموع في جامعة كارولينا حزنا على الضحايا"Getty)
+ الخط -
"الكثير من مراكز الأبحاث الأميركية وضعت الإسلام، والإسلام السياسي على وجه الخصوص تحت المجهر، وخصوصا بعد
أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وهناك اليوم سيل من الكتب التي تعرضت للإسلام والإسلام الجهادي على وجه الخصوص.
لكن على وجه التدقيق، كما يشير إلى ذلك عدد من الباحثين، فإن الأحداث المتوالية، جعلت الأميركيين ينتبهون إلى الأقليات المسلمة، التي تتوسع يوما عن يوم، ولم تعد تلك الأقليات المقصية الفقيرة التي تعيش على الهامش، بل أن الآلة الاستقطابية في مجتمع استهلاكي طاحن، بدأت تؤتي أكلها، حتى أن الإدارة الأميركية بدأت تتخوف من أن يجري استقطاب خفي وسري للجنود في الجيش الأميركي، وهذا يشكل حاليا مصدر قلق لدى الماكينة العسكرية الأميركية.
يكتب الباحث إيفان جابلونكا في دراسة له منشورة في مجلة "حياة الأفكار" في 2007، دراسة بعنوان "أن تكون مسلما في أميركا"، وفي هذه الدراسة يبين كيف أنه بعد أحداث 11 سبتمبر جرى الانتباه أميركيا إلى ما أطلق على تسميته بـ "العدو الداخلي"، وهذا العدو ليس إلا الإسلام، او بالدرجة المسلمين الذين يعيشون في كنف أميركا.
وهذا ما دفع الداعية جيري فالويل إلى القول على قناة سي بي سي إن الإسلام دين عنف، وحتى إن باحثا مثل دانيال باييس ألف كتابا اطلق عليه اسما ترويجيا "الإسلام الجهادي يصل إلى أميركا".
وكتب بنزعة تحريضية "إن عدد المسلمين في هذا البلد ليس مثل أي جماعة أخرى، لأنه يتضمن نسبة كبيرة من الناس - من وكلاء أسامة بن لادن - الذين يشاركون الخاطفين كراهية أميركا ورغبة إلى تحويلها في نهاية المطاف إلى دولة تخضع لقيود الإسلام المتطرف".
وهذا ليس كلاما ملقى على عواهنه، بل يحمل في طياته نظرة خاصة إلى المسلمين، جرت صناعتها بغير قليل من التخويف المبالغ فيه، حتى وصل الامر ببعض الباحثين، إلى الحديث عن "الانتحاري المفترض"، الذي ليس له من حلم إلا تحويل أميركا إلى دولة إسلامية.
وكتب أحدهم محذرا "يجب على الإسلاميين فهم أن الدستور هو الذي يحكم الولايات المتحدة، وليس الشريعة".
لكن احد الباحثين وهو جنييف عبدو سيكتب ساخرا من هذه الفوبيا "إنهم يريدون لنا أن نصدق أنه يمكن التمييز في لمحة واحدة بين المسلم المتشدد والمسلم المسالم الذي يعيش في المنزل المجاور".

المساهمون