عنان يضع خطة لمواجهة "رجال أعمال السيسي" ويغازل الصوفيين

عنان يضع خطة لمواجهة "رجال أعمال السيسي" ويغازل الصوفيين

25 فبراير 2014
عنان يضع خطة لمواجهة "رجال أعمال السيسي" ويغازل الصوفيين
+ الخط -

في الوقت الذي يتأهب فيه وزير الدفاع في الحكومة المصرية المستقيلة، عبد الفتاح السيسي، لإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، وسط دعم إعلامي وشعبي ومادي من الرموز المحسوبة على رجال أعمال نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، بدأ رئيس أركان القوات المسلحة السابق، سامي عنان، تحركات ملموسة لمواجهة تحركات "السيسي"، والتمهيد لإعلان ترشحه الرسمي للرئاسة.

وأصدر الفريق عنان، قبل قليل، بيانًا صحفيًا، قال فيه -بمناسبة ذكرى مولد الإمام الحسين إن في استشهاد الإمام "درسٌ يتعلم منه الثوار في كل مكان وزمان".

وحث عنان على ضرورة اتحاد المسلمين في شتى بقاع الأرض، وأن مصر أمانة في أيدي أبنائها المخلصين المسلمين والمسيحيين، لافتا إلى أن سيرة الإمام الشهيد بها دروس ينبغي الاستفادة منها؛ "فالحق لا بد أن ينتصر، والتاريخ وحده هو المنصف الأمين، وستسجل صفحاته من يستحق الحياة بعد موته، ومن يموت حيًا بلا أثر".

إشارات واضحة أرسلها "عنان" في بيانه بشأن منتقدي ترشحه، مغازلا أصحاب المذهب الصوفي –الذين يقدرون ببضعة ملايين في مصر- ويحتفلون اليوم الثلاثاء بهذه المناسبة، خاصة أن عائلة المرشح المحتمل للرئاسة تنتمي للطريقة العنانية، أحد أهم عائلات المشايخ الصوفية.

وتابع عنان في بيانه: "في الذكرى العطرة، نناشد المسلمين في شتى بقاع الأرض أن يتحدوا، فينبذون الخلاف، ففي تاريخهم المضيء ما يدعو إلى الفخر، وفي حاضرهم الكئيب ما يثير الاستياء، والمأمول أن يكون مستقبلهم بالوحدة، امتدادا للماضي الجميل دون الحاضر القبيح".

يأتي هذا فيما قال مصدر مقرب من "عنان" إن الفريق التقي خلال اليومين الماضيين عددا من أعضاء الهيكل التنظيمي لحملة الانتخابية في مكتبه بحي التجمع الخامس الراقي (شرق القاهرة)، واستعرضت المناقشات محاور عدة، أبرزها: وضع خطة مقابلة لمواجهة الحملات الشعبية للمشير "السيسي"، ووسائل الإعلام التي تسعي لتشويه "عنان"، وكلاها مدعوم من رجال أعمال الحزب الوطني "المنحل".

وأضاف المصدر -الذي تحفظ على ذكر هويته- في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" أن "عنان" يشعر بالغضب من السماح بتصويت الناخبين الوافدين في غير لجانهم المسجل بها بياناتهم –وفقا للقانون المقترح من الرئاسة المؤقتة- لأنه يفتح الباب لعمليات تزوير واسعة، والإدارة القانونية للحملة تدرس مواجهة هذا العوار القانوني بالطعن عليه، بحسب المصدر.

ولفت المصدر إلى أن الحملة اتفقت مع "عنان" على وضع خطة لمواجهة محاولات تشويهه في وسائل الإعلام، بفتح سبل التفاوض والحوار مع بعض مالكي الفضائيات الخاصة، بهدف توضيح رؤية وبرنامج رئيس الأركان السابق، وإحداث توازن نوعي إعلاميًا في ظل "التهليل الفاضح لمقدمي البرامج الحوارية لـلسيسي، ونفاقهم المستمر له"، بحسب وصف المصدر.

وأشار المصدر إلى أنه تم عمل رصد لرجال الأعمال الممولين للحملات الشعبية للسيسي، والاتفاق على عمل حملات شعبية كثيرة مقابلة لمواجهتها.

نظام "مبارك"

وفي سياق متصل، أبدى المنسق العام للحملة الشعبية الداعمة للفريق عنان، محمد فرج، تخوفه من عدم حيادية الحكومة الجديدة، المكلفة بتشكيلها وزير الإسكان السابق إبراهيم محلب، وأن تكون سببا في عدم كفاءة المعركة الانتخابية.

وقال فرج لـ"العربي الجديد": إن الحملة لديها تخوفات من كيفية إدارة الانتخابات الرئاسية القادمة، وعدم وجود ضمانات تحقق نزاهتها ومصداقيتها، مستنكرا اختيار "محلب" رئيسا للوزراء، في الوقت الذي كان فيه عضوا بلجنة السياسات في الحزب الوطني المنحل الحاكم إبان الرئيس المخلوع عقب ثورة شعبية حسني مبارك.

وأكد أن السلطة الحالية تسير في اتجاه عودة كامل أركان نظام "مبارك" القديم، مطالبا الحكومة الجديدة بتقديم ضمانات لنزاهة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة.

دلالات