كوبلر في ليبيا .. أمل وحذر

كوبلر في ليبيا .. أمل وحذر

02 ديسمبر 2015
+ الخط -
كانت زيارة مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى ليبيا، الألماني مارتن كوبلر، إعادة لبارقة الأمل لدى الشعب الليبي من خلال تحريك ملف المصالحة الذي توقف مدة قاربت على الشهر في ظرف استثنائي وصعب، تمثل في خروج المبعوث الأممي السابق برنالدينو ليون بصورة غير مسبوقة في تاريخ مبعوثي المنظمة الدولية، بعدما كشفت عنه التسريبات عن تواصله مع مسؤولين في دولة الإمارات بشأن التفاوض على وظيفة له أثناء فترة عمله في الأمم المتحدة، في ظاهرة اعتبرها كثيرون تجاوزاً منه في عمله، ما أحرج المنظمة ووضعها في موقع التشكيك والحذر من عملها.

طمأن مجيء المبعوث الأممي الجديد الفرقاء الليبيين إلى أن المجتمع الدولي مازال مهتما بليبيا، ولم يتخلّ عن إصراره على إيجاد حل للأزمة والعمل على الدفع بالأطراف إلى التوصل إلى حكومة توافق وطني، تجمع كل الليبيين، وتحظى بدعم دولي وقبول إقليمي تكون أول أولوياتها بسط سيطرة الدولة وتحقيق الأمن ومحاربة الإرهاب.

وإن كانت زيارة المسؤول الجديد إلى طبرق، ولقائه مع بعض أعضاء البرلمان والمجلس البلدي لم تحظ بالرضى الكامل لتأكيد المبعوث لأعضاء البرلمان أن شرعية البرلمان انتهت في 20 أكتوبر الماضي، وأصبح مثله مثل المؤتمر الوطني، في رسالة مباشرة إلى البرلمان بعدم التمسك بالشرعية، ما يمهد لإطلاق جولات الحوار على قاعدة تساوي بين الطرفين، باعتبارهما فاقدين الشرعية، كما أكد على عدم فتح مسودة برناردينو ليون، بل دعا إلى مواصلة مسيرته، وكأنه يعيد مقولة المستشار الألماني السابق، جيرهارد شرودر، حين استلم المستشارية من سلفه هولمت كول في تسعينات القرن الماضي، فقال في خطابه: إني أتيت لاستكمال ما لم يتم إنجازه، وهذا ما أكده كوبلر في أثناء زيارته طرابلس، ولقائه مع رئيس وعدد من أعضاء المؤتمر الوطني، وكانت الإضافة التي جاء بها إلى طرابلس هي عودة أعضاء المنظمة للعمل من داخل طرابلس، بعد أن كانت تعمل من تونس، وهذا يدلل على أن المنظمة تريد أن تعمل عن كثب من العاصمة، وتريد الاقتراب من عين المكان، لتستقي المعلومات عن قرب، وتصنع قراراتها وفق ما تلمسه وتعايشه في العاصمة.

يشعر المتابع للشارع الليبي بخيبة أمل واسعة تجاه الأمم المتحدة، من خلال الصورة السلبية التي تركها مبعوثها السابق ليون، خصوصاً أن الأمم المتحدة لم تبادر بأي موقف، سواء الاعتذار للشعب الليبي أو إبداء أسفها لتصرفه، أو فتح تحقيق بشأن هذه التسريبات، أو أن تقدم أي مبادرة تؤكد فيها حيادتيها تجاه الصراع الدائر في ليبيا.
8F94EA8A-7C46-4747-89E0-21B15455C976
8F94EA8A-7C46-4747-89E0-21B15455C976
فرج كندى (ليبيا)
فرج كندى (ليبيا)