كيري: هناك حدود لدورنا في المفاوضات

كيري: هناك حدود لدورنا في المفاوضات

04 ابريل 2014
تظاهرة دعم لعباس في الضفة (Getty)
+ الخط -
يبدو أن الجهود الأميركية الخاصة بتمديد المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني تتجه إلى مزيد من التعقيد على خلفية افشال إسرائيل صفقة اطلاق أسرى الدفعة الرابعة، بعد فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تشكيل أغلبية حكومية تتيح المصادقة على الصفقة.

وتولى وزير الخارجية الاميركي، جون كيري، اليوم الجمعة، اعادة التأكيد على صعوبة احداث خرق في المفاوضات. وقال كيري، في مؤتمر صحافي في الرباط، إن الولايات المتحدة "تدرس ما إذا كانت ستواصل دورها في محادثات السلام في الشرق الأوسط، بعدما اتخذ الطرفان (الفلسطيني والإسرائيلي) خطوات لا تفيد في المفاوضات".

وحاول كيري توزيع الاتهامات بين السلطة وإسرائيل على الرغم من أن الخطوات الفلسطينية، المتمثلة بالتوقيع على طلبات انتساب إلى عدد من مؤسسات الأمم المتحدة، والتلويح بورقة "المقاومة الشعبية" التي بدأت فعالياتها، اليوم الجمعة، أمام معتقل عوفر في رام الله، أتت بعد افشال إسرائيل لصفقة الأسرى.

وأضاف كيري إنه "وقت العودة للواقع"، مؤكداً أن "هناك حدوداً للوقت الذي يمكن أن تكرسه بلاده لعملية السلام، إذا كان الطرفان غير مستعدين لاتخاذ اجراءات إيجابية".

وجاء حديث كيري بعد اتصال هاتفي أجراه مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ليل الخميس- الجمعة. وفيما لم يفصح أي من الطرفين الفلسطيني والأميركي عن مضمون الاتصال، كان واضحاَ من تطورات الأيام الماضية أن الجهود الأميركية لن تثمر عن أي اتفاق قريب يقضي باطلاق الأسرى وتمديد المفاوضات في ظل التعنت الإسرائيلي مقابل شروط واضحة وضعتها السلطة لتمديد المفاوضات.

وكانت مصادر فلسطينية، أكدت لـ"العربي الجديد"، أمس الخميس، أن الوفد الفلسطيني المفاوض حدد مجموعة من الشروط لاستئناف المفاوضات، بينها رسالة مكتوبة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يعترف فيها بحدود فلسطين على اراضي عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. كما يطالب الفلسطينيون باطلاق سراح 1200 اسير فلسطيني ممن وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، ايهود اولمرت، على إطلاق سراحهم من بينهم القيادي البارز في حركة "فتح" مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات، والأسير فؤاد الشوبكي. ويضاف إلى ذلك تنفيذ اتفاقية المعابر ورفع الحصار عن غزة وعودة مبعدي كنيسة المهد وإيقاف الاستيطان في القدس وفتح مؤسسات القدس التي أغلقتها إسرائيل.


من جهتهم، يريد الفلسطينيون تجنّب أي صدام مع الولايات المتحدة، بحسب ما أفاد كبير المفاوضين، صائب عريقات، اليوم الجمعة. 

وقال عريقات إن "الخطوة الفلسطينية التالية تعتمد على إسرائيل". وأضاف "قمنا بالتوقيع على 15 معاهدة، لكن لا تزال هناك 48 معاهدة وإتفاقية ووكالة لم نوقع عليها بعد، إذا قام الإسرائيليون بالإفراج عن ثلاثين أسيراً، فنحن نلتزم بعدم الإنضمام الى هذه الوكالات والإتفاقيات والمعاهدات، لكن إذا هم لم يفعلوا ذلك فنحن أحرار".

وفي اسرائيل، نأى واحد من أكبر مؤيدي المفاوضات مع الفلسطينيين بنفسه عن عباس. وكتب وزير المالية، يائير لابيد، من حزب "يش عتيد" في صفحته على موقع "فيسبوك"، أن "المفاوضات تستلزم طرفين مهتمين بالتوصل الى اتفاق".

وكتب لابيد، الذي يُعدّ حزبه ثاني أكبر حزب في ائتلاف يمين الوسط، الذي يقوده رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أن "سلوك عباس على مدى الـ24 ساعة الماضية يثير شكوكاً خطيرة حول ما اذا كان حقيقة يهتم بالتوصل الى اتفاق".