غزّة على وقع التهديدات... في انتظار "الحرب الكبرى"

غزّة على وقع التهديدات... في انتظار "الحرب الكبرى"

02 فبراير 2014
+ الخط -

تزامنت التهديدات الإسرائيلية الجديدة لقطاع غزة مع تصعيد عسكري للاحتلال، استهدف في الأيام الماضية مناطق فارغة ومواقع تدريب لفصائل المقاومة، إلى جانب توغلات محدودة على الشريط الحدودي للقطاع المحاصَر. وتبدو إسرائيل والتنظيمات الفلسطينية في غزة غير معنية بتصعيد عسكري في هذا التوقيت تحديداً، فالأولى لديها طموحات بتخريب الاتفاق النووي الايراني مع الغرب، والأطراف الفلسطينية تعاني أزماتها منذ أحداث مصر وغياب الدعم الاقليمي الذي كان يأتي منها.

غير أن هذه الأسباب وغيرها لا تمنع تدهور الأوضاع الميدانية بسرعة، وسط ارتفاع سقف التهديدات الإسرائيلية، والتي صدرت أحدث نسخها من وزير الشؤون الاستخبارية الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، وذلك بصيغة تهديده بالعودة إلى اجتياح غزة والسيطرة عليه في حال استمرار إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن شتاينتس قوله إنه "إذا استمر سقوط الصواريخ، فسنحتاج إلى دراسة تصفية حكم حماس في القطاع، وتمكين السلطة الفلسطينية من السيطرة عليه من جديد"، في تهديد ليس الأول من نوعه منذ توقيع الفصائل الفلسطينية اتفاق تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، أعقب حرب الأيام الثمانية على القطاع.

ويحذّر القيادي في حركة "حماس"، صلاح البردويل، في حديث مع "الجديد"، من أن الاحتلال يحاول جاهداً من خلال تهديداته الأخيرة، "تعميق الانقسام الفلسطيني الداخلي بين حركتي فتح وحماس، من خلال الحديث عن تسليم غزة للسلطة الفلسطينية". ويطمئن البردويل إلى أنه "لم يعد من السهل أن تجر إسرائيل المقاومة إلى المربع الذي تريده لفرض شروطها، ذلك أننا بتنا نملك ما يفاجئ العدو ونربك به حساباته". ويخلص المسؤول الفلسطيني إلى استبعاد شنّ قوات الاحتلال عدواناً شاملاً على القطاع في وقت قريب، لظروف مختلفة داخلية وخارجية.

منسوب تفاؤل أقل يعرب عنه القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، خضر حبيب، الذي لا يستبعد توسيع إسرائيل عدوانها على القطاع في ظل "الكثير من الظروف المشجعة للعدو"، على حد تعبيره، من دون أن يمنع ذلك حبيب من التأكيد على أن "المقاومة جاهزة لكل الخيارات وقدرتها على إيلام العدو أصبحت أكثر من أي وقت مضى".

وبحسب كلام حبيب لـ"الجديد"، فإنّ تل أبيب تستغل الظروف الدولية والمحلية لفرض معادلاتها وشروطها على المقاومة. ويلفت إلى أنه على الرغم من بقاء الساحة الفلسطينية "الحلقة الأضعف"، إلا أنها لن "تكون لقمة سائغة للعدو، ونحن نضع في حساباتنا الخيارات الأسوأ والاحتمالات جميعاً، ونتجهز ليل نهار".

في المقابل، يستبعد الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، لـ"الجديد"، شنّ إسرائيل حرباً قريبة على القطاع، منبّهاً من أن "حرباً تلوح في الأفق، وستكون قاسية على القطاع وستحدد شكل خريطة المنطقة ومستقبل القضية". ويرى الدجني أن التهديدات الحالية تندرج في السياق الذي يسبق الحرب الكبرى، بهدف تهيئة الرأي العام الإسرائيلي والدولي، وتوجيهه إلى تبرير أي عدوان مستقبلي بالصواريخ التي تطلق من غزة". لكن المحلل السياسي يعود ليذكّر بأن المقاومة في غزة باتت تمتلك أوراقاً قد تخلط الأوضاع في المنطقة، وخصوصاً أنّ إسرائيل لا يمكنها استيعاب هطول كمية من الصوايخ في عمقها، وهو ما قد يكون عاملاً يخفف من توقعات الحرب القريبة".

دلالات

المساهمون