فن توجيه العقول

فن توجيه العقول

19 سبتمبر 2017
+ الخط -
يعتبر الإقناع عملية تغيير أو تعزيز المواقف، أو المعتقدات أو السلوك. وتنقسِمُ استجابتنا لرسائل الإقناع إلى قسمين، هي بعد التفكير، ودون التفكير. فعندما نكون مفكرين ننصِت بكل عناية لما يقوله المقنع، ثم نقوم بدراسة ميزات ومساوئ كل زعم، وننتقد الرسالة من حيث منطقيتها وتوافقها. وإذا لم يرقنا، نقوم بطرح الأسئلة ونطلب مزيداً من المعلومات، وحينما نكون مفكرين يتحدد مدى إقناع الرسالة على حسب وقائع الحالة.

أما حينما نستجيب للرسائل من دون وعي، فإن عقولنا تكون مستعدة لتقبل الاقتراحات والتوجيهات كلوحة فنية ليأتي الفنان ويضع أفكاره فيها، إذ إنَّ عقولنا تكون مغلقة بصورة آلية، ولا يكون لدينا الوقت والحافز والقدرة على الإنصات بحرص. لذلك فإننا بدلاً من اعتمادنا على الحقائق والمنطق والدليل في اتخاذ الحكم، نقوم باختصار ذهني، ونعتمد على غرائزنا لتمنحنا مفتاح الإجابة.

ولنأخذ إحدى المحاورات التلفزيونية بين رجلين من السياسة كمثال، فإذا كنت في حالة تفكير فإنك ستقوم بالإنصات بكل عناية لكل من الطرفين، ثم تحكم بناء على مناقشة القضايا ونوعية الدليل.

أما إن كنت في حالة اللاوعي، كما لو كنت مشاهدا أثناء اصطحاب أصدقائك، فإنك تعتمد على الدلالات الصغيرة. والإيعازات التي تؤثر علينا في جميع المواقف المشابهة لهذا هي: جاذبية المتكلم، وردود انفعالات أصدقائنا والمرح والغبطة أو الألم المرتبطة بقبول أدلتهم.

الأسلوب الأمثل لإقناع الناس يبدأ من معرفة كيف يفكرون، هذا ما استطاع الكثير من الأطراف فهمه واستغلاله في خلق نفوذهم، وبناء حقائق مزيفة يخدعون بها عقول الملايين من الناس.

DE67895B-D2C1-46B6-B043-9542D16D826B
موجاج بلال

دارس وباحث في الفنون البصرية. ومخرج لعدة أعمال مسرحية مشاركة في عدة مهرجانات عربية. مدون مهتم بموضوعات علم النفس وكل ما يخص الظاهرة البشرية. مؤسس لمجموعة من المنتديات التي تعالج الإبداع العلمي والأدبي والفني.