لتفتيح البشرة: "النيلة" الصحراوية

لتفتيح البشرة: "النيلة" الصحراوية

02 أكتوبر 2015
لتفتيح البشرة وحماية الجلد والتعطّر (العربي الجديد)
+ الخط -
استطاعت ملحفة "النيلة"، أن تتحول من رمز لزيّ صحراويّ متوارث عبر الأجيال إلى مادة تتزيّن بها النساء ويعطّرن أجسامهنّ بها، لتضفي عليهنّ غواية وسحراً وتمنحهنّ البياض الطبيعي المنشود. 


فالنيلة، الملحفة المشهورة في المناطق الصحراوية المغربية، تعدّ مادة تتزيّن بها النساء ويستعملها الرجال (أحيانا) في الصحراء، حيث نجدها تكسو وتغطي جل الألبسة النسائية، لا سيما ملاحف الكاز وملاحف الشرق، التي تكون باهظة الثمن، وتلفّ على قصب في شكل شرائط مطلية بمادة النيلة.

النيلة (النيل) Indigo هي مادّة زرقاء داكنة تميل إلى السواد وأصلها نباتي، تستخرج من بعض النباتات والشجيرات التي تنبت بكيفية تلقائية طبيعية في بعض البلدان الإفريقية، منها موريتانيا والنيجر والسنغال والموزنبيق وغانا. بعدها يتمّ دقّها حتّى تصير مسحوقاً جافاً يُمزج ببعض المواد الكيميائية المثبتة. وقد ثبت تاريخياً استغلالها كمادة للمقايضة والتبادل التجاري للحصول على مادّة الملح.

اقرأ أيضاً: صيحات الماكياج للخريف والشتاء

والنيلة من النيل، وهو جنس من نباتات محولة أو معمرة من الفصيلة القرنية، تزرع لاستخدام مادة زرقاء الصباغ من ورقها، وتسمى النيل والنيلج، ومنها اشتقّ اسم "ملحفة النيلة" التي تصلح للزينة ولغايات صحيّة أخرى.


الثابث عند أهل الصحراء أنّها تقي الجلد والبشرة من لفح أشعة الشمس الصحراوية الحارقة. وقد أثبتت التجربة احتفاظ الجلد بمستوى حرارة معتدلة عند ارتداء هذه الملحفة. وهي مشهورة في المناطق الصحراوية المغربية خصوصاً، وبدأت تعرف انتشاراً في مناطق أخرى بعدما بات مؤكّداً دورها في المساعدة على تبييض الجسم بطريقة طبيعية.

إذ يكفي ارتداؤها بلفّها على الجسم ليوم كامل حتّى تتفاعل مع الجسم الذي يصطبغ بالمادة الزرقاء. وبعد الاستحمام يحصل واضعها أو واضعتها على جسم متفتّح وناعم. وإذا نقعنا جزءًا من ثوب النيلة في إناء ماء دافئ مخلوط بالصابون البلدي المغربي وفركنا الجسد، تشهد نساء صحراويات أنهنّ جرّبن هذه الخلطة وبعد استعمالها ثلاث مرّات أصبح لون بشرتهنّ أقل سمرة.

وتقبل العروس الصحراوية على ملحفة النيلة، فترتديها على الجلد مباشرة طوال أسبوع قبل موعد زفافها، وبعد "حمام العروس" تكون النتيجة مرضية لفتاة تنشد جسماً "أبيض لا كدر يشوبه"، وكأنّه تنفيذ لأغنية الفنان صباح فخري حين قال:

"بيضاء لا كدر يشوب صفاءها / كالياسمين نقاوة وعبيراً
وشممت نفحة الزهر الذي / لا زال في الروض البهيج نضيراً".

كما لو أنّه كان يصف بدقّة المرأة الصحراوية وقد قامت ملحفة النيلة بمفعولها السحري على جسدها. 

وتفضّل بعض الصحراويات استخدام ملحفة النيلة على شكل قميص وبنطلون. ولا يصلح أبداً تنظيف ملحفة النيلة بالماء أو مواد التنظيف لأنّها تفقد بذلك كلّ خصائصها وفوائدها، بل يكفي عند إزالتها عن الجسم تعريضها لأشعة الشمس لوقت طويل والاحتفاظ بها بعد ذلك لاستخدامها مرّة أخرى.

اقرأ أيضاً: الماكياج ضرورة

إضافة إلى ذلك، للنيلة رائحة طيبة محبّبة عند الصحراويين تدوم لوقت طويل، ولهذا تنصح النسوة بعدم وضع العطور حين يرتدين أزياء مصطبغة بمادة النيلة، وإلا سيكون ذلك من باب الاستعمال المجاني، لأنّ هذه الملاحف هي أصلاّ مشبعة ببعض أنواع المسك والعطر، المعروف لدى سكّان جنوب الصحراء، مثل تيدكت ولخواظ المدقوق وتارة والعرعار وأم كويرصة. وهي نباتات صحراوية ذات روائح طيبة يتم مزجها، حين تصير مسحوقاً، بالمسك والعطر.

وعن أهمية مادة النيلة في مجال الزينة والتجميل قال الشاعر:
"سولتوني عن النيله / فكرتوني ف اللي فات / نعرف عنها جميلة / وتحفل لعليات". والمعنى: سألتموني عن النيلة، فعدتم بي إلى ذكريات جميلة، وأعرف أنّها جميلة وتزيّن النساء وتمنحهنّ الأناقة المنشودة.

اقرأ أيضاً: اعتنوا ببشرة الجسم وليس الوجه فقط

المساهمون