فتى سوري يفارق الحياة جراء الجوع في مضايا

فتى سوري يفارق الحياة جراء الجوع في مضايا

04 ابريل 2016
مئات الأطفال يعانون من سوء التغذية في مضايا (Getty)
+ الخط -
فارق الفتى، محمد شعبان، من مدينة مضايا المحاصرة، الحياة جراء نقص التغذية الحاد، الذي أصيب به بسبب الجوع الذي عاشه أهالي المدينة لأشهر، قبل أن يصل ممثلو منظمة الأمم المتحدة في سورية، ومنظمة "الهلال الأحمر السوري" إلى المدينة، اليوم الإثنين، حيث أخرج خمس حالات تعاني من تدهور شديد في حالتهم الصحية.

وقالت عضو "الهيئة الإغاثية الموحدة في مضايا والزبداني" مؤمنة أبو مستو، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "وفدا من الأمم المتحدة والهلال الأحمر مكوناً من 5 سيارات وسيارة إسعاف، دخل  إلى المدينة وأخرج كلاًّ من زينب الدالاتي، وزينب زعرورة، وعدنان عز الدين، وعلي المويل، وخديجة المويل، إضافة إلى شاب رافق والدته"، ولفتت إلى أن "الفتى محمد شعبان فقد حياته اليوم، جراء مضاعفات معاناته من سوء التغذية الشديد، حيث لم تفلح جميع المناشدات في إخراجه".

وبينت أن "هذه الحالات سيتم نقلها إلى مدينة إدلب، الخاضعة لسيطرة جيش الفتح، حيث سيتلقون العلاج اللازم والبقاء بها".

وأضافت أن في مضايا "أكثر من 400 حالة إنسانية تعاني من أوضاع صحية سيئة للغاية، إضافة إلى أكثر من 1200 طفل يعانون من حالة من الانتفاخ جراء نقص البروتينات في أجسادهم، منهم المئات مهددون بفقدان حياتهم في أية لحظة، إلا أن المنظمات الدولية والإنسانية عاجزة عن إخراجهم لتلقي الرعاية الطبية، إثر رفض النظام وحزب الله إخراجهم من معتقلهم الكبير".

وقالت مستو إن "نحو 40 ألفاً يعيشون في مدينة مضايا في ظل ظروف إنسانية غاية في السوء، حيث فُرض عليهم حصار خانق، مُنعت خلاله كل الاحتياجات الأساسية للحياة وخاصة الغذائية لنحو 7 أشهر، مما دفع الأهالي إلى تناول الأعشاب، وذلك بمعدل وجبة واحدة في اليوم، مما تسبب في موت نحو 65 شخصاً معظمهم من الأطفال وكبار السن.

ولفتت إلى أن "السلال الغذائية التي تم إدخالها إلى المدينة فقيرة جدا بالنسبة لأشخاص يعانون من الجوع، حيث لا تحتوي على خضار أو فواكه، إضافة إلى عدم وجود بروتينات حيوانية، باستثناء الدفعة الأخيرة من المساعدات التي دخلت منتصف الشهر الماضي، والتي كان بها خمس علب تونة، إلا أنها لا تؤمن الاحتياجات الغذائية العائلية من هذا المكون".


قوات كردية تحتجز شحنة مساعدات 


 
في موازاة ذلك، احتجز مسلحو "وحدات حماية الشعب" (الكردية)، المنضوية ضمن ميليشيا "قوات سورية الديمقراطية"، قافلة مساعدات طبية، بمدينة عفرين، شمال غرب حلب، الخاضعة لسيطرتها ، كانت متجهةً لمدينة إعزاز التي تسيطر عليها المعارضة.
 
وقال الناشط الإعلامي، إسلام يوسف، لـ" العربي الجديد": إن "قافلةً تحمل مواد طبية وغذائية، تابعة للهلال الأحمر العربي السوري، كانت متجهة نحو مدينة إعزاز مروراً بعفرين، فقامت وحدات الحماية الكردية بمصادرة الشاحنات التي تحمل أدوية، وأعادت الشاحنات المحملة بمواد غذائية إلى مدينة دارة عزة غرب حلب".
 
وبيّن أن "الوحدات أغلقت الطريق المؤدي إلى إعزاز، ومنعت مرور المواد التموينية والخضروات القادمة من مناطق سيطرة المعارضة، في محافظة إدلب وريف حلب الغربي، إضافة إلى المواد القادمة من مناطق سيطرة النظام، وذلك لأسباب ما تزال مجهولة".
 
وأشار إلى أن "بعض المواد التموينية، ومن أهمها السكر والأرز، إضافة لبعض الأدوية، فقدت من أسواق إعزاز، كما ارتفعت أسعار الخضروات بشكل ملحوظ، ليصل سعر البندورة إلى 500 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، أي ما يعادل دولاراً أميركياً، مقابل 250 ليرة قبل منع السيارات من الدخول".