كريس براون مع يونغ ثاغ: الملك المخلوع يستعيد عرشه

كريس براون مع يونغ ثاغ: الملك المخلوع يستعيد عرشه

17 مايو 2020
يراوح شكل أداء الأغاني ما بين "السول" و"الراب" (Getty)
+ الخط -
بداية شهر إبريل/ نيسان الماضي، أعلن مغني "الآر آند بي" الأميركي، كريس براون، عن استثماره لفترة الحجر الصحي بالعمل على إنتاج ألبوم جديد؛ عمل ثنائي يجمعه بمغني الراب يونغ ثاغ.

وعاد براون، نهاية الشهر الماضي، ليروج للألبوم الثنائي من خلال منشور آخر أعلن فيه عن بعض التفاصيل المتعلقة بالإصدار، ومنها أن اسم الألبوم هو "Slime & B"، وأنه قد تم تأليفه كاملاً في زمن انفجار جائحة فيروس كورونا، وتم تسجيله كاملاً في منزله. كما ذكر بمنشوره أيضاً أن الألبوم سيصدر في يوم عيد ميلاده الحادي والثلاثين، أي في اليوم الخامس من شهر مايو/ أيار الجاري. حقق الألبوم منذ إصداره نجاحاً تجارياً كبيراً، جعله يتربع على عرش الإصدارات الموسيقية التي ظهرت في زمن الجائحة.

"Slime & B"، أول ألبوم مشترك يجمع بين كريس براون ويونغ ثاغ، اللذين سبق أن تعاونا معاً في العديد من الأغاني في الأعوام الماضية. وكانت بداية تاريخهما المشترك بالريمكس الرسمي الذي أنتجه يونغ ثاغ لأغنية براون "Wrist"، وبعد ذلك تعاونا بعدة أغاني، أبرزها "Dat Night" و"High End". لكن التعاون بين الثنائي جاء بسياق مختلف هذه المرة، فهو تم بعدما انقلبت المعادلة، أي بعدما انهارت شعبية كريس براون نسبياً بسبب السقطات المتتالية التي أصابته على المستوى الفني وعلى مستوى حياته الشخصية، وبعدما تراجعت أسهمه إعلامياً ليلقبه البعض بملك الآر آند بي المخلوع.

وعلى الرغم من أن اسم كريس بروان لا يزال محافظاً على جزء من قيمته التجارية، ولكن لا يمكن مقارنته اليوم باسم يونغ ثاغ، الذي يعيش أفضل فتراته، والذي يسير بخط تصاعدي نحو القمة. ولكن هذه الاختلافات لم تؤثر على الألبوم الجديد وعلى نجاحه تجارياً البتة.

يضم الألبوم 13 أغنية، ويراوح فيها شكل الأداء ما بين مقاطع "السول" التي يؤديها كريس براون بإتقان، ومقاطع "الراب" التي يؤديها يونغ ثاغ، وفي معظم الأغاني يمتزج الصوتان ليؤديا معاً لازمة الأغنية؛ وإلى جانبهما تمر العديد من الأصوات لفنانين اشتركوا في صناعة أغنية من الألبوم، وأبرزهم: فيوتشر، جانا، ماجور ناين وتو شورت. وعلى الرغم من أن أغاني الألبوم تشترك بالعديد من النقاط والسمات العامة، مثل لغتها العنيفة والإشارات الجنسية، لكن تبدو لوهلة أنها غير مترابطة ضمن سياق واضح يجعلها قادرة على بناء ألبوم متماسك.

في الغالب يعود السبب في ذلك إلى الآلية التي تم بها إنتاج الألبوم، فكل شيء تمت صياغته على عجل، وأدت هذه المحاورات الارتجالية (نوعاً ما) بين فنانين ينتميان لخلفيات موسيقية مختلفة إلى خلق العديد من الأغاني المميزة، مثل "Trap Back" و"Animal" و"Stolen". ولكن تخللتها مجموعة من الأغاني التي بدت دون المستوى.

أكّد يونغ ثاغ على ذلك، من خلال تصريحه الذي نشره عقب إصدار الألبوم، والذي ذكر فيه أنه قام بتسجيل جميع مقاطع الراب التي أداها في الألبوم بيوم واحد. فضعف بعض الأغاني ورتابتها ناجم بسبب شرط إنتاج الألبوم، إذ إنه أنتج ضمن ظرف إنساني غير اعتيادي، وكان الهدف الرئيسي منه قضاء الوقت الطويل بطريقة إيجابية؛ إلا أن هذا الظرف لا يغير من واقع المنتج بصيغته النهائية، والتي يبدو فيها أن الاستماع لبعض الأغاني هو مضيعة للوقت.

ولكن رغم كل شيء، فإن الألبوم يعتبر واحداً من أنجح المشاريع الفنية التي تم إنتاجها وتسجيلها كاملة في فترة الحجر الصحي، على الصعيد التجاري قبل كل شيء، وسيبقى "Slime & B" أحد أبرز الآثار الفنية التي تم إفرازها على خلفية جائحة فيروس كورونا المستجد - كوفيد 19.

المساهمون