ماكيدو لـ"العربي الجديد": الدوحة محطة ممتازة...شهدت ولادة حركة إصلاحية

ماكيدو لـ"العربي الجديد": الدوحة محطة ممتازة... شهدت ولادة حركة إصلاحية استثنائية

باسم رواس

avata
باسم رواس
28 يناير 2020
+ الخط -
"الثورة الهادئة". كلمتان تختصران دور التحالف العالمي للنزاهة في الرياضة، بحسب البرتغالي إيمانويل ماكيدو، الرئيس التنفيذي للتحالف.

وأقرّ ماكيدو في حوارٍ مع "العربي الجديد" بأن المشاكل العالمية تحتاج إلى حلول عالمية، وأن الطريق الذي يسلكه التحالف الذي يقوده تحت مسمى "SIGA" شاق وطويل، لكنه أكد في نفس الوقت أن وجود "SIGA" يعبّر عن إرادة حقيقية لإحداث التغيير المؤثر.

بداية دعنا نتحدث عن دور "سيغا"؟

"سيغا" أو "SIGA"، هي اختصار "التحالف العالمي للنزاهة في الرياضة"، وهم أصحاب المصلحة العالمية المتعددة، نحن نمثل القيادة في النزاهة الرياضية في الهيكل الرياضي، ونعمل معاً على استقطاب أصحاب المصلحة من الحكومات والمنظمات الرياضية والمؤسسات العالمية والمجتمع المدني.

نتشارك هموماً مشتركة عن الأهداف والوحدة، وتعبئة الجهود لتحسين الحوكمة في الرياضة وترجمة عملياتها في النزاهة المالية والجسم الرياضي عموماً، ونسلط الضوء بالتأكيد على دور الشباب وتطورهم.

ماذا أضاف تحالف "سيغا" للحركة الرياضية في العالم؟

لا شك في أننا اعتمدنا في البداية نهجاً جديداً في مقاربة المشاكل في الرياضة، قبل "سيغا" كانت هناك حالة كبيرة من الإنكار. المنظمات المختصة في الرياضة كانت تميل إلى إنكار الحقائق والواقع.

في هذا السياق، أعتقد أن الواقعية كانت وراء كشف الفضائح التي ضربت "فيفا" عام 2015، هذا لم يكن شيئًا غير متوقع، الإشارات كانت في كلّ مكان، والدخان تصاعد من كلّ مكان أيضًا، وبطبيعة الحال كانت هناك نار، والتحقيقات توصلت في النهاية إلى وجود أسباب أدّت إلى التدخل لتطبيق القانون.

هل يكون الحل فقط في تطبيق القوانين؟

نحن نؤمن أن مستقبل الرياضة لا يعتمد فقط على تطبيق القوانين بل يعوّل أيضاً على المنظمات الرياضية بنفسها، يجب عليها (المنظمات الرياضية) أن تتوقع المشاكل حتى تتجنب التعامل مع العواقب، لكن بالنسبة للمشاكل العالمية يجب أن تكون هناك حلول عالمية واستراتيجية عالمية، وهذا ما أضافته "سيغا" إلى حلبة الرياضة، عبر رؤية واضحة مبنية على إصلاحات قوية، وذلك بأن نضع الحلول عوضًا عن التركيز على المشاكل. نحن نؤمن بأهدافنا، وبأنّ كلّ منظمة رياضية بإمكانها "تحسين" حوكمتها ونزاهتها وشفافيتها، وبإمكانها أن تخدم ليس فقط المجتمع الرياضي لكن المجتمع عموماً.

نحن سعداء للغاية لأننا ومنذ إضفاء الطابع الرسمي على "سيغا" في يناير/ كانون الثاني 2017، عملنا مع الأعضاء بلا هوادة لرسم وتطبيق مجموعة من المعايير العالمية في أربع مناطق في العالم، وتراوح عملنا بين الحوكمة والنزاهة المالية.

لقد وقّعتم قبل فترة اتفاقية تعاون مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ماذا عن العلاقة مع الاتحاد الدولي "فيفا" وكذلك اللجنة الأولمبية الدولية؟

الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" هو الجسم الراعي لكرة القدم في العالم. وهي الرياضة الكبرى على سطح الكوكب. اللجنة الأولمبية الدولية أيضاً لديها مسؤولية كبيرة في الحركة الأولمبية، وأعتقد أن لديها دوراً قيادياً، وبالتأكيد "سيغا" هي جهة منفتحة للتعاون مع المنظمتين بطريقة فعالة ومؤثرة.

