علي الحجّار.. انقلاب بصري بـ 360 درجة

علي الحجّار.. انقلاب بصري بـ 360 درجة

08 ابريل 2016
(علي الحجّار)
+ الخط -

"أول فيديو كليب بتقنية 360 درجة".. ربّما كانت تلك العبارة التي عنون بها المطرب المصري علي الحجّار (1954) أغنيته المصوّرة الجديدة "معلش"، التي بثّها مؤخّراً عبر قناته الشخصية على موقع يوتيوب، كافيةً لإثارة الفضول.

إنها تبدو أشبه بطُعم لاصطياد زائر يستهويه كلّ جديد، ويتوقّع مستوىً عالياً من الإبهار البصري المرافق للأغنية التي كتب كلماتها إبراهيم عبد الفتاح، ولحّنها فاروق الشرنوبي، ووزّعها أحمد علي الحجار.

لكن المشاهد، ومنذ اللحظة الأولى من الكليب الذي أخرجه حاتم سيد، سيصطدم بعمل متواضع على المستوى التقني، هو عبارة عن لقطتين "لونجير"، في كليهما يقف الحجّار، الذي يرتدي زيّاً شبابياً لا يناسبه لمجرد التماهي المصطنع مع أفراد فرقته الموسيقية المكوّنة من عازفين شباب، ولا يصدر منه أي فعل سوى الغناء، كأنك تشاهده على المسرح، وكذلك هو الأمر بالنسبة إلى أفراد الفرقة الذين يعزفون طوال الكليب لا أكثر، من دون أي تغيير.

الاختلاف الوحيد بين اللقطتين هو مكانهما؛ فأحدهما حقل أخضر والآخر سطح مركب على النيل. لا مشاهد غير ذلك حتى لو استخدمت التقنية في بحث محموم عن جديد سوى السماء وأيقونة كمبيوتر قبيحة وغير متناسبة مع ألوان الكليب.

بعيداً عن هذا الفقر البصري، جاءت كلمات إبراهيم عبد الفتاح متماسكة كالعادة، وتروي قصّة، تبدأ وتنتهي بدردشة مفتعلة بين المطرب والشباب الذين يشاركونه الكليب، على اعتبار أنهم أصدقاء من نفس الجيل يقومون بنزهة معاً، وتتخلّلها مكالمة هاتفية مع من يُفترض أنها حبيبته.

عودة فاروق الشرنوبي إلى التلحين هي خطوة انتظرها الكثيرون، لكن اللحن جاء تائهاً ومتخبّطاً بين الوزن الشعري وترجمة الكلمات تعبيرياً، وظهر على السطح التناقص المتوقّع بحكم السن في قدرات الحجّار الصوتية المجهَدة. أما التوزيع، فلم يأت بجديد عن أغانيه السابقة، وإن لمسنا فيه محاولة للاقتراب من توزيعات أغاني الأندرغراوند المصرية.

الأغنية (أربع دقائق) هي واحدة من أغاني ألبوم الحجّار الأخير "من الآخر". ومن الواضح أن "الطعم" لم يصطد كثيرين، بدليل أن الكليب الذي نُشر منتصف آذار/ مارس الماضي، لم يشاهده سوى قرابة 12 ألف شخص، وهم رقم ضئيل مقارنةً حتى بفيديوهات يبثّها هواة مغمورون على يوتيوب.

ربما كانت معرفة متى تتوّقف أفضل من الاستمرار لمجرّد الاستمرار، ولو بكليب لا يُقارن حتى بإعلان لأحد المشروبات الغازية صُوّر في ثوان معدودة بتقنية الـ 360 درجة، لكنه رغم قصر مدته، يدفعك إلى مشاهدته أكثر من مرة لتكتشف غناه البصري وتفاصيل جديدة كل مرّة.

دلالات

المساهمون