وضعت لواء يازجي اللمسات الفنية الأخيرة على شريطها الوثائقي الأول "مسكون" (113 دقيقة)، بعد أن صوّرت حياة تسعة سوريين ونزوحهم داخل سوريا، أو محاولتهم اللجوء إلى لبنان. الفيلم الذي عمل على متابعة حكاية كلّ من الشخصيات في لحظات مختلفة ركز على تفاصيل العلاقة مع البيت في السكنى أو الرحيل.
يوثق الفيلم الشؤون اليومية لتلك الشخصيات: توضيب الحقائب وتفريغها، غسل الملابس، والتململ من فقدان وعاء القهوة المفضل لديهم، لينقل للمشاهد حالة الاستعداد الدائم للمغادرة التي يعيشها السوريون اليوم.
تقول يازجي لـ"العربي الجديد" عن فيلمها: "العنوان يحتوي معنيين، الأول مشتقٌّ من السَّكن، والآخر مرتبط بعالم الأرواح؛ فنحن مسكونون، البيت مسكون، نحن نسكنه وهو يسكننا".
وتضيف الكاتبة المسرحية والشاعرة، التي تخوض تجربتها الأولى في صناعة الأفلام وأيضاً بعيداً عن بيتها: "الرحيل مقطع عرضي في حياة السوريين، فمنهم من يصرّ على عدم الخروج مهما كان الثمن، ومنهم من هو عالق في الحصار، أو تحت القصف الذي يمنعه من التحرّك. ومنهم من عاد إلى بيته في جولات تفقديّة، ومنهم من يعيش في ظروف بالغة السوء في لبنان، أو في أطلال قرى إدلب بعد أن خسر مسكنه. ومنهم من غادر وهو يعرف أنه لن يعود".
يعكس الفيلم كيف يغدو الفرد أكثر ضعفاً وإنهاكاً تحت وطأة الضغوط الطارئة. أو كما تقول يازجي: "أظن أن ألماً كثيراً يسببه فقدان البيت، لا يتوقف عند ضياع الذكريات والحياة اليومية والتاريخ العائلي، بل يصل إلى ضياع الهوية".
ويذكر أن "مسكون"، وهو إنتاج سوري ألماني، سيشارك في مسابقة "مهرجان مرسيليا السينمائي الدولي" في مرسيليا، الذي سيعقد من الأول إلى السابع من تموز/ يوليو، حيث سيعرض الفيلم للمرة الأولى.