نحن في عملنا، لا نستخدم أي دوافع سياسية، ولا نستخدم مستحضرات تجميل في تقييمنا، نحن نخدم فقط النزاهة في الرياضة، وهذا ما تطلبه الجماهير وهذا أيضاً ما يستحقه الرعاة وما يتمناه كلّ محبي الرياضة. نحن على استعداد للعمل مع أي منظمة رياضية مثل "فيفا" واللجنة الأولمبية، كما نعمل حالياً مع الاتحاد الأوروبي في إطار رسمي في الإصلاحات العالمية ونقدم المساهمات المطلوبة.

أنت موجود في الدوحة حالياً، ما هي أطر التعاون مع الحركة الرياضية في قطر، خصوصاً أن ثمة تعاوناً مع قطريين في مجلس إدارة "سيغا"، مثل محمد الحنزاب رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي؟

أعتقد أن الموضوع يتجاوز الكلام. الحقائق تتحدث عن نفسها في العاصمة القطرية الدوحة، فهذه البلاد باتت محطة ممتازة، وهي مركز ولادة لحركة إصلاحية استثنائية. ترى قطر في كلّ مكان والمنشآت وفي وسائل الإعلام وأيضاً في الرياضة.

هي طريقة جديدة في التفكير وفقًا لمعايير عالية وبوضوح، وتستند إلى قيادة قوية. لا شك في أن الأسماء المذكورة لعبت دورًا في تكوين "سيغا"، مثل صديقي محمد الحنزاب الذي كانت لديه رؤية ومجهود قوي، وأيضاً لفريق المركز الدولي للأمن الرياضي في دعم "سيغا" منذ البداية.

يجب القول أيضاً إن هناك تعاوناً مع عددٍ من المنظمات في هذه الدولة مثل الخطوط القطرية، واللجنة الأولمبية القطرية، ومؤسسة دوري نجوم قطر، التي أنجزنا معها اتفاقاً وتشابكنا معها كأعضاء، نعمل ونتوقع منها الكثير.

لدينا اهتمامات وأولويات مشتركة، ونحن على استعداد للعمل معاً لتحسين المنظمات الرياضية في قطر وتحسين التجارب المزودة بالأمثلة.

ما الذي لمسته في قطر تحديداً؟

لقد لمست في هذا البلد أن كلّ شخص، من أعلى الهرم إلى المركز الأكثر تواضعاً فيه، وأيضاً كلّ منظمة، جميعهم أظهروا اهتمامًا واستعدادًا لملامسة التغيير وأن يكون هناك دور وعامل محفز للتغيير يريدون رؤيته في الرياضة، وهذا مهم جداً وبنّاء ومشجع لنا في "سيغا"، لأن مهمتنا ليست سهلة، بل مهمتنا عالمية. وهناك العديد من العقبات بوجهنا، لكن في هذا البلد، وإلى جانب الاستعداد الجيد، هناك سخاء والتزام متوازٍ مع القيام بالفعل، لهذا أغتنم المناسبة لأحيي هذا البلد ابتداءً من أمير الدولة الذي كان حاسماً في موضوع قيادة الإصلاحات، إلى كلّ القياديين في الحركة الرياضية الذين قدموا مساهمة كبيرة، ومعهم نطمح، ليس فقط إلى مستقبل أفضل لـ"سيغا"، بل أيضاً إلى مستقبل رياضي مع معايير عالية من النزاهة.


من أين تستمدون قوتكم؟

قوتنا هي قوة المؤمنين بنا، لقد حان وقت الاستعداد الجاد لإحداث تغيير مؤثر، وأن نتحوّل إلى القيام بالفعل وأن نحول الإلهام إلى نتائج.

لم نذهب بعيداً في السابق على الإطلاق في هذا الموضوع، كنا نُترك مع شعارات من دون أي معنى ومتابعة، نحن نريد الإصلاحات ونريدها الآن. هذا ما تنتظره الجماهير والرياضة أيضاً، هذا التزامنا، ومن خلال هذه التعبئة الكاملة نحن نقدم صوتاً مسموعاً في القيادة، لكن ليس فقط القيادة بل الالتزام بالفعل.

