دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الإثنين، إلى أجراء تحقيق شفاف وشامل يتناسب مع توقعات اللبنانيين ويحاسب المسؤولين عن تفجير الأسبوع الماضي الذي شهده مرفأ بيروت.
وجاءت تصريحات غوتيريس خلال اجتماع لهيئة المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، عقد الإثنين في نيويورك عبر دائرة متلفزة بحضور عدد من المسؤولين الكبار في الأمم المتحدة ووزراء خارجية عدد من الدول.
وقدم غوتيريس تعازيه للشعب اللبنانين وتحدث عن عمليات المساعدات الإنسانية التي تقوم بها الأمم المتحدة، بما فيها تقديم 15 مليون دولار من صندوق الطوارئ كمساعدات فورية.
وقال إن الانفجار جاء في وقت كان لبنان يواجه فيه صعوبات اقتصادية واجتماعية وتحديات كبيرة. وناشد غوتيريس المسؤولين اللبنانيين الاستماع إلى أصوات اللبنانيين الذين يشعرون بغضب شديد.
وفي ما يخص اجتماع الأحد الذي قادته فرنسا لتقديم المساعدات المادية، قال غوتيريس: "لقد تمكن المؤتمر من تجنيد الدعم المادي الطارئ الذي يحتاجه لبنان وأكد التزام المجتمع الدولي ممثلاً بقادة الدول والمؤسسات المالية الدولية بمساعدة لبنان. وما زلنا مستمرين في تقييم الوضع وحجم المساعدات المادية الضرورية".
من جهته، تحدث مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، عن أن الدعم للبنان يجب أن يتم على ثلاث مراحل، أولاها المساعدات الفورية، وأشار في هذا السياق إلى أنها تشمل احتياجات طبية إضافية طارئة.
وأكد أن منظمات الأمم المتحدة المختلفة تعمل مع المؤسسات اللبنانية الرسمية لتقييم الوضع وحجم ونوع المساعدات اللازمة.
وفي ما يخص المرحلة الثانية، قال لوكوك "إنها تشمل التعافي وإعادة الأعمار. وستحتاج مليارات الدولارات وتتطلب خليطا من رؤوس الأموال العامة والخاصة".
أما المرحلة الثالثة فتتلخص بالرد ومعالجة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت قائمة في لبنان قبل الانفجار وتفاقمت خلال أزمة فيروس كورونا. وقدر لوكوك أن تكون تبعاتها بعيدة المدى. ثم قال إن الانفجار الأخير بدد أي ادعاء كان بأن كل شيء على ما يرام في لبنان.
وتحدث المدير التنفيذي لمنظمة الأغذية العالمية التابعة للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، من بيروت، وقال إنه اطلع على الوضع عن كثب وزار المرفأ، وأن الأولوية الآن هي لإعادة تشغيله، وإن بشكل جزئي، لضمان وصول البضائع.
ناشد غوتيريس المسؤولين اللبنانيين الاستماع إلى أصوات اللبنانيين الذين يشعرون بغضب شديد.
وقال بيزلي: "الناس في الشارع يشعرون بغضب شديد ولكن كان كذلك مهما أن نرى الشباب الذين خرجوا لتنظيف الشوارع والبيوت ودعم ومساعدة بعضهم بعضا".
وعبّر عن قلقه العميق في ما يخص أزمة الطحين، إذ إن هناك من الطحين فقط ما يكفي لما بين أسبوعين إلى أسبوعين ونصف.
وأشار إلى أن "85 بالمئة من الغذاء في لبنان يتم استيراده، و85 بالمئة من القمح يأتي عن طريق ميناء بيروت وذهب (مع الانفجار). ولذلك كان من الضروري أن نكون على الأرض لنرى كيف يمكننا إيصال القمح وغيره".
ثم أضاف: "لقد أرسلنا شاحنة في طريقها إلى لبنان تحمل 17.5 طنا متريا من القمح للطحين، ومن المفترض أن تصل خلال أسبوعين، وهذا سيعطينا ثلاثة أسابيع إضافية تضمن وصول الطحين لكل اللبنانيين. كما سنرسل قرابة مئة ألف طن متري إضافية خلال الستين يومًا التالية. ولكي نقوم بكل هذا سنحتاج إلى تشغيل الميناء وبشكل مؤقت وجزئي. ولهذا نطلب من المانحين أن يزيدوا من حجم المساعدات من أجل أن نقيم مخازن مؤقتة ولتشغيل رافعات متحركة ومولدات كهرباء وغيرها مما نحتاجه. ونتوقع أن نتمكن من تفعيل المرفأ بشكل جزئي بهذا الشكل خلال أسبوعين إلى ثلاثة".
وعبرت السفيرة اللبنانية لدى الأمم المتحدة، أمل مدللي، عن شكرها وامتنانها لوقوف المجتمع الدولي إلى جانب اللبنانيين. وقالت إن الدمار الذي حل ببلدها أتى في وقت كان يعاني فيه لبنان من أوضاع صعبة.
وتحدثت عن دمار قلب بيروت الذي خلفه الانفجار، وتشريد قرابة ثلاثمئة ألف شخص فقدوا بيوتهم، إضافة إلى آلاف الجرحى وأكثر من مئتي قتيل.
وأكدت أن كلفة الدمار ستصل إلى مليارات الدولارات في بلد كان يعاني من مشاكل اقتصادية جمة، وحثت الدول الأعضاء على الوقوف إلى جانب لبنان في محنته.