قيادات في "حزب البارزاني" تدعو إلى "هدنة دستورية"

قيادات في "حزب البارزاني" تدعو إلى "هدنة دستورية"

28 أكتوبر 2017
محاولات لخرق الهدنة بين أربيل وبغداد (Getty)
+ الخط -

دعت قيادات سياسية كردية، اليوم السبت، إلى استمرار الهدنة بين بغداد وأربيل وفقاً للدستور، فيما أكّد قادة ميدانيون أكراد وجود بعض الجهات التي تحاول خرق الهدنة.

وأكّد القيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني؛ محما خليل، أنّ الشارع الكردي يطالب بوقف القتال بين القوات العراقية و"البشمركة" الكردية، مبيناً أنّ الشارع العراقي هو الآخر يدعو إلى وقف إطلاق النار.

وشدّد القيادي، في حديث مع "العربي الجديد"، على ضرورة استمرار الهدنة بين بغداد وأربيل، مضيفاً أنّ جميع الإجراءات المتعلقة بوقف إطلاق النار يجب أنّ تتم وفقاً للدستور، الذي يؤكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الالتزام به.

وأشار محما خليل، وهو قائم مقام بلدة سنجار (شمال غرب الموصل) السابق، الذي أقيل منتصف الشهر الحالي؛ إلى أنّ أي اتفاق بين حكومتي بغداد وأربيل يجب أن يتم بإشراف من قبل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ودول أخرى، مبيناً أنّ أنظار العالم تتّجه إلى الأزمة في كردستان.

وفي السياق ذاته، لفت القيادي الكردي إلى أنّ المبادرة التي أطلقتها حكومة إقليم كردستان قبل أيام، لاقت ترحيباً دولياً، معتبراً أنّ التفاهم على وقف القتال سيكون من مصلحة الجميع.

وأضاف القيادي في حزب البارزاني، أن عدّة دول معنية بحل الأزمة بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان، مشيراً إلى أنّ معبر فيشخابور يعد من النقاط الاستراتيجية المهمة، وأن القيادة الكردية هي المعنية بأية تفاهمات تجري بشأنه.

وكانت حكومة إقليم كردستان قد أطلقت، الأسبوع الماضي، مبادرة أعلنت فيها استعدادها لتجميد نتائج استفتاء انفصال إقليم كردستان العراقي، الذي جرى في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.

وذكرت وسائل إعلام كردية، أن مفاوضات جديدة بين بغداد وأربيل ستنطلق قريباً في محافظة نينوى (شمال العراق)، كاشفةً أن وفداً عراقياً قد يترأسه الفريق عثمان الغانمي، رئيس أركان الجيش العراقي، سيلتقي وفداً كردياً برئاسة مستشار مجلس أمن إقليم كردستان، مسرور البارزاني.

يأتي ذلك، بعد يوم واحد على إعلان الحكومة العراقية عن وقف التحركات العسكرية لمدة 24 ساعة، من أجل إفساح المجال للقوات العراقية للانتشار في المناطق المتنازع عليها والمنافذ الحدودية، ومن بينها معبر فيشخابور، لمنع الصدام وإراقة الدماء بين أبناء البلد الواحد.

على المقلب الآخر، طرحت "حركة التغيير" الكردية، خيارات عدّة لإرغام رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، وحكومة الإقليم برئاسة نيجرفان البارزاني، على الاستقالة، مؤكدة أنّ الإضراب العام سيكون أحد هذه الخيارات.

وقال المتحدث باسم الحركة، شورش حاجي، في بيان، إنّ أطراف السلطة في إقليم كردستان لم تعترف بأخطائها، ولم تعتذر لمواطني الإقليم، مشيراً إلى وجود خيارات عدّة لتشكيل حكومة مؤقتة تمكن كردستان من تجاوز الأزمة الحالية.

وبيّن أنّ "إحدى هذه الآليات هي استقالة الحكومة ورئاسة الإقليم وتشكيل حكومة إنقاذ وطني لتجاوز المرحلة الحالية"، لافتاً في الوقت نفسه، إلى أن هذا الطرح لم تتم الاستجابة له، لغاية الآن.

بدوره، اتّهم عضو البرلمان العراقي عن "حركة التغيير"، أمين بكر، خلال تصريح صحافي، البارزاني، بتعطيل المؤسسات الرسمية داخل الإقليم، قائلاً إن "البارزاني لن يتخلى عن منصبه، حتى لو ضحى بكامل كردستان".

وتابع "البارزاني لا يريد التنحي ويصر على تمسّكه بالسلطة مقابل إرضاء حزبه وحاشيته"، معتبراً أنّ "رئيس الإقليم يمارس نهجاً ديكتاتورياً في كردستان".

ميدانياً، أكّد قائد قوات "البشمركة"، في محور غرب كركوك، كمال كركوكي، في تصريح صحافي، أنّ وفداً فنياً سيحدد مواقع الانتشار المشترك بين القوات الكردية والقوات العراقية، محذراً من وجود بعض الجهات لدى الطرف الآخر (القوات العراقية)، التي تريد إفشال الهدنة الحالية بين بغداد وأربيل، من خلال إطلاق بعض الأعيرة النارية المتفرقة.

وأكّد أن "البشمركة" تلقت أوامر من قبل قياداتها بعدم الرد على محاولات خرق الهدنة، مضيفاً "إذا قررت القيادة الكردية إيقاف العمليات العسكرية فسوف نحترم هذا الأمر، لكن إذا اندلعت الحرب فإن البشمركة ستدافع عن أرض كردستان في جميع المحاور".