ليبيا: أسئلة الحاضر والمستقبل بعد فرار زيدان إلى ألمانيا

ليبيا: أسئلة الحاضر والمستقبل بعد فرار زيدان إلى ألمانيا

12 مارس 2014
حادثة الناقلة تطرح تحديات على مستوى الكيان الوطني
+ الخط -


تأكد نبأ فرار رئيس الوزراء الليبي المعزول، علي زيدان، إلى أوروبا، وتحديداً ألمانيا، بعدما أقاله المؤتمر الوطني العام (البرلمان)، أمس الثلاثاء، لإخفاقه في منع كتائب ليبية من تصدير النفط الليبي بشكل مستقل، في عملية تحدّت وحدة وتماسك الدولة الهش.

وأعلنت مصادر حكومية في مالطا، لوكالة "فرانس برس"، أن رئيس الوزراء الليبي المقال، علي زيدان، فر إلى ألمانيا، وذلك عقب توقفه لتغيير طائرته في مالطا.  
وكان رئيس وزراء مالطا، جوزيف موسكات، قال صباح اليوم الأربعاء، إن زيدان قضى في مالطا ساعتين، في وقت متأخر يوم الثلاثاء، عندما توقفت طائرته للتزوّد بالوقود قبل توجهه إلى "دولة أوروبية أخرى". 
وأوضح موسكات أنه أجرى محادثة قصيرة مع زيدان، الذي عاش سنوات طويلة في ألمانيا، قبل أن تشجع انتفاضة عام 2011 ليبيين مثله يعيشون في المنفى على العودة الى الوطن. ولا تزال ليبيا تحاول التغلب على آثار حكم الرجل الواحد الذي استمر أربعة عقود.

وتهدد المواجهة حول مَن يحق له تصدير النفط الليبي، بتعميق صدوع مناطقية وقبلية خطيرة في ليبيا، حيث تدعم ميليشيات متناحرة، لها معاقل في الشرق والغرب، أجنحة سياسية متنافسة في حكومة ليبيا المؤقتة. ويتعزز هذا الاعتقاد بعدما أعلن رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي، نوري أبو سهمين، الأربعاء، أنه منح الجماعات المسلحة التي تفرض حصاراً على مرافئ النفط مهلة أسبوعين لفك الحصار.

ويخشى الغرب من انزلاق ليبيا، عضو منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، إلى مزيد من الاضطرابات، أو حتى انقسامها، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة للسيطرة على ميليشيات ورجال قبائل مسلحين، ساعدوا على الإطاحة بالزعيم السابق معمر القذافي العام 2011.

وتحرك البرلمان، الثلاثاء، لإقالة رئيس الوزراء، بعدما تحدى متمردون يسيطرون على ثلاثة مرافئ رئيسية شرق ليبيا، أوامر الحكومة وحمّلوا شحنة من النفط على ناقلة ترفع علم كوريا الشمالية في إطار سعيهم للتمتع بحكم ذاتي.

وعلى الرغم من تهديد رئيس الوزراء المعزول باستخدام القوة لمنع الناقلة من مغادرة المياه الاقليمية الليبية، تمكنت الناقلة من الوصول الى المياه الدولية وهو ما هزّ مصداقية زيدان.

وعقب إقالته، أصدر النائب العام، عبد القادر رضوان، أمراً بمنع زيدان من السفر الى الخارج لأنه يواجه تحقيقاً بشأن مخالفات مزعومة منها إساءة استخدام المال العام.

ووافق المؤتمر الوطني العام على أن يصبح وزير الدفاع، عبد الله الثني، رئيس وزراء مؤقتاً، خلفاً لزيدان لمدة أسبوعين، وقد أدى اليمين أمام البرلمان، أمس الثلاثاء. ويعتزم أعضاء البرلمان اختيار رئيس للوزراء للفترة الانتقالية قبل الانتخابات البرلمانية التي تجري في وقت لاحق هذا العام، فيما كان لافتاً اليوم توجيه مجلس الوزراء الليبي برئاسة عبد الله الثني المكلف برئاسة الحكومة، الشكر إلى زيدان.  جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم، الأربعاء، الثني، أوضح فيه أن المجلس أثنى على وطنية علي زيدان وتاريخه النضالي، وجهوده التي بذلها خلال رئاسته للحكومة والسلطة التنفيذية السابقة.

وقال المحلل السياسي الليبي، صلاح البخوش، إن المجتمع السياسي الليبي لا يزال يتعلّم، كونه دخل حديثاً في إطار العمل السياسي. لكنه عبّر عن أمله في حدوث تحسن بعد رحيل زيدان.

ولا تملك ليبيا جيشاً فاعلاً ولا جهازاً فاعلاً للشرطة أو مؤسسات سياسية. والحكومة مهددة بنقص الأموال لأن أنشطة المتمردين عند حقول النفط والمرافئ جففت عوائد النفط الحيوية. وانخفض إنتاج النفط في ليبيا إلى كميات محدودة.

واندلعت اشتباكات، أمس الثلاثاء، بين مسلحين وقوات موالية للحكومة في سرت، وهي مدينة ساحلية في وسط ليبيا تقسم شرق البلاد عن غربها ويوجد فيها معقل لاثنين من أكبر الميليشيات الليبية.

وقال متحدث عسكري، أمس الثلاثاء، إن الزوارق الحربية الليبية طاردت الناقلة على امتداد الساحل الشرقي لليبيا على البحر المتوسط وفتحت النار عليها فأعطبتها. وأضاف أن سفناً تابعة للبحرية الإيطالية تساعد في تحريك الناقلة إلى أحد الموانئ الخاضة لسيطرة الحكومة.

المساهمون