كبار الشوارع

كبار الشوارع

15 مارس 2015
ملابسه عتقت معه (جوزيف عيد/ فرانس برس)
+ الخط -
غالباً ما تركز المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية على ظاهرة تشرد الأطفال. وفي لبنان بالذات نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أخيراً، أرقامها عن أطفال الشوارع الذين بلغ عددهم 1510 أطفال لبنانيين وسوريين وفلسطينيين ومعدومي جنسية.

لكنّ المسألة لا ترتبط بالأطفال فقط...

في لبنان كبار مشردون أيضاً. أكثرهم رمى به الفقر والعجز والمعاملة السيئة إلى الشارع.

لم يختر هؤلاء التشرد. ففيه يتعرضون لشتى المخاطر اليومية، والإهانات البعيدة كلّ البعد عن الحقوق المفترضة للإنسان. والبعيدة عن الجمعيات والمنظمات المدافعة عن تلك الحقوق، في مؤتمراتها ولقاءاتها، وصور المشاركين فيها تملأ الشاشات وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي العاصمة بيروت، ينتشر هؤلاء تحت الجسور، أو يتخذون أماكن محددة في الأزقة، يضعون فيها حاجياتهم البسيطة. وينتظرون مساعدة ما قد تبقيهم أحياء لا غير.

بعضهم يرفض مدّ يده أساساً، ومع ذلك يتدبر معيشته البسيطة، ربما من مشرد آخر مثله.

في الصورة أحد هؤلاء. على أحد أرصفة العاصمة بيروت، يجلس أرضاً. ترافقه أكياسه أينما حلّ. ملابسه عتقت معه، وهي تحاول أن تجلب له القليل من الدفء. يداه ترتجفان وهو يحمل مقصه يحاول أن يحضّر شيئاً ما يأكله. وغليونه لم يبق فيه سوى القليل من التبغ غير المحترق. فكأنّما روزنامة العمر المتعب تقترن بذلك التبغ، وتنتظر احتراقاً أخيراً بدورها قد يكون منجى من قساوة التشرد.

دلالات