فنانون تونسيون عرفوا السجون... أسباب سياسية وجنائية

فنانون تونسيون عرفوا السجون... أسباب سياسية وجنائية

02 اغسطس 2020
مغني الراب علاء اليعقوبي سجن سنتين بسبب أغنية (فرانس برس)
+ الخط -

أعادت الرسالة التي وجهتها سعيدة قراش، الحقوقية والناطقة الرسمية السابقة باسم رئاسة الجمهورية، إلى الرئيس التونسي قيس سعيد قضية فنان الراب التونسي مكرم الزروي إلى الواجهة من جديد.

فقد طلبت قراش رفع المظلمة عن هذا الفنان وتمتيعه بعفو،  خاصة أنه يقبع في السجن منذ سنة 2008 بتهمة الاتجار في المخدرات واستهلاكها.

هذه التهمة يرى الكثيرون أنها باطلة وتمّ تلفيقها للزروي، وأن السبب الحقيقي لسجنه يعود إلى أن ابنة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي حضرت سنة 2008 حفلاً له، أدى فيه بعض أغانيه التي اعتبرتها ابنة الرئيس مسيئة لوالدها فأعلمته بذلك، ليقع بعد ذلك اعتقاله والزج به في السجن بتهم تتعلق بتجارة المخدرات.

أكرم الزروي ليس الفنان الوحيد الذي عرف السجن في تونس، فأسماء كثيرة من الفنانين التونسيين عرفت تجربة السجن لأسباب متعدة، منها المواقف السياسية أو الجنائية كتعاطي المخدرات.

ومن هؤلاء الفنان الشعبي صالح الفرزيط، صاحب أشهر أغنية تردد في السجون التونسية منذ سنة 1976، وهي أغنية "أرضي علينا يا لميمة"، والتي طلب فيها العفو من الرئيس التونسي حينها الحبيب بورقيبة، فكان الرد بمنع بث الأغاني الشعبية في الإذاعة والتلفزيون التونسي وهو القرار الذي تواصل تطبيقه إلى حدود سنة 1987.

أما أقسى عقوبة نالها فنان تونسي فكانت للفنان الشعبي العربي الماطري، المحكوم عليه منذ سنة 2001 بالإعدام، بسبب قضية قتل واغتصاب طفل، لكن الحكم لم ينفذ عليه إلى حدّ الآن، فتونس لم تلغ عقوبة الإعدام لكن توقف تنفيذها منذ سنة 1995 تاريخ إعدام سفاح نابل.

تجربة السجن عرفها الفنانون التونسيون قبل الثورة التونسية سنة 2011 وبعدها. فقبل الثورة، كانت تجارب الفنانين في السجون في الغالب ذات بعد نضالي بسبب مواقفهم السياسية.

فتعرض فنانون وموسيقيون في فرق مثل "أولاد المناجم" و"البحث الموسيقي" و"الحمائم البيض" إلى التضييقات الأمنية، والمساءلة البوليسية، والإيقاف في السجون التونسية بسبب أغانيهم التي  كانت تدعو إلى التحرر من الاستبداد ورفع الظلم عن التونسيين .

الفنان المسرحي والكوميدي الأشهر في تونس الأمين النهدي تعرض للسجن مرتين، سنة 1974 بسبب مسرحية "الهاو هاو" وسنة 1990 بسبب مسرحية "الفرجة"، وهما مسرحيتان انتقد فيهما الواقع التونسي وطغيان المحسوبية والرشوة.

كما تعرض الفنان الكوميدي الهادي ولد باب الله إلى السجن بسبب مقاطع مسرحية انتشرت في موقع "دايلي موشون" قبل الثورة التونسية، يقوم فيها بتقليد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي.

أما بعد الثورة التونسية، فقد دخل الكثير من فناني الراب السجون التونسية، وكانت الأسباب في أكثرها تتعلق باستهلاك المخدرات، ومن أشهرهم الفنان كافون الذي قضى سنة 2014 تسعة أشهر في السجن بسبب استهلاكه القنب الهندي.

كما حوكم فنانو الراب عبد الله يحي، ومحمود عياد، ويحيى الدريدي، وسليم عبيدة، سنة 2014 بالسجن لمدة تزيد عن السنة بسبب تعاطيهم المخدرات، وهو نفس الحكم الذي تعرض له فنانو الراب علاء الدين سليم وعاطف معطالله وفخري غزال سنة 2015.

لكن بعض فناني الراب تعرضوا للسجن بسبب أغانيهم الناقدة لممارسات الأمن التونسي، فقد حوكم فنانا الراب علاء الدين اليعقوبي (ولد الكانز) وإيمينو سنة 2013 بسبب أغنيتهما "البوليسية كلاب"، وحكم عليهما بسنتين سجناً. ولئن قضى ولد الكانز جزءاً من عقوبته إلا أن فنان الراب إيمينو غادر تونس والتحق بتنظيم داعش في سورية ليصبح واحداً من أشهر منشديه.

والسجن بسبب نقد الشرطة تعرض له أيضاً فنان الراب كلاي بي بي جي، الذي قضت عليه إحدى المحاكم التونسية سنة 2013 بالسجن لمدة ستة أشهر بسبب ترديده أغاني في أحد المهرجانات التونسية، اعتبرت سباً ونقداً لرجال الشرطة.

هذه عينات من بعض تجارب الفنان التونسيين مع السجون التونسية، وهي تجارب وظفها الفنانون الشعبيون وفنانو الراب في أغانيهم بعد مغادرتهم السجن، وأصبحت أغاني شهيرة في تونس، ومنها أغنية كافون "حواماني" التي ألفها في السجن وعرفت نجاحاً كبيراً في تونس.

المساهمون