عندما يختلط الحابل والنابل

عندما يختلط الحابل والنابل

13 نوفمبر 2018
+ الخط -
في بلد يفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم، في زمن كثر فيه الظلم والمجاعة والفقر، في ظل كثير من الحروب والأزمات بين أطراف متصارعة تقاتل هنا وهناك باسم الدين والإله، وهي بعيدة كل البعد عن الدين نفسه، حتى أن جميع أعمالها مخالفة لكل الشرائع السماوية القائمة على المحبة والمساواة والعدل والرحمة..

يقبع ملايين البشر في تلك الدول التي ابتليت بالتخلف ما بين كماشة العبودية والقتل والفقر والجهل في أزقة معتمة وطريق مظلم.. يراد لنا أن نسلكه ولا خيار أمامنا إلا أن نرضى بما ذكر، كي يركع الغرب في ميدان ساحتنا ونقتل الشعب كي ترضى أسيادنا ونظل حكاما على شعوبنا..

فلماذا يرضى العبيد بالعبودية؟.. أهو خوف من الحكام أم هو طريق للعبادة أوهو طريق أحمر يمنع التجاوز فيه ما بين سورية ومصر وليبيا والسعودية وتونس واليمن وغيرها من الدول العربية..


ثمة تساؤلات ما زلنا نبحث عن إجابة لها.. أي الطرق نعبر وأي القرار علينا أن نتبعه إذا ما قررنا سبيل النجاة لننجو بحياتنا وما تبقى منها حيث لا توجد طرق آمنة ولا حتى ممرات للعبور إلى نفق النور، لكن الظلام معتم ولا سبيل إلا إلى الله والرجوع إليه والتضرع له، فالدين دين المحبة والسلام والسماحة والاعتدال والوسطية فكل نفس بما كسبت رهينه، ولا طريق إلا طريق العقل الصحيح والمنطق السليم..

نقف حائرين تائهين.. أغلبيتنا لا يعرفون أين الطريق وإلى أين المسير، فيضطرون إلى أن يكونوا مطبلين لهذا وذاك، يلمعون الفاسدين ويبنون لهم من دمائهم جسورا للحكم ومن أجسادهم قصورا للطغيان، ومن جلودهم معاول للهدم والدمار..

اختلفت أماكننا وثقافتنا وطغاتنا، لكننا اتحدنا في المسمى والهدف.. العبودية بحد ذاتها في ظل انعدام الحرية وكبت الأصوات وإغلاق الأفواه التي تعبر عن نفسها وهويتها وثقافتها وانتشار للسجون السرية والإخفاءات القسرية..

ويقف مجموعة من البشر بمسافة أخرى لا يدرون الطريق الذي سيسلكونه ولا أين المنجى من ذلك في هذا الوقت العصيب الذي اختلط فيه الحابل بالنابل، فيفكرون بالذهاب لاجئين في دول أخرى، يحلمون بالعيش الرغيد والمال الوفير، لكنهم سرعان ما يُفاجأون بحال آخر، فلا عيش رغيدا ولا مال وفيرا.. فأصبح العيش زهيدا جدا مع تحمل أعباء المشقة وعذاب الطريق، وبؤس المكان..
BD32D3E8-90B9-47F3-B624-71D936C152EA
محمد عبد الواحد الحسني

يمني الهوى والهوية، أعيش في موطني وأسكن صنعاء العاصمة.. خريج كلية الإعلام جامعة صنعاء قسم إذاعة وتلفزيون.مهتم بالقضايا الوطنية والسياسية التي تهم الوطن العربي، وشغوف بالأخبار والتحقيقات والوثائقيات والتقارير الإخبارية.. ميلادي في يونيو/ حزيران 1994.

مدونات أخرى