فن توجيه العقول
فن توجيه العقول
أما حينما نستجيب للرسائل من دون وعي، فإن عقولنا تكون مستعدة لتقبل الاقتراحات والتوجيهات كلوحة فنية ليأتي الفنان ويضع أفكاره فيها، إذ إنَّ عقولنا تكون مغلقة بصورة آلية، ولا يكون لدينا الوقت والحافز والقدرة على الإنصات بحرص. لذلك فإننا بدلاً من اعتمادنا على الحقائق والمنطق والدليل في اتخاذ الحكم، نقوم باختصار ذهني، ونعتمد على غرائزنا لتمنحنا مفتاح الإجابة.
ولنأخذ إحدى المحاورات التلفزيونية بين رجلين من السياسة كمثال، فإذا كنت في حالة تفكير فإنك ستقوم بالإنصات بكل عناية لكل من الطرفين، ثم تحكم بناء على مناقشة القضايا ونوعية الدليل.
أما إن كنت في حالة اللاوعي، كما لو كنت مشاهدا أثناء اصطحاب أصدقائك، فإنك تعتمد على الدلالات الصغيرة. والإيعازات التي تؤثر علينا في جميع المواقف المشابهة لهذا هي: جاذبية المتكلم، وردود انفعالات أصدقائنا والمرح والغبطة أو الألم المرتبطة بقبول أدلتهم.
الأسلوب الأمثل لإقناع الناس يبدأ من معرفة كيف يفكرون، هذا ما استطاع الكثير من الأطراف فهمه واستغلاله في خلق نفوذهم، وبناء حقائق مزيفة يخدعون بها عقول الملايين من الناس.