كواليس مقابلة فضل شاكر وخطاب التوبة على LBCI

كواليس مقابلة فضل شاكر وخطاب التوبة على LBCI

08 مارس 2015
الزميلان إدمون ساسين وشربل فرنسيس خلال المقابلة مع شاكر
+ الخط -
ظهر فضل شاكر. الفنان التائب إلى ربه، تائب مرة أخرى. لكن هذه المرة تائب عن خياراته السياسية والأمنية، أو أقلّه هذا ما يمكن استنتاجه من المقابلة التي أجراها معه الزميل إدمون ساسين، ومعه المصوّر شربل فرنسيس من قناة "المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال LBCI" وبثّت ليلة أمس. المقابلة التي حصلت ضغوط كثيرة لعدم إجرائها من قبل محيط فضل شاكر، لكنها في النهاية صوّرت وعرضت.

ظهر فضل شاكر بالصورة التي نعرفها عنه أو تلك التي لا نزال نذكرها. صورة الفنان الحساس: حلق ذقنه، نبرة صوته هادئة جداً. وفي الصورة التي لا شك أنه اختار كادراتها وزواياها بعناية، نرى العود ونرى صورة حفيده مبتسماً. للحظة يبدو المشهد مريحاً وصافياً.  لكن عندما يبدأ فضل بالكلام تلتبس الأمور: "أنا لم أشارك في معارك عبرا" (المعارك بين مناصري الشيخ السلفي أحمد الأسير وبين الجيش اللبناني في عبرا ــ جنوب لبنان في يونيو/حزيران 2013). ثم يخبرنا للمرة الأولى بشكل واضح أنّه موجود في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.

فاصل موسيقي. اختار إدمون ساسين أغنية "بياع القلوب باعني حبيته اللي خدعني". الأرجح أن الخيار لم يكن اعتباطياً. إذ يدخل بعدها فضل شاكر ليتكلّم عن تدهورعلاقته بالشيخ أحمد الأسير. النبرة الهادئة نفسها. النظرة التي تتوه في أحيان كثيرة خلال المقابلة، ترفض الكشف عن أي شعور. ينفي ببساطة عدم قصده جنود الجيش اللبناني عندما كان يعلن وإلى جانبه مسلحون عن عدد "الفطايس" ــ القتلى الذين قضوا في معركة عبرا. بتلقائية مثيرة للريبة ينفي ما شاهدناه بالصوت والصورة في الفيديو.

فاصل موسيقي آخر. غير اعتباطي الأرجح أيضاً: "أوعى تصدقني إن قتلتك". من بعدها تستمر المقابلة. لتنتهي بأغنية ""ضحكت الدنيا". صوت فضل الجميل هو هو. لكن المقابلة ـ السبق للزميل ساسين، حملت رسائل كثيرة. رسائل إعلامية، يمكن استنتاجها من تطوّر إطلالات فضل الإعلامية، منذ معركة عبرا حتى اليوم.



فالظهور الأول كان مع مجلة "الجرس" الفنية التي أجرت مقابلة هاتفية معه، بدا فيها محتداً... ثم أطل للمرة الثانية مع الزميل ربيع فران في مقابلة مع "العربي الجديد". تحدّث فيها أيضاً كثيراً عن السياسة والأمن والفن... لتكون إطلالته الثالثة هي الأهدأ: يبتسم خلالها، يترك الباب مفتوحاً أمام عودته إلى الفن والغناء، لا ينفعل. يناديه إدمون ساسين الفنان فضل شاكر فلا يعترض. يرفض الغناء أمام الكاميرا بهدوء، ومن دون انفعال. المقابلة شكّلت سبقاً للقناة، ونجحت في حصاد عشرات آلاف المشاهدات على موقع "يوتيوب".

لكن هل قدّمت LBCI منبراً مجانياً لفضل شاكر ليبيّض صفحته؟ "أنا قمت بواجبي الصحافي، عندما كان شاكر يقول مواقف هجومية وحادة وتحريضية كنا نغطيها، وعندما يقدّم موقفاً آخر واجبنا أيضاً تغطيته" يقول المراسل إدمون ساسين لـ"العربي الجديد". ويضيف: "نحن لم نكن نعرف ما الذي سيتكلم عنه شاكر عندما طلبنا المقابلة. ظننت أنه سيردد الخطاب القديم نفسه، لكن عندما دخلنا إلى بيته فاجأنا بمظهره الجديد وبكلامه. أنا صحافي ولا أحكم، أقوم بعملي ونترك الحكم للقضاء".

يتحدّث ساسين عن التحضير للمقابلة: "قبل أكثر من شهر بدأنا التحضير للمقابلة". ويشرح أنّ المقابلة كانت مقرّرة في وقت سابق، لكن صدور القرار الظني من قبل القاضي صقر صقر في موضوع التحريض على "فيسبوك" أجّل المقابلة.

"القوى الأمنية علمت بأمر المقابلة من مصادر من داخل المخيّم على الأرجح" يقول ساسين، "فالتصوير داخل عين الحلوة يحتاج إلى تصريح، وبعد حصولنا على تصريحنا الخاص، تبيّن أن الجيش كان يعرف جيداً سبب دخولنا".

يتذكّر إدمون ساسين مقابلته الأخيرة مع شاكر، قبل فراره "كنت آخر من أجرى معه المقابلة قبل تواريه عن الأنظار، وربما هذا هو السبب الذي سهّل إجراء المقابلة مجدداً".