لاجئون على الحدود البلغارية

لاجئون على الحدود البلغارية

05 ابريل 2015
حياة مريرة أمام السوريين في مخيمات اللجوء(Getty)
+ الخط -
في أواسط مارس/ آذار الماضي تناقلت وسائل الإعلام معلومات عن تعرض مجموعة من طالبي اللجوء إلى الضرب المبرّح من قبل شرطة الحدود البلغارية لتخويفهم، وإجبارهم على العودة ثانية إلى الأراضي التركية، وبحسب شهادة أحدهم، فإن المجموعة كانت مكونة من سبعة عشر إيزيديا، هاربين من فظائع "الدولة الإسلامية"، تعرضوا للضرب، حتى تكسرت عظام بعضهم.
يروي الشاهد، كيف أن المجموعة تفرقت، وتاهت إثر الضرب الوحشي الذي تعرضت له، وكيف اضطر لحمل صديقه، ذي الساق المكسورة مسافة ميلين، ثم تركه بالقرب من قرية تركية، وذهب لطلب المساعدة الطبية، لكنه حين عاد، وجده متجمدا وميتا من الصقيع، بينما تم العثور في الوقت ذاته على شخص آخر من المجموعة، يبلغ من العمر ثلاثين عاما، متجمدا من الصقيع قرب قرية تركية حدودية أخرى، وآخر في حالة حرجة، نُقل لتلقي العلاج في مستشفى الجامعة بمدينة "ستارا زاكورة".
على أثر ذلك أمر مدير "شرطة الحدود البلغارية"، بتعيين فريق لمتابعة ملابسات الحادثة، غير أن النتائج لم يجرِ الكشف عنها بعد. لكن بعض هيئات المجتمع المدني، نظمت وقفة احتجاجية أمام مديرية "حرس الحدود" في صوفيا، ظهر الثالث والعشرين من آذار/مارس، مطالبة الحكومة بقدر أكبر من تحمل مسؤوليتها إزاء اللاجئين.
ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها اللاجئون إلى الضرب والتهديد والإهانة داخل الأراضي البلغارية، أو على حدودها، فقبل عام كانت منظمة "العفو الدولية" قد حذرت من أن إساءة معاملة اللاجئين، أصبحت جزء من ممارسة ممنهجة في بلغاريا.
ومع بدايات العام الجديد نشر عدد من وسائل الإعلام تقريرا جاء فيه: إن اللاجئ السوري رافل عبد الله، المقيم في مخيم هارمنلي جنوب شرق بلغاريا، ذكر أن أحد رجال الأمن أتاهم، وحذّرهم من حليقي الرؤوس العنصريين المعروفين باسم "أتاكا"، لأنهم ينوون الهجوم على المخيم، وعلى أثر التحذير انتشر الرعب بينهم، وقدموا شكوى إلى السلطات الرسمية، وخرجوا في اعتصام سلمي داخل المخيم، مطالبين بتأمين الحماية لهم ولأطفالهم، لاسيما أنهم سمعوا باعتداء عشرين شخصا بالسكاكين، على مجموعة من اللاجئين في صوفيا، أدى لإصابة أحدهم إصابة بليغة، غير أن السلطات لم تتخذ أية ردة فعل، بل على العكس تم تهديدهم من قبل مدير المعسكر بإعادتهم إلى سورية، كما عوقبوا بتخفيض وجبات الطعام إلى نصف الكمية المقررة.

المساهمون