لدينا مجموعة معايير نعتبرها الأفضل ويجرى تنفيذها من قبل العديد من المنظمات الرياضية، نحن نخلق نظام تصنيف مستقل، وهذا سيؤدي إلى تشجيع المنظمات الرياضية لأن تُصنّف في المقدمة وتحسّن الطريقة التي تحكم بها وتدير عملياتها، وهذا محرك التغيير الحقيقي ومؤشر للتشجيع وإقرار بالاستفادة من سمعة ومصداقية الرياضة.

ما هي الآليات التنفيذية لتطبيق مشروع "سيغا"؟

نحن لسنا وكالة لتنفيذ القانون، ولسنا جهة رياضية رسمية أو منظمة تجارية عالمية، بل نحن كلّ ذلك، لأن منظمتنا لديها القوة، لدينا الحكومات ولدينا القوة والمسؤولية لتحديث المعالجة، ولدينا تعاون مع العديد من مطبّقي القوانين في العالم أجمع كالولايات المتحدة الأميركية والبرتغال وإيطاليا.

نحن أيضاً نُقدم التدريب والتعليم لتطبيق القوانين، لأن عليهم أن يكونوا متطابقين مع الحداثة بكيفية إدارة الرياضة، وكيف أن المنظمات الإجرامية تمضي قدماً من خلال الحوكمة الضعيفة، ولدينا أيضاً تعاون مع المجتمع المدني ومع الجامعات، مثل جامعة قطر وجورج واشنطن وهارفرد، لخلق المعرفة والدعم العلمي للعديد من الإصلاحات التي ننفذها.
باختصار ما نقوم به هو خليط لتحسين التشريع على مستوى عالمي لكي تكون لدينا تشريعات محدثة تجرّم الفساد. الفساد في الرياضة في معظم الدول لا يعتبر إجراماً وهذا خطأ.

ما هو دوركم في مكافحة العنصرية؟

نحن ندين بوضوح العنصرية وأي شكل من أشكال التمييز في الجنس تقع الرياضة ضحيته. هناك عنصرية وُلدت في المجتمع، ويجب علينا التأكيد على عدم دخولها إلى الرياضة، وهو معيار مهم في إطار من الحوكمة الجيدة. لدينا معايير خاصة بموضوع التمييز في الرياضة لمنعه، لا مكان للعنصرية، سواء ناحية الجنس أو على أي أشكال أخرى.

نحن صوت صارخ ضد ذلك، وسنستمرّ كذلك في الترويج للرياضة على أنّها مكانٌ للمساواة والفرص للناس بجميع الأعمار ومن كلّ الدول والمناطق. ليس مقبولاً في 2020 أن تكون هناك حالات عنصرية في الأندية والملاعب والمنظمات الرياضية، وليس مقبولاً أيضاً أن تتعرض المرأة للتمييز العنصري، ويجب أن نخلق إطاراً للعمل والتأكيد أن الرياضة تسير على معايير معينة، وأنها مرآة للقيم التي نريد أن نراها في 2020.

ومن دواعي السرور أن تكون متوفرة في قطر، لا سيما لجنة رياضة المرأة في اللجنة الأولمبية القطرية والعديد من الهيئات التي تتميز بالحضور والاحترام.


ذات صلة

الصورة
سورلينغ

رياضة

حلت السويدية بيترا سورلينغ، رئيسة الاتحاد الدولي لكرة الطاولة، ضيفة على "العربي الجديد"، للحديث عن النسخة المقبلة لبطولة العالم، التي من المقرر أن تقام بالدوحة.

الصورة
المنتدى السنوي لفلسطين- اليوم الثالث (العربي الجديد)

سياسة

أكد باحثون، اليوم الاثنين، أهمية "المنتدى السنوي لفلسطين" باعتباره "رافعة مهمّة للبحث العلمي حول فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها.
الصورة
كأس آسيا شهدت نجاحاً كبيراً (العربي الجديد/Getty)

رياضة

وصلت رحلة بطولة كأس آسيا لكرة القدم لنهايتها، وشهدت تتويج منتخب قطر باللقب بعد الفوز في النهائي الذي أقيم على استاد لوسيل أمام المنتخب الأردني بنتيجة 3-1.

الصورة
المغترب الفلسطيني محمد صيام (حسين بيضون)

مجتمع

فاق مجموع من فقدتهم عائلة الفلسطيني محمد صيام خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الـ 50 شهيداً، من بينهم والده ووالدته، وبقية العائلة بين مصابين ونازحين.

المساهمون