ليبيا: عودة الحياة إلى طرابلس بعد توقف الاشتباكات

ليبيا: عودة الحياة إلى طرابلس بعد توقف الاشتباكات

04 سبتمبر 2014
استعاد المواطنون حياتهم الطبيعية (محمود تركيا/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
بدأت الحياة في العاصمة الليبية طرابلس، بالعودة تدريجياً إلى مجراها الطبيعي خلال اليومين الماضيين، مع نزول الليبيين إلى الشوارع، وازدحامها، وفتح المحلات، ومحطات الوقود، وعودة المياه والتيار الكهربائي.

يأتي ذلك عقب معارك دامت قرابة الشهرين بين ائتلاف قوات "فجر ليبيا" المنتشرة في اثنتي عشرة مدينة وقيادتها في مصراتة شرقي العاصمة من جهة، وقوات "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني" من جهة أخرى، والتي كانت تسيطر على مرافق حيوية ومقارّ حكومية، من أهمها مطار طرابلس الدولي، ووزراتا الدفاع والداخلية وجمعية "الدعوة الإسلامية".


وساعد انتشار العمل التطوعي على تحقيق الأمن، والتخفيف من معاناة الناس، بسبب تراجع الخدمات الأساسية، بحيث انتشرت في مختلف أحياء طرابلس لجان محلية تساعد على حفظ الأمن وتأمين النظافة.

ونزح، مع انطلاق المعارك العسكرية في الثاني عشر من يونيو/حزيران الماضي، ثلاثون ألف شخص إلى مدن مختلفة في الغرب الليبي، فضلاً عن لجوء آلاف الأسر خارج البلاد، واستقبلت تونس منهم ما يقارب خمسة آلاف أسرة، بحسب إحصائيات لوزارة الشؤون الاجتماعية الليبية.

وطالت الاشتباكات أحياء عدّة في العاصمة، منها منطقة أبو سليم وجنزور وحي الأكواخ وحي الزهور، وشريط المساكن على طول طريق مطار طرابلس الدولي، حيث تمترس في هذه الأحياء قنّاصون تابعون لميليشيات "القعقاع"، مما جعلها مسرحاً للعمليات العسكرية، وسقطت قذائف على المساكن والمرافق الحكومية، فنتج عنها تهدّم جزئي في بعضها وكلي في بعضها الآخر.

في هذه الأثناء، توقّع مسؤولو "الشركة العامة للكهرباء" الليبية، عودة التيار الكهربائي بشكل منتظم وإصلاح الخطوط الرئيسية، التي تضرّرت من جراء الاقتتال، خلال أسبوعين من تاريخ وقف الاشتباكات.

بدورها، أصدرت لجنة "الأزمة" في المجلس المحلي في طرابلس، قراراً بمنح العائلات، التي تهدّمت منازلها بالقصف بدل "إيجار" منزل، وذلك إلى حين حصر الأضرار، التي تعرّضت لها بيوت المواطنين بالتنسيق مع وزارة الإسكان والمجالس المحلية الواقعة تلك البيوت في دائرة اختصاصها، غير أنّ ما يعيق عمل هذه اللجان، بحسب تصريحات مسؤولين بـ"المجلس المحلي" هو عدم اعتماد رئاسة الوزراء لهذه اللجان.

وفي السياق نفسه، توقع مسؤولون في وزارتي التعليم، والتعليم العالي، عودة الدراسة نهاية شهر سبتمبر/أيلول الجاري، في أغلب المدارس والمعاهد والجامعات، عدا تلك التي تضرّرت بسبب سقوط قذائف ثقيلة عليها، ومن المرجح أن يتم توزيع طلاب تلك المدارس المتضررة على مدارس أخرى لحين إجراء صيانة لها.

في غضون ذلك، انتشر مسلحون من قوات "فجر ليبيا" في مختلف أحياء العاصمة طرابلس، وعلى طول الطريق المؤدي إلى مطار "طرابلس الدولي"، وأمام مقار الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية والسفارات الأجنبية، لتأمينها والحفاظ عليها من النهب أو السرقة، التي قد تتعرض لها في حال إهمالها.

وعلى الرغم من عودة الحياة تدريجياً، غير أنّ مراقبين للشأن الليبي يخشون أن تنقطع عملية العودة الطبيعية، بعد تسرب أنباء عن عملية عسكرية مدعومة بغطاء جوي، من المحتمل أن تشنّها عدة ميليشيات منها "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني" من مدينة الزنتان في الجبل الغربي، لمعاودة السيطرة على ما فقدته من مواقع لصالح قوات "فجر ليبيا" في طرابلس.

فيما تسربت أنباء عن إمدادات سلاح تصل من روسيا البيضاء، ودولة الإمارات العربية المتحدة، إلى مطار "غدامس"، جنوبي ليبيا، والذي تسيطر عليه ميليشيات من الزنتان.