عودة ليفربول إلى "البريميرليغ": التتويج المنتظر

عودة ليفربول إلى "البريميرليغ": التتويج المنتظر

21 يونيو 2020
ليفربول بطل أوروبا عام 2019 (Getty)
+ الخط -
يعود فريق ليفربول إلى منافسات الدوري الإنكليزي اليوم بمواجهة قوية ومنتظرة ضد غريمه في المدينة إيفرتون، والعين فقط على النقاط الكاملة التي تضمن له وضع اليد الأولى على لقب "البريميرليغ" لأول مرة بعد أن انتظر الفريق 30 سنة هذه اللحظة التاريخية.
وربما تتجه أنظار كلّ جماهير كرة القدم في العالم نحو هذه المباراة، لأن الجميع يترقب تحقيق ليفربول للانتصارات ورفع اللقب في النهاية. وفي حال لم يُحقق ليفربول الفوز على إيفرتون فعليه الفوز في مباراتي كريستال بالاس ومانشستر سيتي بعد ذلك لكي يؤكد تتويجه.
أما في حال تعثره في المباريات الثلاث الأولى بعد العودة وفوز مانشستر سيتي في جميع مبارياته، فهذا يعني أن على المدرب يورغن كلوب تحقيق الانتصارات في مبارتي أستون فيلا وبرايتون، وذلك تجنباً لتعقيد المهمة لأنه سيلعب بعد ذلك مع بيرنلي، ثم سيخوض مباريات ختامية صعبة مثل أرسنال في الجولة الـ36، وتشيلسي في الجولة الـ37، ثم نيوكاسل في الجولة الـ38 والأخيرة خارج الديار.
لكن هذا السيناريو يبدو مستبعداً وشبه مستحيل، خصوصاً أن ليفربول لم يتعثر هذا الموسم سوى مرتين (خسارة وتعادل)، أي حوالي 6% من مبارياته. وفي عملية حسابية بسيطة، ومع تبقي 9 جولات على الختام، فإن نسبة تعثر ليفربول هي 0,6% فقط، ما يعني أن تعادله، أو خسارته، أكثر من مباراة واحدة سيكون أمراً في غاية الصعوبة.
في المقابل يرى المحللون أن قوة ليفربول تسمح له بإنهاء المهمة في أول مباراتين بعد العودة (إيفرتون وكريستال بالاس)، وعليه سيخوض المواجهة ضد مانشستر سيتي مُتوجاً بطلاً ومرتاحاً ولن يكون تحت أي ضغط.
حتى إن عناصر فريق ليفربول متحمسة كثيراً لهذه العودة بغية رفع اللقب المُنتظر منذ 30 سنة، وهو اللقب الذي سيكون الثاني في موسمين بعد لقب دوري أبطال أوروبا عام 2019، ما يؤكد التغيير الكبير الذي صنعه المدرب يورغن كلوب في فريق ليفربول، وأعاد له هيبته التي فقدها في السنوات الماضية.

كلوب سعيد بالعودة

أعرب المدرب الألماني يورغن كلوب عن ارتياحه لعدم إلغاء الموسم الحالي من منافسات الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، وبالتالي حصول فريقه ليفربول على فرصة للتتويج بطلاً للمرة الأولى منذ 30 سنة، بعد ثلاثة أشهر من التوقف بسبب فيروس كورونا سادها عدم اليقين بشأن مستقبل البطولة.
وكان ليفربول على بعد فوزين من الفوز باللقب عندما عُلق الدوري في منتصف شهر آذار/مارس الفائت، ويدخل مباراة "ديربي" الميرسيسايد أمام جاره وغريمه إيفرتون مبتعدا بفارق 22 نقطة عن مانشستر سيتي الثاني بطل الموسمين الماضيين.
انتصارٌ في ملعب "غوديسون بارك" وآخر عند زيارة أستون فيلا لملعب "أنفيلد رود" الأربعاء المقبل، سيعني رسمياً تتويج بطل أوروبا بلقب الدوري الممتاز "بريميرليغ" في نسخته الحديثة (منذ 1992) للمرة الأولى. ولم يكن مستقبل الموسم الكروي واضحاً في بريطانيا، أكثر الدول الأوروبية تضرراً من الفيروس، حيث كانت هناك اقتراحات عدة بشأن مصير الدوري.
وفي وقت وافق البعض على فكرة إلغاء الموسم وإبطاله، إلا أن كلوب شعر بارتياح عندما لم تلجأ الرابطة إلى هذا الخيار.وقال الألماني خلال مؤتمر صحافي عبر الاتصال بالفيديو، قبل مباراة الأحد، "كنت قلقا جدا عندما بدأ الناس يتحدثون عن إلغاء وإبطال الموسم، لأنني صُدمت كثيراً وشعرت بالأمر جسديا لأنه كان سيكون صعبا جداً جداً، جداً".
ولو قررت رابطة الدوري إنهاء الموسم أسوة بالعديد من الدوريات الأوروبية أبرزها فرنسا، واعتماد مبدأ "النقاط في المباراة الواحدة" لتوج ليفربول بطلاً. إلا أن كلوب سعيد بفرصة تحقيق ذلك على أرض الملعب حتى ولو بغياب الجماهير التي كانت ستشهد على لحظات تاريخية.
وأكد مدرب بوروسيا دورتموند السابق أنه مع انتهاء الأحاديث بشأن إلغاء الموسم "شعرت بارتياح. الآن نحن هنا. لو اعتمدوا مبدأ النقاط في المباراة الواحدة من دون أن نلعب لكنّا أبطالاً ربما. لسنا كذلك الآن وعلينا اللعب لتحقيقه". وتابع كلوب حديثه وقال "هذا أمر رائع، هكذا يجب أن تحصل الأمور في الرياضة".
وسينضم ليفربول إلى حملة الدوري الممتاز المؤيدة لحركة "حياة السود تهم"، حيث ستحل عبارة "بلاك لايفز ماتر" بدلا من أسماء اللاعبين على الجهة الخلفية من قمصانهم. وركع لاعبو ليفربول على ركبة واحدة خلال إحدى الحصص التدريبية تضامنا مع قضية المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد، الذي توفي بعدما ركع شرطي أبيض لدقائق بركبته على عنقه، ما أدى إلى احتجاجات واسعة مناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة والعالم.


وركع اللاعبون والمدربون والمسؤولون على ركبة واحدة قبل أول مبارتين بعد استئناف الدوري الأربعاء. لطالما عبر كلوب عن مواقفه بشأن القضايا السياسية والمجتمعية، ووصف الحاجة إلى الاستمرار في محاربة العنصرية في عام 2020 أنها "غبية إلى حد لا يصدق". وقال المدرب الألماني في هذا الإطار "إذا كانت كرة القدم نموذجاً يحتذى به لأي شيء في الحياة، فهي لهذا الأمر، لفكرة أن الجميع متماثلون تماماً. لا يهم من أين أتيت، فإن الأمر كله يتعلق بمن أنت، وليس لونك".


(العربي الجديد، فرانس برس)

المساهمون