ماهية الكتابة

ماهية الكتابة

09 نوفمبر 2017
+ الخط -
الكتابة بما هي الجانب العملي للتفكير، فإن تجسيدها الفعلي يقتضي حضور عدة مراحل تعبّر عن دلالات التناغم والترابط والتكامل، والتي تفترض بدورها تفاعلا فيما بينها، ليتجلى لنا بذلك الطابع الإبداعي للكتابة.
وضمن هذا المنطلق، فإن التحليل، النقد وتقديم الحلول المناسبة والبديلة تعد الركائز الرئيسية، بل والجوهرية التي من شأنها أن تجسد مفهوم فن الكتابة. فتكون بذلك مرتبطة أشد الارتباط بمعاني الموضوعية، العقلنة، المنطق، المعقول والنجاعة. إنها وبكل اختصار تجابه كل تمظهرات الاعتباطية والذاتية.
وعليه، من الضروري، دراسة هذه المراحل، بغية فك شيفرات مفهوم "ماهية الكتابة"، حيث يشكل التحليل المرحلة الأولى، حيث تقتضي هذه الأخيرة فهما معقولا، شاملا وشافيا للموضوع المراد الخوض فيه، الأمر الذي يجعل من توالد الأفكار أمرا عاديا وبديهيا، منصهرا في معاني الانسجام والترابط. إذ يتطلب التحليل إلماما معرفيا بغية دراسة جميع جوانب وتفاصيل القضية، موضوع الكتابة.
وبانتهاء هذه المرحلة آنفة الذكر، تبدأ حينئذ مرحلة النقد، والتي لا تقل أهمية عن الأولى. إذ يساهم النقد في توطيد الأفكار، تحديد وجاهتها وتدعيم حججها. فيؤسس بذلك لخطاب متوازن وموضوعي، يحمل معاني العقلنة والمنطق، بما هما من مقومات الفكر الفلسفي الخصب.
وتجدر الإشارة، أخيرا، إلى أنّ المرحلة الثالثة التي تقتضها الكتابة تتمثل في مرحلة تقديم الحلول المناسبة والبديلة، إذ تساهم هذه المرحلة المهمة في إضفاء الطابع الإبداعي والخلاق للكتابة، فهي تعبّر عن لحظة تجسيد لموقف الذات المفكرة، تلك الذات التي تتوق للمشاركة في بناء صرح الإنسانية، حتى يتسنّى لها تحقيق هدفها المنشود، ألا وهو لحظة تجسيد خصوصية فكرها، آرائها ومواقفها. فلكأنها لحظة البحث عن جوهر الذات المفكرة.
وعليه، يتبلور لنا مفهوم "ماهية الكتابة"، بما هو ذلك النسيج الفكري المتكامل القائم على جملة من المراحل التحليلية، النقدية والاستنتاجية أو الإضافية.
74AB1921-BCE8-4301-ABE1-D55D6503A198
74AB1921-BCE8-4301-ABE1-D55D6503A198
إسماعيل الهدار (تونس)
إسماعيل الهدار (تونس)